16 - 08 - 2024

الفاضحة!!

الفاضحة!!

يمكن أن نطلق على الحرب المستعرة الآن في غزة وصف (الحرب الفاضحة) أو الكاشفة؛ نظراَ لما أسقطه الإجرام الصهيوني غير المسبوق من أقنعة ظل كثير من الأطراف يتستر وراءها لعقود ويدعيها ويسوقها ويتاجر بها. 

أول هذه الأطراف كانت أوروبا والغرب وبصفة خاصة 5 دول بلغ بها التطرف واللا إنسانية مبلغا وهي ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، بريطانيا وكندا التي رفضت جميعها حتى وقف الحرب وإدانة جيش الاحتلال، وأكدت على حق إسرائيل في اتخاذ كل ما تراه مناسبا للدفاع عن نفسها، رغم أنها تعلم أن لا حق لمحتل غاصب يمارس كل أعمال القتل والبطش والتدمير. ولكن شاءت هذه الحرب أن تظهر لنا الوجه القبيح لأوروبا التي صدعتنا لعقود بحق الإنسان في الوجود وفي العيش بأمان وفي ممارسة كل ما يريد لدرجة أنها أباحت الشذوذ وزواج الرجل من الرجل والأنثى من الأنثى بصورة تعف عنها الحيوانات نفسها. 

سقط الغرب في امتحان غزة بالإجماع، فلا رأفة بالأطفال والنساء والشيوخ، ولا رحمة مع منع الطعام والمياه والدواء ووسائل الاتصال، ولغ الغرب في دماء فلسطين حتى أغرقته وانتهى أخلاقيا وإنسانيا للأبد. 

أما عداء أمريكا للفلسطينيين فهو ليس وليد اليوم. فالأمريكيون لم يروا أبدا في الفلسطينيين شعبا يستحق أن تكون له دولة، وإن حاولوا التسويق لمبدأ الدولتين في الظاهر، إلا أنهم فعلوا كل ما يحول دون ذلك ولم يقدموا شيئا يثبت أنهم يستحقون أن يكونوا رعاة لأي عملية سلام، وأثبت رئيسهم الخرف بايدن أنه إرهابي ومجرم حرب من الطراز الأول بدعمه غير المسبوق للكيان الصهيوني بل ومشاركة قواته مشاركة فعلية في الحرب ضد قطاع غزة دون أي اعتبار لقانون دولي أو إنساني. أمريكا هي الوجه الأقبح والأكثر بشاعة في هذه الحرب الإجرامية ولا يمكن أن نصنفها كداعم لإسرائيل فقط بل هي شريك أساسي في العدوان والقتل والتدمير. أما عن صهاينة العرب والمطبعين ، فحدِث ولا حرج، أصبحوا أضحوكة العالم، فإسرائيل التي انبطحوا تحت أقدامها لتحميهم من إيران وتثبت دعائم عروشهم في مواجهة شعوبهم، لم تستطع حماية نفسها وأصبح جيشها أضحوكة العالم أمام أبطال القسّام، وسقطت أسطورتها وأسطورة جيشها الذي لا يقهر وأصبحت تمثل عبئا سياسيا ومعنويا على أولئك المطبعين الذين باعوا شرفهم وعروبتهم وإسلامهم من دون مقابل، وأصبحوا تائهين، كقطيع الغنم الذي فقد راعيه .وبالنسبة إلى منظمات المجتمع الدولي، من مجلس الأمن والأمم المتحدة وكافة الآليات السياسية الدولية، فقد تم إنشاؤها لتمارس وصايتها وولايتها على الضعفاء فقط، بعد أن ظهرت إسرائيل كقوة مارقة فوق كل القوانين والمنظمات. فعالم اليوم هو غابة، البقاء فيها للأقوى، وهذا المجتمع الدولي لا يعرف إلا القوة ولا يحترم إلا القوي. ومن هذا المنطلق ينبغي أن تعي دولنا العربية هذا الأمر، فعالم ما بعد 7 أكتوبر 2023 يختلف عن عالم ما قبله، والحق لابد له من قوة تحميه وتسنده، والحقوق تنتزع ولا توهب وما غير ذلك فهو مجرد "كلام ساكت"، كما يقول أشقاؤنا في السودان.
-----------------------
بقلم: محمود النجار*
*كاتب صحفي متخصص في الشؤون العربية

مقالات اخرى للكاتب

وزير الخارجية يتوجه إلى لبنان لتقديم الدعم والمساندة