24 - 06 - 2024

الأخ "ديلفري" !!

الأخ

توصيل الطلبات إلى المنازل خدمة رائعة تعفي كثر من مشقة الخروج إلى شوارع غير منضبطة ، يقوم بها شباب جميعهم يحملون نفس الأسم ، "عامل الديلفري".. أحداث غزة تقدم لنا مفاجأة حول الأخ "ديلفري":

طبقا للتصريحات الرسمية فإن حماس تحتفظ بـ 150 أسيرا إسرائيليا ، وسواء كان الأسرى في غزة أو أي مكان آخر ، فإن أصدقاء إسرائيل يمتنون لموافقة تل أبيب على إمهالهم وقتا ، قبل تدمير غزة ، ربما ينجحوا في تخليص الأسرى من حاملي الجنسية الأمريكية (منهم عسكريون) .

قطر مثلا ، صحيح أن موقفها الرسمي (والشعبي) يتضامن مع غزة وحماس ، إلا  أن موقفها من فك الأسرى من حاملي الجنسية الأمريكية لا يقل قوة عن الآخر ، وهو ما كشفه وزيرا خارجية الدولتين خلال زيارة بلينكين إلى الدوحة .

وبشكل عام ، إذا طلبت أمريكا من أي دولة عربية شيئا ، فليس بمقدور أي من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أن يقول لا ، ولا يملك سوى التبرع مجانا، وعن طيب خاطر لتلبية ما تطلبه واشننطن.. توارت القيادات الحاكمة العليا خلف "إنسانية " الطلب الأمريكي، لحفظ ماء وجهها أمام شعوبها وشراء الرضاء الأمريكي لعلها (احتمال حتى ولو بعيد) تؤمن للخائفين حماية اسرائيلية مستقبلا من أي خطر أيراني مزعوم ، وعلى طريقة "القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود" .. لم تعلن عاصمة عربية إلى الآن أن ملف الأسرى يجب التعامل معه بالمبادلة ، فك رقبة من هنا مقابل "رقبات" من هناك .. وهناك 4500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال منهم 310 رهن الاعتقال الإداري، دون أن يكون لهم الحق في المحاكمة ، وأهل غزة وكل الشعوب العربية تأمل وتريد أن يتم مبادلة أسرى إسرائيل بأسرى المقاومة الفلسطينية .. موقف الحكومات من ملف الأسرى يسحب من المقاومة قدرا غير قليل من أوراق التفاوض حول تبادل الاسرى .. لقد أصبحت مهمتنا تقديم كل الخدمات اللوجستية لتهيئة الأرض أمام الهجمة الصهيونية العنصرية المرتقبة على غزة بابتزاز أمريكي وقح .

ما يدعو للأسى إن "النظام العربي" أصبح مثل عامل "الديلفري" مهمته توصيل الخدمات إلى تل أبيب ..
----------------------------
بقلم: أحمد عادل هاشم

مقالات اخرى للكاتب

الشارع لمين ؟





اعلان