26 - 06 - 2024

حفل لتوقيع ومناقشة كتاب "تحولات الثقافة في مصر" الخميس المقبل

حفل لتوقيع ومناقشة كتاب

تقيم مؤسسة "بيت الحكمة"، ودار "النسيم" للتوزيع والنشر، في السابعة من مساء الخميس الموافق 19 أكتوبر الجاري، حفل توقيع ومناقشة كتاب "تحولات الثقافة في مصر" للكاتب صبحي موسى، بمبنى "قنصلية" في وسط القاهرة.يناقش الكتاب ومؤلفه، الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية وأستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، والدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، وتدير النقاش الإعلامية الكبيرة منى سلمان.

يقدم الكتاب ما يمكن تسميته بخطة ثقافة جديدة للتعامل مع المستجدات التي طرأت على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي، داعيا إلى إنشاء مجموعة ثقافية يمكنها أن تقوم على بناء عقل مصري جديد يتوافق مع هذه المتغيرات، هذه المجموعة تتكون من وزارات الثقافة والتعليم والإعلام بالإضافة إلى الأزهر والكنيسة المصرية. وحدد الكتاب معالم الخطة التي ينبغي العمل عليها، والأهداف التي يجب التعامل معها. وقدم موسى في كتابه تحليلا لمجريات الفعل الثقافي والخطط الحكومية التي صاحبت مسيرته منذ بداية الدولة الحديثة في مصر حتى وقتنا الراهن، ذاهبا إلى أنه في العصر الملكي كانت قبضة الدولة على الثقافة أكثر مرونة، وأن وزارة المعارف كانت تضم كل ما هو مسؤول عن بناء العقل والوعي المصري، لكن بعد ثورة يوليو انتهى هذا المسمى ونشأت وزارات الإرشاد القومي، والثقافة، والتربية والتعليم الذي انفصلت العديد المؤسسات عنه وانضمت إلى الإعلام والثقافة.

وذهب موسى في كتابه إلى أن الدولة في الحقبة الناصرية أولت الثقافة اهتماما كبيرا، وكان وزير الثقافة بمثابة رئيس المجموعة الثقافية التي عادة ما ضمت الإعلام والسياحة والثقافة والتعليم، وأطلق موسى على خطة الدولة الثقافية في هذه المرحلة "خطة ثروت عكاشة"، نظرا لما قام به من نهضة ثقافية تمثلت في نقل الثقافة الى النجوع والقرى، لكن إشكالية هذه الخطة أنها ربطت بين الخدمة الثقافية التي تقدمها الدولة والولاء للنظام الحاكم.

أما في عصر السادات فلم تكن هناك خطة واضحة، على النقيض كانت هناك ريبة بين السادات والمثقفين، وهو عرف بعصر الطيور المهاجرة. وظل الأمر على هذا النحو حتى مجيء فاروق حسني في نهاية الثمانينيات، والذي طرح خطة جديدة تتوافق مع رغبة النظام في الإنهاء على القوة التي يمثلها المثقف، فأقدم على مجموعة من المشروعات الثقافية العملاقة، لكنها جميعا قامت على سحب الثقافة والمثقفين من الشارع إلى داخل الجدران الرخامية، ما عزل المثقف عن الشارع الذي ترك نهبا للتيارات الدينية، فكان طبيعيا أن تصل إلى الحكم بمجرد سقوط مبارك عنه، بينما ظل المثقف وحيدا غير قادر على التأثير فيمن حوله، وذلك في ظل متغيرات عظيمة من بينها: ثورة الهامش على المتن التي تقيمها بلدان الخليج على المركز المصري، فضلا عن ثورة الاتصالات التي هيمنت على العالم، وباتت تفرض قيما غريبة على المجتمعات العربية، وتسعى لعولمة نماذج وأفكار لا تتفق مع الطبيعة المصرية، مما يستوجب وضع خطة ثقافية تشارك فيها كافة المؤسسات المعنية ببناء العقل والوعي المصري لمواجهة هذه التحديات، وبناء منظومة القيم بما يتوافق مع الطروحات الحديثة ويحافظ على الثوابت الأساسية للإنسان المصري.






اعلان