16 - 07 - 2024

أبو الغيط: التصعيد الجاري بين حماس والإسرائيليين غير مسبوق وهناك احتمالات جادة لانفلات الأوضاع

أبو الغيط: التصعيد الجاري بين حماس والإسرائيليين غير مسبوق وهناك احتمالات جادة لانفلات الأوضاع

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن التصعيد الجاري بين حماس والإسرائيليين غير مسبوق في حدته وآثاره.

ولفت، إلى أن هناك احتمالات جادة لانفلات الأوضاع وربما اتساع نطاق المواجهات، وهي احتمالات أتمنى عدم تحققها لأنها يمكن أن تدفع بالمنطقة كلها إلى وضع غير معلوم.

وأضاف أبو الغيط خلال كلمته في الاجتماع الوزاري الطارئ حول التطورات في غزة، أن هذه اللحظة الخطيرة تقتضي ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والنظر إلى العواقب.

وأشار إلى أن العمليات الانتقامية التي تمارسها وتجهز لها قوات الاحتلال الإسرائيلي لن تجلب الاستقرار بل ستدخلنا في المزيد من دوامات العنف والدم، والعقوبات الجماعية التي تمارسها ضد سكان غزة مرفوضة ومدانة في القانون الدولي، مؤكدا نحن نتضامن مع الفلسطينيين من سكان قطاع غزة الذين يتعرضون اليوم لمجزرة يتعين إيقافها فوراً، وإدانتها بأشد العبارات.

وتابع: لا أحد كان يرغب في مثل هذا التصعيد، إنني أرفض بشكل كامل أي عنفٍ ضد المدنيين وبلا مواربة، فقتل المدنيين وترويع الآمنين غير مقبول كوسيلة لتحقيق غاية سياسية سامية مثل الاستقلال.

ووجه أبو الغيط العدوة للوقف الفوري لإطلاق النار وإلى وقف هذا التصعيد الخطير، حتى لا ننزلق إلى ما هو أشد خطورة، وبما يُعرض استقرار المنطقة بأسرها إلى تهديد جسيم.

وقال إن  مجلس جامعة الدول العربية عبّر مراراً خلال الأعوام الماضية عن مواقف واضحة تحذر من اقتراب الأوضاع في فلسطين المحتلة من حد الانفجار، لافتا إلى التصعيد الجاري ليس وليد اليوم، ولكن له أسبابه الجذرية المعروفة للجميع من إنكار الحقوق الفلسطينية، واعتبار الفلسطينيين – من كل الألوان السياسية، في الضفة الغربية أو في غزة مشكلة أمنية، لا أكثر، وخلق نظام للاحتلال يقوم فعلياً، وبشهادة الجميع، على نظام الأبارتايد، والقضاء على حل الدولتين كل يوم عبر الاستيطان المستمر وقضم الأراضي، و هذا كله أدى إلى خنق الأمل في أي أفق سياسي وأوصلنا إلى النقطة المؤسفة والخطيرة التي نقف عندها اليوم.

وأوضح أبو الغيط، أن الدول العربية تبنت عبر السنوات الماضية، طريقاً لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس مبادرة السلام العربية، ووفق صيغة الدولتين، إنها الصيغة الوحيدة التي توفر الأمن للجميع، والسلام للجميع، والاستقرار للمنطقة، ولكن للأسف اعتبرت إسرائيل أن الاستيطان مقدمٌ على السلام، وأن الاحتفاظ بالأرض أهم من صيانة المستقبل للأجيال القادمة، وأن الوضع القائم يمكن أن يستمر للأبد.

وذكر أن حكومة الاحتلال أمعنت في قمع الفلسطينيين واستفزازهم، وأطلق بعض رموزها العنان لخطاب الكراهية والتحريض، لافتا الى أن هناك طريق يوفر حياة كل المدنيين، إنه المسار الوحيد العقلاني الذي يصون الحياة والأمن والمستقبل لأبناء الشعبين: إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية.

وتمنى أن يعلو صوت الحكمة على نداءات الانتقام.. أرجو أن تتوقف دوامة العنف فوراً لأنها لن تُفضي سوى للمزيد من المآسي والآلام.. وقد تخرج الأمور عن سيطرة أي طرف على نحو لا يمكن التنبؤ بمآلاته أو تبعاته.. على الجميع.

وتطلع لليوم الذي ينعم فيه الجميع، في فلسطين وإسرائيل، بالأمن والكرامة والحرية في دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام.. الأجيال الجديدة تستحق العيش بعيداً عن دوامات الكراهية والعنف.

وتابع: ربما تذكرنا هذه اللحظة، برغم كل ما تحمله من مخاوف وآلام، بأنه لا مهرب من استحقاقات السلام.. وأن انسداد الأفق السياسي لن يُفضي سوى إلى جولات متكررة من العنف وانعدام الاستقرار.