17 - 07 - 2024

لفلسطين طريق واحد

لفلسطين طريق واحد

هل سمعت يوما أن مسؤولا إسرائيليا قال إن إسرائيل تريد السلام، هل طرحت إسرائيل منذ عام 1948 وحتى الآن مبادرة للسلام مع العرب!! هل رأيت قائدا إسرائيليا يقول إننا نريد دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل!! هل بلغ مسامعك أن إسرائيل نفذت يوما قرارا واحدا من قرارات مجلس الأمن أو الأمم المتحدة بشأن فلسطين!! هل قرأت مرة أن إسرائيل تطمح في عقد مؤتمر دولي للسلام!! هل صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية في أي وقت من الأوقات بيان يؤكد أن إسرائيل اتخذت من السلام خيارا استراتيجيا! 

الإجابة عن كل هذه الأسئلة هي (لا). إسرائيل تنتهك القرارات الدولية، تحتل أرضنا العربية بقوة السلاح، تمارس كل الأفعال الوحشية وجرائم الإبادة ضد الفلسطينيين، إسرائيل قامت على المذابح وعلى أشلاء وجثث الأطفال والنساء، تاريخها ملوث ومخز، قادة إسرائيل مجرمو حرب وكثير من رؤساء حكوماتها كانوا مطلوبين بتهم الإرهاب لدى بريطانيا منذ أربعينيات القرن الماضي. 

إسرائيل لا تقيم وزنا لقانون دولي أو إنساني ولا تتفاعل إيجابا مع أي مبادرة ولا أي طرح يدعو لحل سلمي أو للتعايش وتعتبر أن القوة وحدها هي الكفيلة ببقائها واستمرارها ولا شيء أخر يؤمن لها ذلك، وتعتقد أن السلام والسياسة هي لغة الضعفاء قليلي الحيلة حتى إن هي تفاعلت مع أي مبادرة للسلام فهي فقط لكسب الوقت وترسيخ قوتها ووجودها أكثر وأكثر.

أكثر من 75 عاما من الصراع العربي الإسرائيلي لم تلتزم إسرائيل خلالها بأي اتفاق أو قرار أو قانون ، إسرائيل دولة مارقة يقودها ارهابيون لا يفهمون إلا لغة القوة ولا يقيمون وزنا إلا للقوي الذي يستطيع إيلامهم والنيل منهم، وها هي المقاومة الفلسطينية تحقق إنجازات غير مسبوقة في حرب طوفان الأقصى التي اسقطت هيبة جيش الاحتلال ومنظومته الأمنية، وكشفت أن هذا الكيان أوهن من بيت عنكبوت، وأثبتت للعالم أن إسرائيل التي لا تقهر أكذوبة قامت على الدعاية وأنها لا تستطيع حماية نفسها ولا يمكنها خوض حروب دون مساعدات أمريكية غربية. 

إسرائيل الآن في أضعف حالاتها سياسيا وعسكريا واقتصاديا ومجتمعيا، كل هذا بفضل رجال المقاومة الذين فهموا المعادلة واستوعبوا الدرس، وأدركوا جيدا أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة وأن الدم بالدم، وأن هذا الصراع لن يحسم بالسلام وإنما بالسلاح فقط وعرفوا وأيقنوا أن لفلسطين طريقا واحدا هو البندقية.
----------------------------
بقلم: محمود النجار *
*صحفي متخصص في الشؤون العربية 

مقالات اخرى للكاتب

لفلسطين طريق واحد