استحوذت محنة 39 من الأطفال الخدج في مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى في غزة، على اهتمام نشطاء العالم مع الاحتفال باليوم العالمي للطفل، لكنها كشفت ضميره الخرب وهمجية الاحتلال الذي يحظى بمبرراته رغم جرائمه ضد الإنسانية. حيث تم الآن نقل 31 من هؤلاء الأطفال الخدج إلى مكان آمن نسبياً بعد إجلائهم من المنشأة الطبية المحاصرة إلى مستشفى في رفح بالقرب من الحدود المصرية، حسبما قال مسؤولو الصحة لشبكة إن بي سي نيوز.

وقال الدكتور محمد زقوت، مدير عام المستشفيات بوزارة الصحة الفلسطينية: "كان عددهم 39 شخصًا، وتوفي ثمانية منهم"، وقال إن اثنين من الرضع توفيا قبل أن يتم إنقاذهما يوم الأحد. 

وقال ممثل اليونيسف ماجد الطوال إن اثنين من الأطفال توفيا قبل عملية الإنقاذ، وقال عن الناجين: "إن حياة هؤلاء الأطفال حديثي الولادة هشة للغاية، ومعرضة للخطر" وقال إنه تقرر أنه من “مصلحة” الأطفال الرضع نقلهم إلى المستشفى في رفح.

في مقطع فيديو التقطه طاقم شبكة إن بي سي نيوز في مستشفى الإمارات في رفح، يستلقي الأطفال جنبًا إلى جنب، وبعضهم يبكي، بينما يستلقي آخرون نائمين على ظهورهم أو متكئين في وضع الجنين. 

ويبدو أن بعضها متصل بأنابيب الأكسجين، ويبدو أن عددًا من الأطفال هزيلون، وتظهر الخطوط العريضة لأضلاعهم بينما يتحرك الأطباء والممرضات حولهم، ويقدمون لهم الحليب والدواء، ومن المتوقع أن يتم نقل الأطفال إلى مصر قريبًا، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس. 

على معبر رفح كان الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، في انتظار الأطفال الخدج الفلسطينيين، وقال مصدر فى وزارة الصحة إنه يتم نقل الأطفال في سيارات الإسعاف المصرية من داخل المعبر المجهزة بحضانات للأطفال المبسترين وفريق طبي على مستوى عالي؛ تمهيدا لنقلهم إلى المستشفيات المصرية

وأكد المصدر، أنه سيتم نقل 12 طفلا إلى القاهرة جوا، بينما يتم نقل 5 أطفال آخرين برا، وتستقبل مستشفيات العريش وشمال سيناء باقي الأطفال، وذلك من خلال سيارات الإسعاف المجهزة بالحضانات التي دفعت بها وزارة الصحة إلى المعبر.

من جهته أكد وزير الصحة، أن مصر تولي أهمية كبيرة للمصابين الفلسطينيين وتقديم كل أشكال العناية الطبية من خلال نسق طبي واسع متعدد المراحل فور وصول المصابين من المعبر ونقلهم وتوزيعهم على مستشفيات شمال سيناء والمستشفيات الأخرى في بورسعيد والإسماعيلية والقاهرة.

وأضاف وزير الصحة، أنه سيجرى نقل الأطفال الخدج الفلسطينيين إلى مستشفى العريش العام ومستشفيات القاهرة، ومن المقرر أن يجرى نقل الحالات الصعبة من الأطفال المبتسرين إلى القاهرة بطائرات خاصة.

وتم إجلاء الأطفال الرضع من مستشفى الشفاء بعد أيام من معاناة المستشفى من انقطاع التيار الكهربائي وتضاؤل الإمدادات، بما في ذلك إمدادات الوقود، وسط القصف الإسرائيلي لشمال غزة وبينما كانت قواتها تقاتل المقاومين الفلسطينيين في منطقة قريبة.

وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إنه على الرغم من الجهود المبذولة لإخلاء المنشأة في الأيام الأخيرة، لا يزال هناك حوالي 250 مريضًا في حالة خطيرة في المستشفى، إلى جانب حوالي 20 عاملاً في المستشفى.

ويعاني غالبية المرضى الذين ما زالوا في المرفق من عمليات بتر أو حروق أو صدمات أخرى، والعديد منهم يعانون من جروح شديدة العدوى؛ وقالت الوكالة في بيان لها، السبت، إن هناك نقصا في المضادات الحيوية للعلاج.

-----------------------------
شبكة NBCالاميركية والمشهد