17 - 07 - 2024

ماذا حققت المقاومة في حربها ضد الاحتلال؟

ماذا حققت المقاومة في حربها ضد الاحتلال؟

بعد مشاهد الدمار والخراب والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة يتساءل البعض: ماذا حققت المقاومة منذ عملياتها النوعية غير المسبوقة التي نفذتها داخل اسرائيل من يوم 7 أكتوبر وحتى الآن؟ وهل ماحققته المقاومة في ذلك اليوم يساوي أرواح عشرة آلاف فلسطيني أكثر من 70 بالمائة منهم نساء وأطفال، وتدمير نحو 15 بالمائة من مباني مدينة غزة وتسويتها بالأرض، علاوة على مليون ونصف المليون نازح وعشرات الآلاف من الجرحى؟

ولكنني وبكل ثقة أرى أن ما تحقق من وراء هذه الحرب يعد انجازا غير مسبوق في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي والفلسطيني الإسرائيلي والأمثل، والأدلة أكثر من أن تحصى أو تعد.

فقد نقلت المقاومة بعملياتها النوعية الحرب إلى داخل إسرائيل لأول مرة منذ عام 1948، وأسقطت المنظومة الأمنية التي ظلت إسرائيل تتحاكى بها وتروج لها على مدى عقود، خلال ثلاث ساعات فقط. 

الخسائر العسكرية والمالية لإسرائيل أكثر من أن تحصى، استهداف جنودها في كل موقع وأسْرهم أصبح عملا يوميا سهلا وبسيطا لرجال المقاومة. فرار الجنود الصهاينة من الخدمة العسكرية وصراخهم كالنساء وهم يساقون إلى الحرب كما يساق قطيع الأغنام إلى الذبح هو بمثابة فضح لحقيقة هذا الجيش ووهنه وضعفه وانعدام الثقة في قياداته. 

أظهر رجال المقاومة أنهم على أكبر قدرة وجاهزية للهجوم والدفاع، وأن هذه القدرة مبنية على أسس وعلى تدريب علمي واحترافي وأثبتت عملياتهم النوعية الدقيقة أنهم يتمتعون بإرادة فولاذية لا يتمتع بها جيش الاحتلال. عرف العالم كله معنى ثبات المقاومة وتمتعها بالقوة وبأن لها حاضنة شعبية تؤازرها وتدعمها وتحميها لا تتوفر لأي جيش نظامي في العالم، وهذه هي أكبر معضلة يواجهها العدو في هذه الحرب. 

لم تنجح إسرائيل بعد مرور 32 يوما على بداية الحرب في تحقيق أي انجاز عسكري، فصواريخ المقاومة لا تزال تنهمر على كل بقعة في إسرائيل، وعملياتها النوعية لم تتوقف وقيادات المقاومة هي من بيدها زمام الأمور والقرار. تسببت الحرب في اظهار حجم التأييد الشعبي العالمي للمقاومة ولقضية فلسطين الذي لم يسبق له مثيل وتراجع التأييد العالمي لإسرائيل وظهورها بمظهر القاتل المتوحش مصاص الدماء وقاتل الأطفال.

باختصار كل يوم يمر والحرب مستمرة يضيف للمقاومة وينتقص من إسرائيل إلى أن يسقط نتنياهو وهذا أمر محتوم.
----------------------
بقلم: محمود النجار

مقالات اخرى للكاتب

لفلسطين طريق واحد