26 - 06 - 2024

الأصابع الخليجية وراء الأحداث

الأصابع الخليجية وراء الأحداث

غالبا ما يتبنى الأفكار والنظريات حول الحرية و العدالة والإنسانية والوطنية أشخاص مثاليون ويعمل على تنفيذها وتطويرها وتوظيفها لتحقيق مكاسب أشخاص إنتهازيون.

هذا التصور طالما آمنت به ، لكني تذكرته الآن وأنا أتأمل ما يحدث على أرض فلسطين الشقيقة.

فالشباب الوطني المتحمس المخلص غالبا ما ينفذ خططا وضعها الكبار، وقد يدفع هو ثمنها ومعه الأبرياء من أبناء شعبه ، لكن المفاوضات و ربما المكاسب تكون للكبار..

قادة حماس في قطر والإفراج عن الرهينتين الأمريكيتين تم بوساطة قطرية وأمير قطر انسحب من مؤتمر السلام ، هذا المؤتمر الذي عقد السبت 21 من أكتوبر للبحث عن وسيلة للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار.

بعض الأسئلة تؤرقني وسوف أبدأ بوضع صيغ المعادلات للعلاقات في المنطقة أمامكم وعلينا جميعا أن نحاول إستنتاج النتائج ..

لنتأمل العلاقات في هذه المعادلات ...

1- قطر – امريكا: أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط وأكبر تعاون عسكري، ففي 24 يوليو 2022 و بعد اجتماع اللجنة الاستشارية العسكرية الأمريكية - القطرية قال بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ، إن الاجتماعات عززت الشراكة الدفاعية الثنائية القوية بين الولايات المتحدة وقطر، من خلال المناقشات بشأن مواجهة 1- (التهديدات المشتركة) ، 2- تعزيز (المساعدة الأمنية) و3-  (التعاون العسكري ) ، و 4- (تطوير مبادرات ثنائية إستراتيجية) .

ولنتأمل الأخيرة جيدا .. تطوير مبادرات ثنائية إستراتيجية.

1- قطر _إسرائيل: تعاون مشترك مستمر كانت اولى نتائجة مولد قناة الجزيرة في نوفمبر 1996 و التي كانت أول قناة تستضيف اسرائيليين بالمخالفة وقتها للنهج العربي ولقررات نقابات وإتحادات الصحافة والإعلام العربية بمقاطعة الكيان الصهيوني، و في المقابل ومع إتاحة الفرصة للدفاع عن الكيان الصهيوني وعلى النقيض من هذا اتخذت هذه القناة  من الهجوم على مصر وإشعال الإنقسامات فيها نهجا منذ ذلك الوقت و حتى الآن وإن كانت النبرة قد انخفضت قليلا.

و في 13 مارس 2022 ذكر موقع إيلاف السعودي الإخباري أن لقاءً تم  قائد الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي ونظيره القطري داخل مقر الأسطول الخامس الأمريكي بالبحرين وقال رئيس الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل أقامت شبكة إقليمية من "شركاء الأمن الإستراتيجيين"

3- قطر – مصر: لم يمر وقت طويل لننسى دعم قطر لجماعة الإخوان وللجماعات الإرهابية في سيناء وقتل جنود الجيش المصري وإشعال الأوضاع و لا حاجة لسرد التفاصيل حولها فما زالت في الذاكرة المصرية. 

4- قطر - غزة: قادة حماس في قطر والتفاوض حول الرهائن يتم بوساطة قطرية وإطلاق الرهينتين الأمريكيتين لدى حماس في غزة تم بوساطة قطرية و بوجود القادة السياسيين لحماس في قطر .....

4- قطر - مصر – سيناء: بالعودة الى رقم 3 وما قبلها وما بعدها مما سبق نستطيع أن نفهم كيف تجري الأحداث وكيف وصلنا إلى الإعلان المتبجح والإصرار الاسرائيلي- الأمريكي - الأوروبي المتعنت للضغط على مصر لقبول خطة التهجير إلى سيناء والتي أعلنت مصر شعبا و قيادة رفضها وأعلن الشرفاء من أهل غزة ايضا رفضهم لها.

فهل جاءت التعليمات بعمل عسكري حمساوي ضد الكيان الصهيوني من قطر لإعطاء ذريعة للكيان لتنفيذ خطة التهجير بمباركة خليجية للتخلص من عبء القضية الفلسطينية، لكن الشباب الفلسطيني المخلص نفذ بخطة وبقوة أكبر مما هدف إليه المخططون فكانت العواقب غير المحسوبة؟

أم أن الخطة الاستراتيجية التي اتفق عليها الخليج و امريكا و إسرائيل كانت تستلزم هذه القوة ليكون الرد بهذا العنف ويكون الضغط على مصر لاقتطاع سيناء من أرضها؟ 

- هل كان يعلم قادة حماس المقيمون في قطر بخطة الفدائيين وما سيتعرض له الشعب الشعب الفلسطيني وما سيتحقق من مكاسب إسرائيلية ومصالح لدول خليجية؟؟

و هل عادت قطر إلى ممارسة دورها السابق في محاولة خلخلة الأوضاع في مصر ولكن هذه المرة بدعم من دول خليجية أخرى هرولت إلى الإرتماء في أحضان إسرائيل طالبة التعاون العسكري المشترك ؟

هل كانت خطة تهجير الفلسطينيين ضمن الخطط الاستراتيجية التي تحدث عنها بيان البنتاجون الأمريكي من قبل في بيانه عقب اجتماع اللجنة الاستشارية العسكرية الأمريكية القطرية؟ 

أسئلة كثيرة الإجابة عليها متاحة لمن يمعن النظر ..
----------------------
بقلم: الهام عبدالعال

مقالات اخرى للكاتب

خدمة العملاء و تعذيب المواطن





اعلان