تشهد عواصم دول الاتحاد الأوروبي وكبريات المدن الأوربية، إضافة للعاصمة الأمريكية واشنطن والمدن الكبرى في مختلف الولايات تظاهرات شعبية غير مسبوقة للتنديد بالمجازر والوحشية الإسرائيلية المدعومة أمريكيا وأوروبياً ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، ما يُظهر انقساماً بين الحكومات وقيادات الأحزاب والجماهير، وانكشافاً للسياسيين الانتهازيين في الغرب.

وبمشاركة من نادي الجالية الفلسطينية في جمهورية التشيك نظمت مجموعة براغ من أجل فلسطين الطلابية/ الشبابية العالمية، ومجموعة أغصان الزيتون الطلابية التشيكية، السبت 28/ أكتوبر تجمعاً خطابياً ومسيرة طلابية عالمية حاشدة في قلب العاصمة التشيكية -براغ- رفضاً للعدوان البربري الصهيوني والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.

هذه الفعالية، هي الرابعة من نوعها منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة وجاءت شبابية طلابية عالمية بامتياز.

وكون المسيرة تصادفت مع العيد الوطني التشيكي بارك المتحدثون للشعب التشيكي عيده الوطني الخامس بعد المئة (لتاسيس جمهورية تشيكوسلوفاكيا في العام 1918 والاستقلال الناجز عن الإمبراطورية -المملكة- النمساوية).. وأعربوا عن أسفهم، لأنهم كما قالوا، يعيشون حالياً سلسلة تراجعات عن القيم والمباديء والعهود والمواثيق الدولية يرتكبها الساسة التشيك من خلال دعمهم اللا مشروط للاحتلال والاستعمار الاستيطاني ونظام الأبرتهايد الإسرائيلي ومجازره البشعة بحق المدنيين الفلسطينيين.

وقال الخطباء إن دعم هؤلاء الساسة اللا مشروع لإمعان الكيان الإسرائيلي  في رفض وتحدي القوانين والقرارات والعهود الدولية.. لهو عار عليهم ولا يمثل ضمير الشعب التشيكي الحر.

وأضافوا أن تصويت المندوب التشيكي ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف إطلاق النار والمجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين يُعد  مثالاً صارخاً لهذا التراجع، والإنسياق وراء السياسات الأمريكية الإسرائيلية الظالمة، وأكدوا أن الإنحياز الإعلامي التشيكي لروايات الأكاذيب، وتغطياته أحادية الجانب تمثل عاراً على ممارسي هذه الدعاية، منتهكي قيم وشرف العمل المهني الإعلامي الحقيقي.

وتضمنت مطالب التظاهرة الطلابية وكلمات المتحدثين الشباب وهتافاتهم دعوات لوقف الحرب فوراً وبلا شروط، وإنهاء معاناة 2,2 مليون فلسطيني ورفع الحصار الإسرائيلي الذي يشمل قطع الماء والكهرباء والدواء والغذاء وإمدادات المحروقات عن قطاع غزة وعن المستشفيات فيه، وانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية، وإنهاء نظام الأبرتهايد والفصل العنصري الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين وإنهاء الصراع الذي طال لأكثر من 75 عاماً.

وكانت سلسلة وقفات وتظاهرات التضامن الأحدث مع الشعب الفلسطيني في التشيك التي شارك بها نادي الجالية الفلسطينية في التشيك قد تسلسلت كما يلي:

- وقفة  في ميدان الباسلفاك مقابل المتحف الوطني وسط براغ الأحد 15/ أكتوبر  2023

- مسيرة غضب للتنديد بجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الإحتلال الإسرائيلي بقيادة حكومة الأبرتهايد العنصرية الإسرائيلية يوم الأربعاء 18/ أكتوبر.

- التظاهر أمام مقر وزارة الخارجية ومنه في مسيرة حاشدة نحو مقر البرلمان مروراً بقصر الرئاسة التشيكية حيث أدان المشاركون في كلماتهم وهتافاتهم "مجازر المدنيين وجرائم الحرب الإسرائيلية على غزة ومخططات تهجير الفلسطينيين" داعين لوقف الحرب وإنهاء الحصار والإغلاقات وذلك يوم 25/ أكتوبر.

- وستجري التظاهرة التالية التي ستكون الخامسة على التوالي يوم الأربعاء الأول من نوفمبر بدءاُ من ميدان الباسلفاك مقابل المتحف الوطني في براغ إلى مقار وسائل الإعلام الرسمية للتنديد بانحياز الإعلام التشيكي للدعاية والأكاذيب الإسرائيلية وأداء الإعلاميين التشيك الذين يتعامون عمداً عن الحقيقة ويخفونها عن الجمهور حيث وصف المحللون هذا الأداء بأنه يمثل"بلاك ووتر الإعلام وأداة تعمل لحساب الوحدة المركزية السرية للعمليات السيكولوجية التابعة للمخابرات المركزية الأمريكية والبنتاجون وذراع مكتب الإعلام الحكومي التابع لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
------------------------------
براغ - خاص