26 - 06 - 2024

مقاومة الاحتلال حق يا عرب

مقاومة الاحتلال حق يا عرب

أكثر ما يزعجني أن أضطر لشرح القضية الفلسطينية ومدى أحقية الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال لعربي لا يرى أن للفلسطينيين حقا في المقاومة او اقامة الدولة الدولة الفلسطينية، يظل يجادل معتبرا المقاومة اعتداء ، ومعتقدا أنه بهذا إنما ينظر بعين العقل والحكمة والعدل إلى حقيقة الصراع ، يرى أن من حق الإسرائيلي العيش آمنا مطمئنا، لكنه لا يجهد نفسه بالبحث عن حقيقة ما يعيشه الفلسطيني من معاناة. يجهل أو يتجاهل هذا العربي المحايد أبسط حقوق الإنسان التي يتمتع بها هو في بلده او في البلد الذي يعيش فيه.

نعم أنا أختلف مع حماس بسبب ما ارتكبه بعض رجالها بحق مصر إبان أحداث يناير وما بعدها ، لكني لا أنسى أبدا أن إسرائيل قوة إحتلال غاشمة قتلت وهجرت واستولت على الأراضي الفلسطينية ولم تحترم قرارا أمميا ولا اتفاقا دوليا.

إسرائيل قوة احتلال غاشمة لم تلتزم حتى بالقرارات التي أقرتها الشرعية الدولية.

قوة عسكرية احتلت الأراضي بعد ما تم وضعه من حدود تقسيم وفقا لقرارات الأمم المتحدة ، وبعد المفاوضات والمعاهدات. قوة غاشمة استمرت تحتل وتتوسع في إقامة المستوطنات على الأراضي التي احتلتها.

قوة احتلال تركت للمستوطنين حق الإستيلاء على بيوت وأراضي الفلسطينيين دون حق، بل وكثيرا ما عاث المستوطنون في الأرض عدوانا وإيذاءً وقتلا للفلسطينيين وإفسادا وسرقةً للأراضي والمنازل ولم يردعهم قانون أو سلطة.

لا يدرك مدعِو العقل والحياد مدى الظلم الواقع على شعب تم تقسيم أرضه إلى "كانتونات" بعيدة عن بعضها البعض، تتوسطها المستوطنات المحاطة بأسوار عازلة مما يمنع انتقال الفلسطينيين من منطقة لأخرى دون إذن مرور وتفتيش من قوات الاحتلال تجعل المسافة التي تستغرق نصف ساعة في زمننا هذا في أي دولة من العالم ، قد تستغرق اثنتي عشرة ساعة داخل الأراضي المحتلة حيث يقف الفلسطيني في نقاط التفتيش ساعات طويلة لا يحددها قانون أو قواعد.

زيارة الأهل لبعضهم البعض غاية في الصعوبة داخل الأراضي المحتلة، فما بالنا بالسفر خارج الحدود؟ 

الفلسطيني داخل الأرض الفلسطينية سجين لا يمكنه الخروج من تلك المناطق إلى بلاد أخرى إلا بموافقة قوات الإحتلال،فتلك المناطق ليست إلا سجونا مفتوحة، نعم مفتوحة في داخلها لكنها مغلقة بأسوار حولها تمنع الخروج منها او الدخول إليها.

عندما تعيش داخل الأراضي الفلسطينية فأنت لست مواطنا في دولة تتمتع بحرية السفر والترحال، إنما أنت أسير داخل تلك القطعة من الأرض معرض في كل لحظة لدخول قوات الإحتلال إلى بيتك او بيت جارك وإذا دخلت قوات الاحتلال فأنت لا تملك لنفسك أو لأهلك شيئا، فلا قانون يحكم ولا سلطة قانون تراقب.

هذه الحياة داخل الأراضي المحتلة أو التي تمتعت بحكم ذاتي منقوص،  ليست بحياة آدمية ولا يقبلها "إنسان".

وهؤلاء الذين يظنون أنفسهم أشخاصا عاقلين محايدين هم في الواقع لا يدركون مدى معاناة الفلسطينيين وينقصهم كثير من الحقائق.

من حق الشعب الفلسطيني إقامة دولة مستقلة كاملة السيادة على أراضيه بحسب قرارات الأمم المتحدة و التي حددتها بالقرار 242.

من حق الشعب الفلسطيني أن يتمتع بكامل الحقوق التي يتمتع بها البشر في كل دولة من دول العالم.

من حق الفلسطيني أن يتنقل داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها كأي إنسان يعيش على كوكب الأرض.

وعلى إسرائيل الإنسحاب إلى حدود الرابع من يونيو 1967.

وأنت يا عزيزي العربي إذا وجدت في نفسك شيئا من الحياد وأنت تنظر إلى هذه القضية، فاعلم أنك بحاجة إلى تحري الحقائق على أرض الواقع وربما كنت بحاجة إلى مزيد من المعلومات عن حياة الفلسطيني داخل أرضه أو ربما كنت بحاجة إلى عقل.
--------------------
بقلم: إلهام عبدالعال

مقالات اخرى للكاتب

خدمة العملاء و تعذيب المواطن





اعلان