30 - 06 - 2024

"ما قالته غزة" .. قصائد وشهادات عنها وإليها

"ما قالته غزة"، هو عنوان كتاب يضم قصائد وشهادات؛"منها وعنها وإليها"، لاثنين وعشرين مبدعا من مصر هم: زين العابدين فؤاد، صلاح اللقاني، غادة نبيل، فتحي عبد السميع، عادل سميح، ياسر الزيات، أحمد المريخي، سالم الشهباني، تامر عبد الحميد، ناصر فرغلي، أحمد دومة، مصطفى التركي، أمين حداد، أحمد حداد، منى عبد اللطيف، سعيد شحاته، محمد الكفراوي، محمد كالابالا، أحمد عبد الحي، رضا أحمد منتصر حجازي، ومصطفى السيد سمير. ومعهم خالد جمعة، من فلسطين، وفتحي أبو النصر من اليمن، حافظ محفوظ من تونس، وشمس الدين بوكلوة من الجزائر. 

وإضافة إلى النصوص، تتوزع على صفحات الكتاب رسومات للفنان أحمد اللباد، بينما يتصدره تقديم بقلم المفكر الكبير نبيل عبد الفتاح. أما مايسترو هذا العمل فهو الناشر محمد هاشم صاحب دار ميريت التي أصدرت هذا العمل في زمن قياسي وفي أبهى صورة، وبما يليق بالشعب الفلسطيني عموما وأهالي قطاع غزة على وجه الخصوص ونضالهم ضد أبشع احتلال في تاريخ العالم الحديث.  

وبمجرد أن صدر الكتاب، أقام محمد هاشم أمسية لتقديمه، أدارها نبيل عبد الفتاح، وشرفت بحضورها وقراءة قصيدة الشاعرة رضا أحمد وعنوانها "حديث سري لنجمة". وهو أقل ما يجب إزاء هذه المبادرة الرائعة والقامات العالية التي شاركت في إخراجها للنور، في الوقت الذي تسطر فيه المقاومة الفلسطينية بطولات حظيت بتقدير مختلف شعوب العالم، وإن كانت أغمّت دوائر حكم تنتمي للأسف للأمة العربية. 

ما يضمه الكتاب جرى إبداعه - كما يقول نبيل عبد الفتاح – في ظل الجحيم والنيران والموت والألم، تعبيرا عن أهوالها، وجسارة الإنسان الفلسطيني العادي المقاوم للاقتلاع، وأيضا تعبيرا عن بدء لحظة يقظة نسبية للعروبة من بعض الشعراء والكتاب والشعوب العربية المقموعة سلطويا. 

كانت الغلبة في هذا الكتاب التذكاري للشعر، بما أنه كان ولا يزال فن العربية الأول، وقد جاء وفق ما ذكره نبيل عبد الفتاح في المقدمة، ضد التطبيع مع المستعمر الاستيطاني وداعميه في أمريكا وأوروبا، ومعهم بعض المطبعين من دول النفط. هي – بحسب وصف نبيل عبد الفتاح – شعرية ضد النسيان الذي حاولت هذه الدول فرضه على المسألة الفلسطينية والاحتلال الاستيطاني الغاشم. 

ويضيف عبد الفتاح أن قصائد وشهادات هذا الكتاب – والأحرى ديوان طائر الفينيق الفلسطيني المقاوم الشجاع – هي لغة اللحظة والحدث المقاوم المعمد بالدم، وجروح الروح الشاعرة. والبداية كانت مع الشاعر الفلسطيني خالد جمعة الذي احتوى الكتاب ثلاثة نصوص له، ويقول في النص الثاني منها وعنوانه "قليل مما ستقوله غزة عما قليل": "هذا دمي، يبدأ من حيث يسكت النشيد، ومن حيث يتسلى الموت، على طريقته، بطفلين زائدين عن قدرة الساسة على احتمال الحقيقة". ويضيف على لسان غزة: "ما سأقوله عما قليل سأقوله عما قليل، فلا تجرحوا زوجاتكم بالغضب الظاهر في مكانكم القريب من الشاشة، الأشياء تبدو أعظم حين ترويها الإذاعات، فلا تصدقوا موتاي، ولا جرحاي، ولا أراملي ولا اليتامى تحت إبطي، لا تصدقوا انهياري ولا انفجاري، لا تصدقوا لغتي، ولا حيرتي أمام الجهات، وصلّوا من أجل أنفسكم، فقط من أجل أنفسكم". 

وواضح أن عنوان الكتاب مأخوذ من هذا النص. وتحت عنوان "إلى شهيد فلسطيني" كتب الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد: "تسيل دماك فوق التراب / يخضر من كل نقطة / يتولد مِيت خنجر/ ولكل خنجر ألف إيد / توصَل له الرقص يحمى / المخبرين تتحجر". 

وإلى أرواح أطفال غزة أهدى الشاعر محمد الكفراوي قصيدته وهي بعنوان "جثة باردة"، ويقول فيها: "أقبِّلُ جبهتك الباردة فأبكي / أتصور هيئتك الشفافة أبتسم / في الحقيقة.. أنظر لعيونك المغمضة فأبكي / أصابع خفية تدغدغ رقبتي وتشد لحيتي / كما كنتِ تفعلين دوما.. فأضحك / أنظر إلى جدران غرفتك المهدمة فأبكي / أتصور منزلك الجديد في الأعالي فيغلبني الفرح".
----------------------------------
بقلم: علي عطا

مقالات اخرى للكاتب

نحو مدوَّنة سلوك مهني تواكب حتمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي





اعلان