30 - 06 - 2024

التفسير الإسلامى للإنجيل

التفسير الإسلامى للإنجيل

ماهى حكاية هذا العنوان ؟

الحكاية أن أحد رجال الأعمال المسيحيين عن احداث غزة قال: (نحن كمسيحيين يجب أن نقف مع المظلومين ) .

فكان رد أحد المتأمركين الذين كانوا مصريين اسما أن هذا الكلام هو تفسير إسلامى للإنجيل !!! وأضاف هذا المدعى الذى يتاجر بما يسمى باضطهاد الأقباط فى مصر لصالح منظمات دولية أمريكية صهيونية قائلا: إن المسيحيين مع إسرائيل فى كل ماتفعل ومع احتلالها لفلسطين لأنها هى ارض الميعاد التى وعدها بها الله . واضاف أن الفلسطينيين هم إرهاب اسلامى يعتدى على الشعب الإسرائيلى!! وأن اليهود هم أقرب لنا من المسلمين!

بداية، فتعبير تفسير إسلامى للإنجيل هى حالة إرهاب وترهيب للمسيحى المتعاطف إنسانيا (حتى بعيدا عن السياسة) مع الشعب الفلسطينى الذى يمارس عليه وضده كل أنواع الاضطهاد الحقيقى والاستبداد المقيت والمذابح الإنسانية التى تجاوزت كل الحدود! فهل، أيها المتاجر بكل القيم، يقول التفسير المسيحى للإنجيل يؤيد ويقر هذه المذابح غير الإنسانية؟ فى الوقت الذى يقول فيه السيد المسيح (أحبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم الخ)؟ أم أن كلامك التافه هو التفسير اليهودى والصهيوني للإنجيل؟ حيث أن توراتهم تقول لهم وتدفعهم وتأمرهم بأن يكونوا إرهابيين باسم إلههم وتوراتهم. يقول أشعيا مامعناه (يقول الرب إذا دخلتم قرية اقتلوا الرجال والنساء والاطفال وأحرقوا وأبيدوا كل شىء) !!! فهل هذه النصوص التوراتية المقدسة بالنسبة لليهود تتوافق مع القيم والمبادئ والأخلاق المسيحية؟ أم تتوافق مع من؟ فهل تعلم أن داوود ملك اسرائيل بعد انتصاره على جليات الفلسطيني لم يكتف بذلك بل قام بقطع رقبته عن جسده؟!! (قمة الإرهاب!!) .

وهل المسيحية تعلمنا ألا نقف مع المظلومين فمع من نقف؟ مع الظالمين وقتلة الأنبياء والمرسلين إليها كما قال السيد المسيح؟ وهل عندما قال المسيح (كنت جوعان فاطعمتمونى كنت عريان فكسوتمونى كنت عطشان فسقيتمونى .الخ فقالوا له متى رأيناك حتى فعلنا معك كل هذا؟ فقال كل ماتفعلوه مع الفقير والمحتاح والمظلوم قد فعلتموه معى) .

إذا كان الأمر كذلك، فلا تقحمون المسيحية والأديان فى تبرير مخططاتكم الحقيرة وأغراضكم الدنيئة . فهذه مصالح سياسية استعمارية تبررونها بفكر دينى خاطئ. فهذا المسيحى الصهيونى لاعلاقة له بصحيح المسيحية ولكنه يؤدى دوره المرسوم له حتى يحقق ذاته المريضة ويرضى تخيلاته المزعومة . أما هذا الفكر الدينى الخاطئ الذى تم بعد اختراق اليهودية الصهيونية للمسيحية بحجة أن العهد الجديد هو تكملة للعهد القديم. أى أنه يجب أن يؤمن المسيحى بكل ماجاء بالعهد القديم حرفيا! وهذا لاعلاقة له بالمسيحية . فالعلاقة ليست حرفية (الحرف يقتل اما الروح فتحيى) ولكن هى علاقة بالنبوءات التى تنبأت بمجئ السيد المسيح. فإذا جاء المتنبأ به بطلت النبوة.

أما أن اليهود اقرب للمسيحى، فبأى أمارة يكون هذا أيها اليهودى الصهيونى؟ فاليهود لم يؤمنوا بالمسيح ولازالوا ينتظرون مجيئه فى شكل حاكم عسكرى جبار قاهر فى الحروب. فمسيحهم غير المسيح المحب الذى مملكته ليست من هذا العالم. المسيح الذى تكلم عنه القران أنه روح الله وأضفى عليه كل الألقاب التى تناسب قدره وقيمته. اليهود هم من يسبون السيدة مريم العذراء التى كرمها القران كسيدة لنساء العالمين ..الخ .

فكيف يكون اليهودى أقرب للمسيحى وهو رافض للمسيح والمسيحية بل هم الذين صلبوه وقالوا (دمه علينا وعلى أولادنا). إنه الفكر الدينى الخاطئ الذى يستغل الدينى لصالح السياسى. إنه الفكر الدينى الذى يبرر ويؤكد صراع الحضارات والديانات والثقافات لصالح الاستعمار والصهيونية. مع العلم أن الصراع الدينى هو أسوأ أنواع الصراعات فالجميع يخسر. فالأديان تتكامل وتتحاور فى إطار الايمان بالله الواحد خالق الكل الذى أراد التعددية الدينية. الله يحفظ الإنسانية من ذلك الصراع الدينى الذى يستغل كل الأديان لصالح السياسى والذى لاعلاقة له بالدين ولا بالإنسانية. 

حمى الله مصر وشعبها العظيم من كل المكائد المحيطة بها.
--------------------------
بقلم : جمال أسعد

مقالات اخرى للكاتب

ماذا يريد الشعب؟ (١٤)





اعلان