أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن حل الدولتين يظل هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق للخروج من هذا الصراع المأساوي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وقال إنه يجب إيجاد طريقة لكليهما "لتقاسم الأرض".
وقال أوستن“نحن نتفهم كل الصعوبات لكن حل الدولتين يظل السبيل الوحيد الذي تم اقتراحه على الإطلاق، وبدون أفق من الأمل، سيظل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محركا لعدم الاستقرار وانعدام الأمن والمعاناة الإنسانية"
وأوضح أن إسرائيل بحاجة إلى توفير حماية أفضل للمدنيين والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة بينما تواصل حربها ضد حماس وإلا فإنها ستخاطر بهزيمة استراتيجية.
ويواصل مسؤولو إدارة بايدن الضغط من أجل المزيد من الضربات المستهدفة لمحاولة تجنب وقوع إصابات بين المدنيين في غزة مع انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر لمدة أسبوع واستئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت بالتركيز على جنوب غزة، لكن السيد أوستن، وهو من قدامى المحاربين في حرب العراق، يتمتع بخبرة واسعة في حرب المدن ويقول إنه يعرف صعوبة تحقيق الانتصارات في مثل هذا القتال.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان بعد ظهر أمس السبت إن الضربات الإسرائيلية على غزة بعد الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر أدت إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، وقد أوضح المسؤولون الأميركيون لإسرائيل أنهم لا يستطيعون مواصلة حملة في جنوب غزة من شأنها أن تكون لها نفس العواقب المدمرة كما هو الحال في الشمال.
واستحضر أوستن تجربته في العراق ودوره في قيادة التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، حيث دفع إسرائيل إلى اتخاذ المزيد من الحذر لمحاولة منع سقوط ضحايا من المدنيين.
وقال أوستن: “لقد تعلمت شيئًا أو اثنين عن حرب المدن من الوقت الذي قضيته في القتال في العراق وقيادتي للحملة لهزيمة داعش”، وفي هذه الحملة بالعراق، أنشأ التحالف الدولي ممرات إنسانية للمدنيين لاستخدامها في الإخلاء حتى أثناء المعارك الصعبة.
وقال أوستن إنه بما أن أعضاء داعش كانوا في العراق، فإن مقاتلي حماس "متجذرون بعمق في المناطق الحضرية" في غزة، ويجب أن تسترشد الحملة الإسرائيلية بحماية المدنيين هناك، وقال إنه دفع القادة الإسرائيليين إلى حماية المدنيين باعتبار ذلك “مسؤولية أخلاقية وضرورة استراتيجية”.
وقال أوستن: "الدرس المستفاد هو أنه لا يمكنك الانتصار في حرب المدن إلا من خلال حماية المدنيين" و "إذا دفعتهم إلى أحضان العدو، فإنك تستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية".
وجاءت تصريحات أوستن في خطاب أمام منتدى ريجان للدفاع الوطني في سيمي فالي ، كاليفورنيا ، يوم السبت: "لقد دفعت شخصيا القادة الإسرائيليين إلى تجنب وقوع إصابات بين المدنيين ، وتجنب الخطاب غير المسؤول ، ومنع العنف من قبل المستوطنين في الضفة الغربية".
وتأتي تصريحات أوستن في الوقت الذي يتزايد فيه صوت كبار المسؤولين الأمريكيين في تحذيراتهم لإسرائيل بشأن عدد القتلى في قطاع غزة. هذه التحذيرات ، التي كانت تقتصر في السابق على اجتماعات مغلقة ، تم دفعها إلى العلن من خلال الضغوط المتزايدة من جيران إسرائيل العرب ونشطاء حقوق الإنسان والرأي في الداخل-بما في ذلك يسار الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه الرئيس جو بايدن.
وفي حين تعهد أوستن وقادة أمريكيون آخرون بمواصلة دعم إسرائيل ، فإنهم قلقون من أن الدعم الأمريكي قد يصبح غير مقبول إذا استمرت الخسائر في صفوف المدنيين.
وخلال زيارة إلى إسرائيل هذا الأسبوع ، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إن حملة العقاب التي شنت على شمال غزة لا ينبغي أن تتكرر مع تحرك القوات الإسرائيلية جنوبا بعد انتهاء وقف إطلاق النار لعدة أيام مع حماس.
---------------------------
نيويورك تايمز
