17 - 08 - 2024

ماذا يريد الشعب (٢)

ماذا يريد الشعب (٢)

هذا سؤال الآن وكل أوان، فمطالب الشعب مستمرة وتتحدد حسب الظروف المحيطة بالوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ..الخ.

والان فنحن بعد انتخابات رئاسية فاز فيها (رئيس الجمهورية الحالى والقادم)، كما أنه وهو الأهم أن البلاد تمر بمنعطف خطير بمعنى الكلمة وليس مجازا. فبالنسبة للدورة الرئاسية الثالثة، فإن السيسى بالطبع يعلم المشاكل والقضايا والمطالب التى يحتاجها الشعب المصرى، خاصة الغالبية الغالبة منه وهم الطبقة المتوسطة التى أصبحت فقيرة والطبقة الأكثر فقرا. 

وهذه المطالب تتلخص فى المشكلة الاقتصادية (بكل مسمياتها الأكاديمية التى لاتعنى المواطن)، كما أنه من المعروف دستوريا وواقعيا أن يكون المسؤول المباشر لحل قضايا الوطن والمواطن هى الحكومة . التى يختارها الرئيس ويوافق عليها ويعتمدها البرلمان. ولكن هنا وعلى أرض الواقع فلا يعلم المواطن ولا يشاهد أمامه غير الحكومة المسؤولة مسؤولية مباشرة، تلك المسؤولية التى لاتسقط مسؤولية باقى الأطراف خاصة أننا لم نشاهد استجواب واحد لأى وزير (لأن الحكاية أن زيتنا فى دقيقنا). 

فالواقع أثبت أنه لاعلاقة للحكومة بسياسة ولا اقتصاد فهى حكومة موظفين لايجيدون حتى تنفيذ الأوامر، فهل نترك الأمر هنا لمثل هذه الحكومات عند التغيير الذى أصبح حتميا؟ ام نختار حكومة على أسس الكفاءة والكفاءة فقط؟ بعيدا عن التربيطات والعلاقات ولا على الاعتماد على التقارير الأمنية فقط، حيث كان هناك وزراء ومسؤولين تم القبض عليهم فى مكاتبهم. 

كما أن ظروف الوطن والمواطن تحتم علينا أن نجد الحلول التى تتوافق مع ظروفنا وواقعنا بعيدا عن النظريات والاملاءات من تلك المؤسسات المالية الدولية التى تنفذ أجندات دولية استعمارية وتسلطية فى المقام الأول، فهل مايسمى بحرية السوق تصلح لواقعنا المعاش فى ظل مناخ الفساد المسيطر والمتجذر منذ عقود وعقود؟ فى الوقت الذى تتدخل فيه أعتى الدول الرأسمالية؟ مثل التدخل أثناء المشكلة الاقتصادية عام ١٩٣٠ وعام ٢٠٠٨ ومع انتشار كورونا ..الخ.  

وهل لاتعلمون أن ارتفاع الأسعار لايخضع لدينا لأى مؤثرات اقتصادية علمية بقدر ما أنه حالة فساد واستغلال وتربح غير قانونى يحتاج إلى المواجهة الحقيقية بعيدا عن المسكنات التى تفاقم المشكلة؟ فأثر وتأثير المشكلة الاقتصادية على المواطن أثر بشكل مباشر على التعليم والصحة ...الخ. كما أن المواجهات والتحديات التى تحيط بالوطن من كل الاتجاهات إضافة للمشكلة الاقتصادية فكلاهما يحتاجان إلى تضحيات. 

نعم .. كم ضحى هذا الشعب العظيم ومستعد أن يضحى، ولكن عندما يجد أن هناك من يستمع إلى صوته، إلى من يقدم له الخدمات مقابل رسوم وليس إتاوات (قصمت ظهره)، عندما يجد حرية التعبير عن الرأى لصالح الوطن والمواطن والنظام. عندما يجد تطبيق القانون على الجميع بلا استثناء. عندما يجد الفرص متاحة ومتواجدة بعيدا عن الواسطة أو الرشوة التى أصبحت تجد لها من المبررات التى حولتها إلى شبه عمل قانونى!! عندما يجد إعلاما يعطى الفرصة فى التعبير عن الرأى والراى الآخر. 

الوطن ياسادة هو وطن كل المصريين ويحتاج إلى كل جهود المصريين، كما أن الوطن هو المعلم والباقى والذى يحتاج إلى الكثير لكى يعطى هو الكثير والكثير . حمى الله مصر وشعبها العظيم.
----------------------------
بقلم: جمال أسعد

مقالات اخرى للكاتب

أسلمة دكتور مجدى يعقوب