رضخت إسرائيل لمطالب أمريكية وأممية بضرورة إدخال شحنات الوقود إلى قطاع غزة، وتم الاتفاق على دخول 150 ألف لتر من الوقود كل 48 ساعة لتفادي وقوع كارثة إنسانية.

ودخلت بالفعل شاحنة وقود مساء اليوم فيما تنتظر شاحنة أخرى على المعبر وتم تخصيص 17 ألف لتر من الوقود لصالح شركة الاتصالات الفلسطينية في غزة تحت إشراف الأمم المتحدة

وكان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية قد أكد أن حكومة الحرب الإسرائيلية صوتت، في وقت متأخر مساء الخميس، على السماح بدخول الوقود إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.

وقالت الولايات المتحدة إن إسرائيل وافقت على دخول 150 ألف لتر من الوقود كل ثمان وأربعين ساعة، 120 ألف منها مخصصة لشاحنات الأونروا التي تسلم وتوزع المساعدات الإنسانية والغذائية في القطاع، إضافة إلى محطات تحلية المياه والآبار وضخ مياه الصرف الصحي والتخلص من النفايات الصلبة والمخابز والمستشفيات في جنوب القطاع.

ووافق مجلس الوزراء الحربي للاحتلال الإسرائيلي بالإجماع على التوصية المشتركة للجيش وجهاز الأمن بالامتثال لطلب الولايات المتحدة بالسماح بدخول شاحنتي وقود يوميا إلى قطاع غزة، بحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر سياسي. 

والجمعة، دخلت شاحنات وقود إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح من الجانب المصري، محملة بنحو مئة وخمسين ألف لتر من الوقود، لتكون هذه المرة الثانية التي يدخل فيها الوقود إلى القطاع، بعد فرض حصار مطبق منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي.

ووجهت هذه الدفعة إلى المستشفيات والمنظمات الإغاثية العاملة بالقطاع، ومنها الأونروا، خصوصا بعد توقف جهودها الإنسانية وقدرتها على استقبال وتوزيع المساعدات الإنسانية التي تدخل إليها.

وكان مدير شؤون الأونروا في غزة، توماس وايت، قد أعلن أمس الخميس، عن توقف 76 بئرا ومحطتين رئيسيتين لمياه الشرب، بالإضافة إلى 15 محطة لضخ مياه الصرف الصحي عن العمل بسبب نفاد الوقود.

وأوضح وايت، في منشور على موقع "إكس"، أن الآبار والمحطات توجد في المحافظات الثلاث الجنوبية لقطاع غزة، وهو ما يؤثر على نحو 100 ألف شخص.

وأضاف أن عدم وجود وقود يعني نقص في مياه الشرب، وزيادة بنسبة 40% في حالات الإسهال لدى الأشخاص الذين لجأوا إلى مدارس الأونروا.

وأكد أن "مياه الصرف الصحي تتدفق في شوارع مدينة رفح بسبب نفاد الوقود من جميع مضخات الصرف الصحي".

وأكدت الأمم المتحدة إن الوقود الذي دخل إلى غزة، الأربعاء، عبر معبر رفح "ليس كافيا على الإطلاق" لتغطية احتياج القطاع من الوقود، لمواصلة الأنشطة المنقذة للحياة.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت، الاثنين الماضي، من أنها ستضطر إلى وقف عملياتها في القطاع خلال 48 ساعة ما لم تتمكن من إعادة تزويد شاحناتها بالوقود لنقل المساعدات إلى أكثر من مليون شخص نزحوا داخل القطاع.