18 - 06 - 2024

إيلان بابيه وخرافة الأساطير الإسرائيلية العشرة

إيلان بابيه وخرافة الأساطير الإسرائيلية العشرة

وسط عالم مشحون بالكذب والدعاية الإسرائيلية المركزة التي جعلت معظم دول العالم يؤيد عدوان إسرائيل على غزة بدعوى حماية نفسها، ظهرت عدة أصوات يهودية تفضح حقيقة العدوان المستمر منذ احتلت إسرائيل أرض فلسطين بوعد انجليزي وبمباركة أوروبية ثم أمريكية، من بين هذه الأصوات الكاتب الإسرائيلي إيلان بابيه المؤرخ الأشجع والأكثر مبدئية والأكثر إلحاحًا في البحث ونشر المعلومات التي تدحض كل الادعاءات الإسرائيلية. هو ليس الوحيد لكنه موضوعنا اليوم وكتابة عشرة أساطير أو تخاريف إسرائيلية الذي نشر عام 2017. وقد اخترت هذا الكتاب المنشور بالإنجليزية لأنه يقدم بالدليل القاطع أدلة دامغة على ادعاءات تعيش عليها إسرائيل على أنها حقائق، وقبل أن أعرض لهذا الكتاب القيم أريد أن نتعرف أولاً على إيلان بابيه فمن هو؟

هو مؤرخ إسرائيلي بارز وناشط اشتراكي ينتمي إلى تيار المؤرخين الجدد الذين قاموا بإعادة كتابة التاريخ الإسرائيلي وتاريخ الصهيونية وطرد وهروب 700.000 فلسطيني في عام 1948. ويعتقد بان عملية التطهير العرقي لفلسطين، تمّ التخطيط لها بصورة مسبقة وواعية، ويُركّز بالأساس على ما يعرف بخطة "دالت" التي انتهجتها الوحدات العسكرية الإسرائيلية عام 1947. وهو يلقي اللوم على إسرائيل في انعدام السلام بالشرق الأوسط، ويرى بان الصهيونية أكثر خطورة من التشدد الإسلامي. كما أنه من الدعاة إلى مقاطعة المؤسسات التعليمية الإسرائيلية. يدعم بابيه حل الدولة الواحدة وقيام دولة ثنائية القومية للفلسطينيين والإسرائيليين. 

يعمل إيلان بابيه أستاذًا بكلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة، ومديرًا للمركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية بالجامعة، والمدير المشارك لمركز إكستر للدراسات العرقية والسياسية. من مواليد حيفا  عام 1954، لأبويين يهوديين من أصول ألمانية هربا من الملاحقة النازية لليهود خلال ثلاثينات القرن العشرين. تخرج من الجامعة العبرية في القدس سنة 1978 وحصل على الدكتوراه من جامعة أكسفورد سنة 1984.  وكان موضوع أطروحته للدكتوراه «بريطانيا والصراع العربي الإسرائيلي» والتي نشرت في كتابه الأول. عمل محاضرًا في العلوم السياسية بجامعة حيفا (1984-2007) وكان رئيسًا لمعهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية في حيفا 2000-2008 وكان أيضًا عضوًا بارزًا في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ورشح على قائمة الأحزاب في انتخابات الكنيست 1996 و 1999.

من بين مؤلفاته كتب: التطهير العرقي لفلسطين (2006)، والشرق الأوسط الحديث (2005)، وتاريخ لفلسطين الحديثة أرض واحدة وشعبان (2003)، وعشر خرافات عن إسرائيل، صنع الصراع العربي - الإسرائيلي 1947-1951. (2017).  

 تعرض إيلان بابىه للكثير من النقد في إسرائيل بسبب تأييده للحقوق الفلسطينية في عودة اللاجئين وفي مقاومة الاحتلال. في سنة 2005 دعم بابيه مقاطعة إسرائيل بما في ذلك المقاطعة الأكاديمية، ويفسر بابيه دعمه للمقاطعة بأنه يجب الضغط على إسرائيل من الخارج كأحسن وسيلة لإنهاء أفظع احتلال عرفه التاريخ الحديث، وقبل مغادرته إسرائيل عام 2008 تمت إدانته من قبل الكنيست الإسرائيلي؛ وقد دعا وزير التعليم إلى إقالته؛ ظهرت صورته في إحدى الصحف بانه مستهدف؛ وقد تلقى عدة تهديدات بالقتل واتهم بأنه يعمل مرتزقًا للعرب وطالب رئيس جامعة حيفا باستقالته. وغادر بابية إسرائيل للتوظيف في جامعة إكستر. 

في كتابه عشر خرافات عن إسرائيل: Ten myths about Israel  ، يقدم فيه إيلان بابيه الأفكار الأكثر جدلية فيما يتعلق بدولة اسرائيل وهويتها، ويفند كل الخرافات التي يعتمد عليها الصهاينة  في إضفاء الشرعية على وجودهم كثوابت غير قابلة للتغيير مثبتاً بأنها محض افتراءات وخرافات. وبحسب الكاتب، تستند إسرائيل إلى هذه الخرافات في تكريس سياساتها الاستيطانية القائمة على طرد الشعب الفلسطيني، ومواصلة ممارساتها العنصرية بحقهم. 

يقول بابيه في مقدمة كتابه أن «التاريخ مليء بالصراعات، وإن تفهم حقيقة الصراع دون تحيز للماضي، يوفر السلام. أما الطريقة الخاطئة للفهم، أو تفصيل الحدث على المقاس من خلال التشويه، فإن ذلك سيؤدي إلى إدامة الصراع طويلا. ويرى أن دحض الأساطير التي تدعم الظلم تهيء المناخ لمن يريد أن يعيش على هذه الأرض بسلام.

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة اجزاء: خرافات الماضي وخرافات الحاضر والتطلع للمستقبل، وذلك في عشرة فصول وخاتمة عن إسرائيل الاستعمارية في القرن الواحد والعشرين.

الخرافات

* أن فلسطين أرض خالية

تدعي أولى الخرافات أن فلسطين كانت أرضاً خالية قاحلة شبه صحراوية عشية وصول الصهاينة أواخر القرن التاسع عشر وتمت زراعتها وتأهليها من قبل الصهاينة.

 فيؤكد المؤلف بان فلسطين كان بلدا معترفا به منذ العصر الروماني، وقد كان تاريخ فلسطين مرتبطُا ارتباطُا وثيقًا بالعالم العربي والإسلامي منذ القرن السابع. وبالعودة إلى السجلات العثمانية للتعداد السكاني لفلسطين عام 1878، فإن غالبية السكان كانوا من المسلمين وقد شكل اليهود حينها نسبة 3% فقط من السكان، بينما شكل المسيحيون 10 بالمائة من السكان. فكانت فلسطين بلدًا ريفيًا عامراً على وشك الدخول إلى القرن العشرين، وكان يتمتع بازدهار قبل قدوم الصهاينة، وكان يشهد الكثير من التحديث كمناطق حضرية، وسكان حضريين. وان نفي إسرائيل لوجود الفلسطيني في ارض فلسطين هو تزوير للتاريخ. لقد كان الفضاء الجيوسياسي الذي يسمى اليوم إسرائيل أو فلسطين بمثابة مساحة دولة معترف بها منذ العصر الروماني. مكانتها وأحوالها في الماضي البعيد هو موضوع للنقاش الساخن بين أولئك الذين يعتقدون ذلك ومصادر مثل الكتاب المقدس ليس لها قيمة تاريخية.

* اليهود كانوا شعبا بلا أرض:

 يقول المؤلف بأن الخرافة الثانية: هي أن اليهود الذين وصلوا فلسطين عام 1882 ينحدرون من اليهود الذين طردهم الرومان منها عام 70 للميلاد. ثم يدحضها لأن الاحتمال الأكبر، كما يقول، هو أن يهود فلسطين الرومانيين ما غادروا ارضهم وبقوا هناك متحولين إلى المسيحية أولاً ثم إلى الإسلام. ويؤكد «إن ما قبل عهد الصهيونية كانت الصلة بين المجتمعات اليهودية في العالم وفلسطين علاقة روحية ودينية وليست سياسية. وأن ترتيب عودة اليهود إلى فلسطين كان مشروعا مسيحيا بروتستانتيا في الأصل، ثم أكملته الحركة الصهيونية.

* الصهيونية هي اليهودية

يتناول المؤلف الإسرائيلي في الفصل الثالث الخرافة التي تساوي الصهيونية باليهودية حيث أصبحت معاداة الصهيونية هي معاداة للسامية، فيحاول دحض هذه المعادلة من خلال إجراء تقييم تاريخي للمواقف اليهودية إزاء الصهيونية، وتحليل تلاعب الصهيونية بالديانة اليهودية لأسباب استعمارية بالأساس وإستراتيجية لاحقا، وكذاك خداعها لليهود أنفسهم بالأساطير التضليلية التي اخترعتها. ويضيف أن ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي- لوّح بالتوراة في وجوه أعضاء لجنة بيل الملكية البريطانية (التي كانت تحاول تقسيم فلسطين بين الانتداب واليهود والعرب) صائحا: أن هذه التوراة تؤسس لحق اليهود في فلسطين وليس الانتداب البريطاني، والتوراة هي ميثاق دولتنا. 

* الصهيونية ليست حركة استعمارية:

 يناقش المؤلف في هذا الفصل الخرافة الرابعة، وهي ادعاء الحركة الصهيونية بأنها حركة تحرر قومي للشعب اليهودي وليست حركة استعمارية، فيدحض المؤلف هذه الخرافة ويشبهها بالمشروع الاستعماري الذي جرى في جنوب أفريقيا وأستراليا والولايات المتحدة ضد السكان الأصليين. وقد تكمن أهمية دحض هذه الخرافة في الموقف من النضال الفلسطيني الإسرائيلي، فإذا كانت إسرائيل دولة ديمقراطية فإن الفصائل الفلسطينية ستكون كيانات إرهابية. أما إذا كانت إسرائيل دولة محتلة فسيكون نضال هذه الكيانات ضد مشروع استعماري فهذا يعني أنها حركات مقاومة للاستعمار. ويؤكد بابيه أن بحلول عام 1945م كانت الصهيونية قد جذبت نصف مليون مستوطن إلى البلد وكان حينها يبلغ عدد سكان البلد مليوني نسمة، ورغم كل محاولاتهم، فإنهم لم يستطيعوا شراء سوى 7٪ فقط من أرض فلسطين، وكان الحل في الإبادة الجماعية وتهجير وطرد المواطنين الفلسطينين من وطنهم. 

* الفلسطينيون غادروا وطنهم طوعا:

 تدّعي الحركة الصهيونية أن الفلسطينيين غادروا وطنهم وأرضهم طوعا، ويدحض بابيه هذه الخرافة بالقول "«إن قيادات الحركة الصهيونية ومنظريها لم يستطيعوا تخيُّل تطبيق مشروعهم بنجاح إلا بالتخلص القسري من السكان الفلسطينيين، إما عن طريق الاتفاق أو بالقوة"». وهو يستشهد بالمذابح والتهجير القسري الذي نفذته العصابات الصهيونية بحق الفلسطينين وتدمير القرى والمدن، مشيرا إلى أن هناك بعض القرى لليوم شاهدة على هذا الدمار وتهجير أهلها.كما يشير إلى الأساليب التي استخدمتها إسرائيل في عملية تطهير السكان، فكانت سياستهم هي: «تدمير القرى من خلال إضرام النار والتفجير، وزرع الألغام في الأنقاض، وخاصة تلك المراكز السكانية التي يصعب السيطرة عليها على المدى البعيد، مع زيادة عدد عمليات البحث والمراقبة، وفقا للمبادئ التوجيهية التالية: تطويق القرى ومن ثم البحث داخلها. وفي حال ظهور المقاومة فيجب القضاء على تلك القوة المسلحة وطرد السكان خارج حدود الدولة، كما يناقش هذا الفصل خرافات أخرى تتعلق بأحداث العام 1948. ونشير هنا إلى الجدل الواسع بسبب موضوع دكتوراة للباحث تادي كاتز الذي تناول فيه مجزرة قامت بها القوات الإسرائيلية سنة 1948 في قرية طنطورة، بناء على مقابلات مع سكان عرب من القرية ومع جنود إسرائيلين من وحدة ألمسندروني كانوا في العملية. وإعلان بابي دعمه علنيا لتادي كاتز. الذي انتهى بطرد بابى من الجامعة. 

* حرب 1967 فُرضت على إسرائيل: 

يقول بابي أن الإعلام الإسرائيلي لا يزال يصّر على أن حرب 1967 قد فرضت على إسرائيل وان إسرائيل لم يكن لديها خيار سوى خوض الحرب، لكنها تظهر عكس ما تضمر، لأن هذه الحرب كانت جزءاً من رغبة إسرائيل لاستكمال الاستيلاء على كل فلسطين. مؤكدا على أن الحرب لم تكن مفروضة بل كانت «فرصة» تم انتظارها واستغلالها حين سمحت الظروف. فقامت إسرائيل بعد الحرب مجبرة باحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة بحجة ان يكون العرب على استعداد للسلام معها، لكن كان هذا الاستيلاء هدفا صهيونيا حتى قبل العام 1948، وكان يمثل استكمالا للعمل الذي بدأت به العصابات الصهيونية في عام 1948. 

* إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط: 

يرد بابيه على هذه الخرافة من خلال دراسة وضع الفلسطينيين داخل إسرائيل والأراضي المحتلة، الذين يشكلون في المجموع نحو نصف تعداد السكان الواقعين تحت حكم إسرائيل. ويبين أنه قبل حرب 1967 كان المواطنون الفلسطينيون، يعيشون تحت وطأة الحكم العسكري القائم على لوائح الطوارئ البريطانية الإلزامية والتعسفية، التي تحرمهم من أي حقوق إنسانية أو مدنية أساسية. وقد كان القادة العسكريون المحليون هم بمثابة الحكام المطلقين لحياة هؤلاء المواطنين الفلسطينيين، إذ يمكنهم سن قوانين خاصة بهم، وتدمير منازلهم وسبل عيشهم، وإرسالهم إلى المعتقلات متى شاؤوا. إسرائيل منذ البداية تُخضع الفلسطينيين للحكم العسكري، على أساس لوائح قوانين الطوارئ الصارخة، التي تحرمهم من أي حقوق إنسانية أو مدنية أساسية مستذكرا المجازر التي نفذتها «إسرائيل» بحق الفلسطينيين كمجزرة كفر قاسم وغيرها الكثير.

* خرافات أوسلو: 

في الفصل الثامن يقييم بابي اتفاقيات أوسلو، بعد ربع قرن من توقيعها، وهو يتساءل «هل كان اتفاق سلام فشل أم مجرد حيلة إسرائيلية جديدة لتعميق الاحتلال ويعتقد أن هدف إسرائيل من أوسلو كان منع تشكيل أي مؤتمر دولي من أجل السلام، وأنه كان مجرد حيلة إسرائيلية جديدة لتعميق الاحتلال ويفند خرافة ثانية، هي إشعال الانتفاضة الثانية كعملية إرهابية ضد إسرائيل، يقول بابيه: إن الجيش الإسرائيلي كان يحتاج إلى تقديم استعراض ناجح. وذلك لأن الجيش الإسرائيلي كان محبطا بعد هزيمته المذلة على أيدي حزب الله في لبنان في صيف العام 2000. وكان هناك خوف من أن هذه الهزيمة جعلت الجيش يبدو ضعيفا، لذا كانت ثمة حاجة لاستعراض جيش «القوة التي لا تقهر» لتأكيد هيمنته داخل الأراضي المحتلة. وتم تحقيق هذا الأمر من خلال عملية الدرع الواقي العسكرية البربرية في العام 2002 وبناء جدار الفصل العنصري، ونجحوا في قمع الانتفاضة مؤقتا.> 

* مأساة غزة سببها حركة حماس: 

يتحدث الفصل التاسع، وهو الأطول بين الفصول، عن الدعاية الإسرائيلية، التي تُروّج ثلاث أساطير تضلل الرأي العام بشأن أسباب مأساة غزة. وهذه الأساطير الثلاث هي إن «حماس منظمة إرهابية»، و«فك الارتباط الإسرائيلي مع غزة كان عملا للسلام»، و«الحرب على غزة هي دفاع عن النفس». فتحمل إسرائيل مأساة غزة لحركة حماس التي تصفها حركة إرهابية تريد القضاء عليها. ويتبنى بابيه وجهة نظر مغايرة، طارحاً تفسيراً اخر لما حدث في غزة منذ منعطف القرن القادم. ويؤكد أن الانسحاب الإسرائيلي كان بهدف تقوية القبضة الأمنية على الضفة الغربية وتحويل غزة لسجن كبير ولم تسحب إسرائيل جيشها ومخابراتها عن الحدود، في حين تبين إسرائيل أن الانسحاب كان بادرة صلح ولكن واجهه الفلسطينيون بالعنف. كما اعتبر بابي الأعمال التي قامت بها إسرائيل منذ 2006 ضد قطاع غزة بأنها إبادة جماعية تصاعدية.

* حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام: 

يتناول بابيه في الفصل الأخير خرافة ان حل الدولتين هو الطريق الوحيد للمضي إلى الأمام، الحل الذي يجري الترويج له من آلة الدعاية الإسرائيلية ومؤيديها في الغرب. ويراه المؤلف حلّا خرافيًا وهو عبارة عن «دمية يتم التلاعب بها حسب المصالح الإسرائيلية والغربية»، ويشبهه بجثة تقع في المشرحة، وبين الحين والآخر يتم إخراجها وتزيينها وتقديمها كأنها شخص حي، ثم عندما يكتشف الجميع زيف ذلك يعاد إدخالها إلى المشرحة لتعاد الكرة. فيقول المؤلف «يجب أن تدفن هذه الجثة مع باقي قاموس الوهم والخداع، وأن إسرائيل قتلت حل الدولتين من خلال توسعة الاستيطان، وهم فقط يهدفون إلى قيادة دولة دون سيادة فعلية.

يقدم هذا الكتاب لعامة الناس تحليلاً بسيطًا لموضوع يبدو الأمر فيه معقدًا للغاية، ولكن يمكن شرحه بسهولة من خلال المنظور العالمي للعدالة وحقوق الإنسان.

 يقدم الكتاب دعوة لعلماء المستقبل لترك أبراجهم العاجية وإعادة التواصل مع الناس في المجتمعات التي يجرون أبحاثهم نيابة عنها - سواء كانوا يكتبون عن ظاهرة الاحتباس الحراري، أو الفقر، أو فلسطين. ويأمل إيلان بابيه أن يوضح هذا الكتاب بعضًا من الأمور العميقة وسوء الفهم في قلب المشكلة الإسرائيلية الفلسطينية في الماضي والحاضر، والمستقبل ويقول إنهما طالما دامت هذه التشوهات والافتراضات الموروثة لن يتم التشكيك في أنهم سيستمرون في توفير درع مناعة لـلنظام اللا إنساني الحالي في أرض فلسطين. من خلال فحص هذه الافتراضات في ضوء أحدث الأبحاث، يمكننا أن نرى إلى أي مدى هم بعيدون عن ذلك. كما أن دراسة الحقائق التاريخية يمكننا من وضع السجل التاريخي في نصابه الصحيح. مما يؤثر على فرص السلام والمصالحة في فلسطين إسرائيل. ويرى في النهاية أن المكافأة الحقيقية من هذا الكتاب هو أن يدفع دعاة الصهيونية أو المؤيدين المخلصين لإسرائيل إلى استعداد للتعامل مع الحجج الواردة فيه. 

****

إيلان بابى نموذج لكتاب حقيقيين من غير العرب يجعلون العلم والحقائق التاريخية وحدها الدافع وراء مبادئهم، لديهم من الشجاعة ما يجعلهم يقفون أمام الآلة الجهنمية للصهيونية العالمية وأذنابها، وعلينا أن نتصل بهم وننشر جهودهم ونؤازرهم ليستمروا في كفاحهم ضد الظلم الواقع على فلسطين وغيرها من الشعوب المحتلة.
---------------------------
بقلم: هالة البدري


مقالات اخرى للكاتب

في محبة الكاتبة الكبيرة لطيفة الزيات





اعلان