20 - 10 - 2024

تشانج تاو : الصين ظلت تدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني

تشانج تاو : الصين ظلت تدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني

قال تشانج تاو، القائم بأعمال السفير الصيني بالقاهرة، إن الصين ظلت تدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقهم الوطنية المشروعة، وظلت تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

وأوضح تشانج تاو، خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر السفارة أمس، أن الصين من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، وسبق للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أن زار الصين 14 مرة، حتى أصبح صديقا حميما لقادة الصين السابقين، مثل ماو تسي تونغ وتشو إن لاي ودنغ شياو بينغ وجيانغ تسمين. 

وأشار تاو، إلي أنه في عام 1964، تجمّع أبناء الشعب الصيني من كافة الأوساط في بكين، رفضا لقيام الولايات المتحدة بدعم إسرائيل لاستفزاز الشعوب العربية وعرقلة الحل العادل للقضية الفلسطينية، كما عبّروا عن الدعم الثابت للنضال العادل للشعب الفلسطيني والشعوب العربية.

وقال إنه في العصر الجديد، ما زالت الصين تسعى إلى إيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية.

ولفت إلي أن الرئيس شي جين بينغ  يهتم كثيرا بالقضية الفلسطينية، وبعث برقيات التهاني لـ"اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" لعشر سنوات متتالية، وطرح الرؤية ذات النقاط الأربع لحل القضية الفلسطينية مرتين في عام 2013 و2017، مؤكدا على دفع التسوية السياسية القائمة على أساس "حل الدولتين"، وتعزيز الجهود السلمية من المجتمع الدولي. 

وتابع القائم بالأعمال،: في يونيو الماضي، طرح الرئيس شي جين بينغ رؤية بالنقاط الثلاث خلال لقائه مع الرئيس محمود عباس. أولا، يكمن المخرج الجذري للقضية الفلسطينية في إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،  ثانيا، ضرورة ضمان حاجات فلسطين الاقتصادية والمعيشية، ويجب على المجتمع الدولي تعزيز المساعدات الإنمائية والإنسانية لفلسطين، ثالثا، ضرورة الالتزام بمفاوضات السلام كالاتجاه الصحيح، واحترام وضعية القدس باعتبارها الموقع الديني المقدس، ونبذ الأقوال والأفعال المتطرفة والاستفزازية، والدفع بإقامة مؤتمر السلام الدولي على نطاق أوسع وبموثوقية أكبر وتأثير أكبر، بما يهيئ الظروف لاستئناف مفاوضات السلام، ويبذل جهودا ملموسة لمساعدة فلسطين وإسرائيل في التعايش السلمي. 

وأكد على ان الصين تحرص على لعب دور إيجابي في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ودفع مفاوضات السلام. 

وقال تاو، إنه في ظل الصراع الحالي، أكد الرئيس شي جين بينغ خلال لقائه مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي على ضرورة وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، لتجنب توسيع رقعة الصراع، حتى لا يخرج عن السيطرة ويسفر عن أزمة إنسانية خطيرة. 

وأوضح أن المخرج الواقعي الوحيد للحلقة المفرغة للصراع الفلسطيني والإسرائيلي يكمن في تنفيذ "حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطين المستقلة وتحقيق التعايش السلمي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأشار إلي أنه منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أجرت الصين التواصل المكثف مع كافة الأطراف ذات الصلة، وعملت بكامل قوتها على إحلال السلام وتهدئة الوضع. 

وقال: في هذا السياق، أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي مكالمات هاتفية ولقاءات مع نظيره المصري سامح شكري وغيره من النظراء وقادة الدول المعنية، وزار مصر مبعوث الحكومة الصينية الخاصة لقضية الشرق الأوسط تشاي جيون لحضور قمة القاهرة للسلام حول القضية الفلسطينية، وقام بزيارات مكوكية في عديد من الدول العربية. 

وقال القائم بالأعمال للسفارة الصينية، إنه حتي اليوم، قد قامت الصين باتصالات عديدة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومصر والسعودية وقطر والإمارات والأردن وإيران وتركيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها من الأطراف الدولية، ودعت إلى تجنب توسيع رقعة الصراع وحقن دماء المدنيين وتفادي الأزمة الإنسانية الخطيرة. 

وأضاف أن الصين قد قدمت وستقدم المساعدات الإنسانية إلى فلسطين، وتساعد في تخفيف الأزمة الإنسانية التي تواجه آهالي غزة، مؤكدا على أن الصين ستواصل تكثيف اتصالاتها مع الأطراف المعنية لتنسيق المواقف وتجنب توسيع رقعة الصراع والكارثة الإنسانية بكامل قوتها.

وأشار إلي أنه في الآونة الأخيرة، شهد مجلس الأمن تجاذبات شرسة بين الأطراف ذات الصلة، إذ منذ اندلاع الصراع، قد استخدمت الولايات المتحدة حق النقض مرتين ضد مشروع القرار لمجلس الأمن الدولي المطالب بالوقف المؤقت لإطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي، وفرضت النقض الأول بذريعة أن مشروع روسيا "لم يستنكر حماس"، وكان النقض الثاني رفضا منفردا، وتذرّعت بأن مشروع برازيل "لم يذكر حق إسرائيل في الدفاع عن النفس".

وتابع:  بعدها، طرحت الولايات المتحدة مشروعها، الذي صدم الدبلوماسيين في مجلس الأمن، لأنه ينحاز تماما إلى حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ولم يدعو إلى وقف إطلاق النار. ومن أجل مواجهة الضغوط الدولية المتزايدة، قامت الولايات المتحدة بتعديل المشروع، ودعت إلى "الوقف المؤقت لأطلاق النار لأسباب إنسانية"، بما يسمح بدخول المساعدة المادية إلى قطاع غزة، غير أنه لم يدعم وقف إطلاق النار بشكل كامل. وقوبل المشروع الأمريكي بالفيتو المزدوج الصيني الروسي في نهاية المطاف.

وقال إن  الصين كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، تحث الأمم المتحدة على لعب الدور المطلوب، موضحًا بأنه في يوم 27 أكتوبر، تبنى الاجتماع العاجل والخاص للجمعية العامة القرار حول الوضع الفلسطيني الإسرائيلي الذي طرحته الدول العربية، ودعا إلى تحقيق الهدنة الإنسانية الفورية في قطاع غزة وأدان جميع أعمال العنف بحق المدنيين، وطالب كافة الأطراف بحماية المدنيين والمرافق المدنية. 

وقال: كان 120 دولة صوتت مع القرار و14 دولة صوتت ضد القرار وامتنعت 45 دولة عن التصويت، الأمر الذي يعكس رغبة الأغلبية العظمى من الدول الأعضاء في وقف إطلاق النار، وكذلك التزام معظم دول العالم بالعدالة والسعي وراء السلام. إن الصين، كالدولة الراعية المشتركة لمشروع القرار العربي، صوتت مع هذا القرار. 

وتابع: للأسف، صوتت الولايات المتحدة ضد هذا القرار، و في يوم 30 أكتوبر، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا عاجلا وعلنيا حول الوضع في فلسطين وإسرائيل، تلبية لمطالب الصين والإمارات. ودعا المندوب الصيني لدى الأمم المتحدة السفير تشانغ جيون أطراف الصراع إلى وقف جميع الأعمال العدائية وفك الارتباط فورا وتحقيق الهدنة الإنسانية، وبذل قصارى الجهد لتجنب تصعيد الوضع؛ دعا الكيان الصهيوني كجهة الاحتلال إلى الوفاء بالتزاماتها في القانون الدولي الإنساني، ورفع الحصار الشامل عن غزة، وإلغاء طلب الإخلاء العاجل فورا، والدفع بالإفراج عن المعتقلين في أسرع وقت ممكن، ودعا الدول الكبيرة التي تمتلك التأثير الفريد على أصحاب الشأن إلى التخلي عن المصالح الأنانية والحسابات الجيوسياسية، وبذل قصارى الجهد لوقف الحرب واستعادة السلام. تتولى الصين الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي في هذا الشهر، وستواصل جهودها الدؤوبة في مجلس الأمن للدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.

وأوضح تشانج تاو، أن الصين ظلت تقف إلى جانب السلام والعدالة والقانون الدولي وتقف إلى جانب الرغبة المشتركة لمعظم دول العالم وضمير الإنسان، وتعمل على الحفاظ على الحقوق المشروعة لفلسطين، والدفاع عن كرامة الأمة العربية. وتدعم الصين بثبات جميع الجهود الرامية إلى دفع الحوار وتحقيق وقف إطلاق النار واستعادة السلام.

 وأكد تشانج تاو على أن الصين ستبذل أقصى الجهود من أجل تطبيق "حل الدولتين" والدفع بإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، في المقابل، قامت الولايات المتحدة، في ظل استهداف المدنيين الأبرياء، بالموافقة على تقديم المساعدات العسكرية إلى الكيان الصهيوني في اللحظة الأولى، وأرسلت الدفعة الأولى من المساعدات العسكرية للكيان الصهيوني في يوم تالي بعد تعرضها للهجمات، بل وأرسلت حاملتي الطائرات بسرعة إلى شرق بحر المتوسط لتعزيز الردع، وتجاهلت تماما المبادئ الإنسانية. 

وختم كلمته قائلا: "يمكننا أن نرى بكل وضوح، مَن يدعم السلام والعدالة، ومَن يصب الزيت على النار ويتخذ المعيار المزدوج".