29 - 06 - 2024

البرتغالي فاسكو غاراغلو يتحول رمزا للضمير الإنساني الحر .. شاهد رسوماته الأخيرة

البرتغالي فاسكو غاراغلو يتحول رمزا للضمير الإنساني الحر .. شاهد رسوماته الأخيرة

رغم شكوى المهمومين بالنضال الفلسطيني من تبني الغرب روايات إسرائيل الكاذبة والبناء عليها ، إلا أن العالم الغربي لايخلو من أصحاب الضمير الحر، واحد منهم فنان الكاريكاتير البرتغالي فاسكو جارجالو (Vasco Gargalo).

يتضامن  جارجالو بريشته مع النضال الفلسطيني ضد جرائم الحرب التي يرتكبها ضده الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي غير هياب لنفوذ الحركة الصهيونية في الغرب وقدرتها على المنح والمنع ، والغريب أنه لاصحيفة ولا موقع عربي يهتم بمساندته في المعركة التي يخوضها من ضميره الحر

في عام 2020 نشر الفنان كاريكاتيرا في مجلة سابادو (Sabado) الأسبوعية البرتغالية بعنوان "المحرقةً"، تعبر أفضل تعبير عن الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وإذا حكمنا بما يجري هذا الأسبوع نجد أنها تعبير حي عن حقيقة مايجري بلا أدنى مبالغة.

 هذه الرسمة اثارت حفيظة أنصار الصهاينة وغضبهم، فشنوا على الفنان حملة شعواء وطالبوا رئيس تحرير الصحيفة بطرده. 

يمثل الرسم صورة نتنياهو وهو  يزج بتابوت يمثل الشعب الفلسطيني في أتون فرن وكأنه يقول للصهاينة اذا كنتم تدعون أنكم تعرضتم لمحرقة على أيدي النازيين فانكم ترتكبون مثلها او أسوأ منها بحق الشعب الفلسطيني.

هذا العمل الفني يؤكد أن الفنان فاسكو غاراغلو يتميز بضميره الحي وإحساسه الإنساني المرهف في التعبير عن مآسي الشعب الفلسطيني المناضل التي حلت به كارثة إنسانية على يد ابشع احتلال عرفه التاريخ. 

وللفنان نفسه مواقف مشابهة في قضية الحرية ، فقد سبق ونشر عام 2015 إعادة رسم للوحة بيكاسو “غرنيكا” المتعلقة بوحشية الحرب، لتصبح متعلّقة بمدينة حلب.

الرسام أدرج وجوه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس السوري، بشار الأسد، في كابوس “غرنيكا”، كما حول الحصان في لوحة بيكاسو ليصبح رمزًا للولايات المتحدة الأمريكية، ورئيسها أوباما، في ذلك الوقت.

واستوحى الرسام الفكرة من المعاناة التي تتعرض لها مدينة حلب ومعاناة المدنيين فيها، ومن لوحة بيكاسو التي مثلت قصف “غرنيكا”، حيث قامت طائرت حربية ألمانية وإيطالية مساندة لقوات القوميين الإسبان، بقصف المدينة بغرض الترويع خلال الحرب الأهلية الإسبانية.

وتعرض غرنيكا مأساة الحرب والمعاناة التي تسببها للأفراد، وقد صارت معلمًا أثريًا، لتذكر دائمًا بمآسي الحروب، إضافة لاعتبارها رمزًا مضادًا للحرب وتجسيدًا للسلام.

وأصبحت اللوحة من اللوحات الأكثر شهرة، وساهمت في لفت أنظار العالم للحرب الأهلية الإسبانية، والعديد من الحروب في العالم.

ويبدي غاراغلو غضبه من الخطاب الغربي والأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، ويرى أنه خطابٌ منحازٌ وغير منصفٍ، ووصفه بأنه يقف مع الجلاد ويتجاهل معاناة الضحية، وتستفزه أكثر مواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لذلك بدت رسمته وكأنه يذكر بالمحرقة التاريخية التي تعرض لها اليهود في أوروبا، ويقول للإسرائيليين إن كنتم قد ظُلمتم واضطهدتم، وتعرضتم إلى هذه المحرقة المهولة والجريمة الكبيرة، فإنكم اليوم تقومون بالمثل، وترتكبون ما هو أشد وأفظع، إذ تحرقون الشعب الفلسطيني كله عندما تعتدون عليه، وتدمرون مستقبله وتصادرون أرضه، وتحرمونه من العيش الكريم وتقرير مصيره في وطنه وعلى أرضه.

بالطبع ثارت ثائرة الحركة الصهيونية في كل مكانٍ، فصبوا جام غضبهم على الرسام البرتغالي، وشتموه ولعنوه، ونعتوه بأبشع النعوت واتهموه بأخس الاتهامات، وشهَّروا به وفضحوه، وتطاولوا عليه وهددوه، وطالبوا رئيس تحرير الصحيفة البرتغالية التي يعمل فيها بطرده ومنعه من العمل في صحيفته، وحرمانه من العمل في أي صحيفةٍ أخرى، كونه أصر على موقفه، ورفض الاعتذار عن تصرفه، وعارض سحب الصورة أو وقف نشرها ولم تكتف الحركة الصهيونية بحملتها التحريضية ضد غارغالو، بل قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بالاحتجاج الرسمي لدى الحكومة البرتغالية، وطالبتها بالتشدد في تطبيق القوانين المعادية للسامية، وتغليظ العقوبات بحق المخالفين لها، خاصةً أولئك الذين يصرون على مواقفهم، ويتمسكون بها، ويرفضون الاعتذار والتراجع عنها، تماماً كما فعل فاسكو غارغالو، الذي رأى أن التدخل الإسرائيلي في شؤون بلاده، سواء على المستوى الرسمي أو من خلال اللوبي الصهيوني العامل في البرتغال، إنما هو اعتداء سافرٌ على سيادة بلاده، وعلى الحريات الشخصية التي يضمنها الدستور وتحفظها مواثيق بلاده.
شاهد آخر رسومات هذا الفنان النبيل وتابعوه عبر المشهد






اعلان