18 - 09 - 2024

لن أكتب سوى عنهم

لن أكتب سوى عنهم

لن اكتب عن الداعم او الخائن او البائع او الخانع او اللاعب على كل الحبال ، لن أكتب عن من يملؤه تفاخر أو من يزايد أو من يهيل ركاما على نصر الابطال. لن اكتب عمن يؤازرهم ويتجرع مرارة الفقد معهم ومن ينكرهم ويحتسى نخبه حتى الثمالة. لن أكتب عمن يقتله الخوف عليهم ومن يتمنى نصر عدوهم ومن تملؤه الأحقاد.

لن أكتب عن قابض على جمر يدافع أو من يمسك منتصف العصا يراوغ . لن أكتب عن من أوقف حياته يتابع أو من يخذلهم منصرفا للهو  مخادع. لن أكتب عن صادق أو كاذب أو متربص بهزيمتهم غير عابئ بوطن ضائع وعظيم الأحزان.

لن أكتب غن قلب باك وأخر قاس وثالث لايرى سوى همه وإن تحول كل من حوله ركاما، لن أكتب عن قوة وعن ضعف وعن أيد لاتمنح سوى الخذلان.

لن أكتب عن الباكى أو الضاحك أو العابث من يضئ مسرحه نورا رغم عظم الأهوال. لن أكتب عن الواثق أو المهتز أو ذلك المترقب لهزيمة مقاوم يخشاه أكثر  مما يرعبه المحتل .

لن أكتب عن أحد منهم .

....

لن أكتب سوى عنهم ، من حفروا الصخر ، وعانقوا الموت ، وعاشوا جحيما لم ينل من عزيمتهم ، لم يرهبهم ، لم يفت عضدهم ، أو يخدش صلابة يقينهم بعدالة قضيتهم ، وأن النصر فى النهاية لهم  

وحدهم القادرون على استعادة الوطن المسلوب ، وحدهم بإذن الله المنتصرون.

لن اكتب سوى عنهم ، وعن صلب القضية.
---------------------------
بقلم: هالة فؤاد

مقالات اخرى للكاتب

وجهة نظري | الموت قهرا