وأنت تتابع حرب غزة .. اسمع كلامهم وشاهد تعبير وجوههم ؛ وهم يتحدثون ويبكون احياتا بكاء التماسيح ؛ على ضحايا الإرهابيين الحيوانات من وحوش حماس ؛الذين استباحوا النساء والأطفال ؛ وباغتوا اسرائيل واحة الديمقراطية ، وسط عالم من الديكتاتوريين ومغتصبى السلطة وشعوب راضية قاتعة ، لم تسمع يوما عن الديمقراطية وحقوق الانسان ؛ كما يعرفها الطفل المدلل اسرائيل !
لاتصدقوهم .. إذا كان حديثهم البراق عن الحرية وحقوق الأنسان ؛ ولاتلتفتوا لتصريحاتهم المنمقة عن الفقر والجوع حول العالم ؛ أو عن وعودهم التى مثل كلام الليل المدهون بزبدة ؛ الذى اذا طلع عليه الصباح : ساح ؟!
والكلمات عن الحرية التى يصدع بها الأمريكان رأسك ليل نهار ؛ ولكن أين حرية الأمريكان أنفسهم داخل بلدهم ؛ وأين حقوق أهل ميسورى من السود والمهاجرين ؛ وأين أبسط قواعد حقوق الأنسان للهنود الحمر أهالى امريكا الأصليين ؟ يحدثونك عن العدالة الأجتماعية ؛ ولكن أين عدالة العم سام التى تدوس كل يوم ملايين الأمريكيين المنتظمين فى طابور لاينتهى من بطالة وإدمان وضياع وأمل فى غد أفضل لا يأتى أبدا ؛ أو فى عيش وحرية وعدالة أجتماعية على طريقة الثورات العربية ؟
يقولون أنهم مع حرية الشعوب فى تقرير مصيرها ؛ ولكن أين كلامهم من التدخل الأمريكى السافر فى سوريا والعراق وليبيا ؛ بل وفى الحديقة الخلفية للعم سام فى بلدان امريكا اللاتينية ؟ ثم أين كل ذلك من أنتهاكات امريكا شبه اليومية من معسكر جوانتنامو سيئ السمعة ؛ للتدخل فى أنقلابات وتغيير رؤساء وعروش حول العالم ؛ وفى تسريبات ويكيليكس التى عرت امريكا كلها من ثوب الخشا والحياء ؟ وتحدثا عن الخصوصية ! ولكن أين ذلك من بلد يتجسس على العالم كله ؛ بل وعلى أصدق الأصدقاء من الأوروبيين بوسائله المتنوعة ؛ من داخل السى أى أيه والأف بى أى ؛ ومن وسائل التواصل الأجتماعى التى جندها كلها لخدمة مصالحه حول العالم ؛ ومنها : تويتر وجوجل والفيس بوك .. وهلم جرا ؟
لاتنخدعوا بدعاية العم سام .. فكلها سيناريوهات مكتوبة ومعدة مسبقا وبإخراج هوليودى مشوق وجذاب ومحكم ؛ ولا تنساقوا وراء شعاراته ؛ التى أغرقت العالم كله فى حروب لاناقة له فيها ولاجمل ؛ اللهم خدمة مصالح ووجود الأمبراطورية الامريكية ؛ على حساب بقية العالم
هى ديمقراطية زائفة .. يريدون بها تكملة الصورة ؛عشان يمكن تطلع حلوة!.
--------------------------
بقلم : خالد حمزة