18 - 09 - 2024

"كونسيرت" في كنيسة بعاصمة التشيك براغ .. تضامناً مع فلسطين

شارك عشرات العائلات التشيكية والعربية في حفل/ كونسيرت موسيقي تضامني مع فلسطين وغزة الجريحة، في كنيسة القديس مارتن وسط براغ القديمة، وأحياه موسيقيون محترفون ونشطاء متضامنون عرب وأجانب، وغنوا زهرة المدائن وموطني في أجواء غمرتها المشاعر الانفعالية الإنسانية.

وردد موسيقيون وأكاديميون وأطباء ومهندسون ونشطاء - شاركوا في مسيرات التضامن مع قطاع غزة،- الأغاني الفلسطينية التراثية الوطنية على أنغام فرقة زرياب (التي تضم الفنانين مروان، وهيثم وشريف) - وذلك في قاعة الكنيسة وهي واحدة من أعرق وأجمل الكنائس التاريخية في براغ - حاملين رسالة حب لأرض السلام والرسالات السماوية، حيث مولد سيدنا المسيح، ومسرى نبينا محمد.. 

نظم الفعالية ائتلاف "مبادرة ليس بإسمنا" وجمعية أصدقاء فلسطين التشيكية.

بدأ الحفل بأغنية للمثقفة الفنانة السورية سونيا بيطار يرافقها زوجها الطبيب المخرج عمار العاني عازفا على البيانو، بأغنية زهرة المدائن ثم نشيد موطني، تبعتها طالبة ماجستير علم النفس بعد العلوم السياسية، الأمريكية كارة كلاوس بأداء أوبرالي ، فالناشطة عضو نادي الجالية الفلسطينية لميس الشيخ خليل التي ألقت قصيدة "صمت من أجل غزة" لمحمود درويش وفيها:

خاصرتها بالألغام.. وتنفجر.. لا هو موت.. ولا هو انتحار

إنه أسلوب غـزة في إعلان جدارتها بالحياة

لحم غـزة يتطاير شظايا قذائف

لا هو سحر ولا هو أعجوبة،

العدو مبتهج بأحلامه.. مفتون بمغازلة الزمن..

إلا في غـزة

غـزة جزيرة كلما انفجرت وهي لا تكف‏‏ عن الانفجار 

خدشت وجه العدو وكسرت أحلامه

وصدته عن الرضا بالزمن.

الزمن في غـزة شيء آخر.. 

الزمن في غـزة ليس محايدا‏ ولا يدفع الناس إلى برودة التأمل

يدفعهم إلى الانفجار والارتطام بالحقيقة.

الزمن هناك‏‏ يجعل الأطفال رجالا في أول لقاء مع العدو..

غزة ليست أغنى المدن..

وليست أرقى المدن 

وليست أكبر المدن

لكنها تعادل تاريخ أمة

غزة تجارة خاسرة للسماسرة

وقال الأكاديمية الطبيبة إيرينا ألدهون: أمثل أمامكم كأم وزوجة وطبيبة أطفال وأكاديمية.. إنني أتأمل الوضع العالمي مع شعور بالخجل والقنوط.. الخجل من الانتماء لبلد ومؤسسة، يؤيدان الإبادة الجماعية للأبرياء، بمن فيهم الأطفال في فلسطين.. بلد يقبل إملاءات القوى الكبرى، بلا أي إحساس أخلاقي إنساني أو اعتبار للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، وكأنه "أصم أبكم".

وقالت: لا أفهم مواقف ووجهات نظر السياسيين والصحفيين التشيك، وأحس بالعار والخجل لمواقف الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية، التي تشارك في العدوان ولا تسمح بأي نقاش، حيث تتفوق عندها معايير القوة العسكرية والمصالح المالية والنزعات العدوانية والعنصرية على المشاعر الإنسانية.. وأتساءل لماذا نطيع كمواطنين تشيك كل هذا..  أهو الخوف؟ أم اللامبالاة؟ أم الطاعة الثقافية التي شكلها التاريخ؟ أم نقص المعلومات؟ أم فعل دعاية فعالة؟ أو هو كل ذلك، أم شيء آخر تماما؟

وأضافت كنت أحضر تظاهرات كل أربعاء في براغ خلال الـ 76 يوماً الماضية كآدمية تعمل مع الشباب الطلاب.. فأنا منهم أساند مناقشة كل شيء، في سبيل الدفاع عن كل ما هو صحيح. أنا فخورة بهم جميعا، وبكل من يشاركون بعرض الحقائق وتقديم المعلومات باحترام وتسامح وبلا تجريح!! ولهم أقول إنني فخورة بشجاعتكم، ووقوقكم ودعمكم للمظلومين.

وقالت إيرينا: الخوف كان وسيظل دائمًا أداة تأثير قوية – وأومن بأنه رمز سلوك غير ديمقراطي.. ولدهشتي، نحن نشارك إلى حد ما ببناء هذا القيد والجدار المفروض على حرية التعبير، وممارسات الصحافة والتلفزيون والإعلام، التي لاتعكس الواقع اليومي وتفرض قيود "حتى على النقاش في الأوساط الأكاديمية.. وكما قال الفيلسوف والناشط والإنساني، وأول رئيس تشيكوسلوفاكي، توماس جاريج مساريك: "لا تخافوا، لا تكذبوا، لا تسرقوا". 

وأكدت: نحن نعيش اليوم في زمن الخوف والكذب وقتل الحياة والطفولة وإبادة الأسر التي تعيش في غزة.. وأولئك الذين عاشوا زمن الشيوعية جزئيًا على الأقل، مثلي، يشعرون بأن الوضع الحالي يذكرنا إلى حد ما بعصر القمع وحجب المعلومات وتقييد حرية التعبير وسيادة أحادية وجهة نظر دون نقاش.. يجب أن تكون مؤسساتنا وعلى الأخص الأكاديمية منها مفتوحة للبحث والنقاش والحوار تحترم حرية التعبير... وأشعر بالخجل لأن ذلك يتم تغييبه الأن

ومع ذلك، دعونا نشعر بالفخر والامتنان لأننا نستطيع الوقوف هنا وعرض وجهات نظرنا.. وهنا أود أن أشكر شرطة العاصمة التي ترافقنا كل أسبوع.

وأضافت: لدي شيء أخر أود أن أشاركه معكم. قبل بضعة أسابيع بحثت عن سبيل لدعم المدنيين في غزة مالياً، ولم أجد أي خيار أو فرصة، وقيل لي أنه على الرغم من سعي الناس لتقديم الدعم المالي لغزة فإن الأمر محظور، وهنا أتساءل أين الحرية ومباديء الديمقراطية إذا كنت لا أستطيع مجرد التبرع لمساعدة المحتاجين إنه أمر محبط حقاً.

وفي الختام، قالت: دعونا نتضامن مع الضحايا الأبرياء، وندعو لوقف الحرب والقتل والدمار، ونأمل ونحن على ابواب أعياد الميلاد أن ينبثق النور من حلكة الظلام، ولنواصل دعوتنا للحوار ومفاوضات سلام عادل ودائم، ونتمنى مستقبلاً أفضل للجميع