17 - 08 - 2024

صدور الطبعة العربية من كتاب "الزواج والحداثة في مصر"

صدور الطبعة العربية من كتاب

أصدر المركز القومي للترجمة الطبعة العربية من كتاب "الزواج والحداثة: الأسرة والأيديولوجيا والقانون في مصر في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين"، وهو من تأليف كينيث كونو وترجمة سحر توفيق. يؤرخ هذا الكتاب لفترة تطور خلالهانظام الزواج المعاصر في مصر بحيث أصبحت القواعد الدينية أساسًا لقانون العائلة شديد الاتساع. فقد تناولت الدراسة التي يضمها الكتاب الزواج والعلاقات الزوجية منذ أواسط القرن التاسع عشر حتى عام 1920 أو بعبارة أخرى قبل بداية وضع قانون العائلة.بحسب المؤلف،يسلط الدستور المصري دائمًا الضوء على أن الأسرة أساس المجتمع وأن قوامها - بحسب ما ورد فيه نصا – يتمثل في الدين والأخلاق والوطنية. وكان دستور 1971 قد أضاف الالتزام بالحفاظ على الطابع الأصيل للأسرة المصرية ومد دستور 2012 مظلة هذا الالتزام لتشمل الحفاظ على تماسكها واستقرارها وترسيخ قيمها الأخلاقية واحتفظ دستور 2014 بهذه التعبيرات في المادة 10 .

وقد مثلت فكرة أن دور المرأة الخاص والوحيد هو تدبير المنزل وتربية الأطفال أحد مكونات الأيديولوجية المصرية تجاه العائلة ولم تكن تتسق بالطبع مع مثاليات تحرير المرأة وعكست الدساتير الجمهورية المتعاقبة هذا التوتر في تناول وضع النساء، حيث ألزم دستور 2014 الدولة بأن تكفل تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واحتفظ الدستور الجديد أيضا بالتزام الدولة بتوفير الرعاية والحماية للأمومة والطفولة.

ويضيف المؤلف أن الدساتير المتعاقبة قد أشارت إلى العائلة بلفظ الأسرة وهو مصطلح أصبح في القرن العشرين يدل على الأسرة المكونة من زوجين أو الأسرة النواة،وأن الاهتمام بالمرأة (الوحيدة) المعيلة والمسنة والأشد احتياجًا يشير ضمنيا الى وجود فئتين من النساء البالغات،المتزوجة والتي كانت متزوجة وبعض هؤلاء ليس لهن عائل ذكر. وحتى وقت قريب كان الزواج مسألة شاملة بالنسبة للنساء المصريات، لكن معاملتهن كمعيلات في النص الدستوري يعكس ما أطلق عليه "علاقة النفقة مقابل الطاعة"، في الزواج وهو ما يعني أن واجب الزوج الانفاق على زوجته وأطفاله مقابل طاعة الزوجة وخضوعها له. ولكن هذا الشكل المثالي للعلاقة،النفقة مقابل الطاعة لا يتفق غالبا مع واقع الحياة اليوم حيث إن معظم النساء المتزوجات يعملن نتيجة الحاجة للمساهمة في دخل الأسرة.

يتكون الكتاب من 312 صفحة و6 فصول تأتي:"الزواج والسياسة: زوال حكومة البيت العائلي والانتقال إلى الزواج الأحادي في العائلة الخديوية"،"الزواج في الواقع العملي:تغير نظام الزواج وتشكيل البيت العائلي"،"إصلاح الزواج:المثقفون التجديديون وأيديولوجية العائلة الجديدة"،"أحكام الزواج:"تحولات في التطبيق"،"تقنين الزواج:نشأة القانون المصري للأحوال الشخصية"، و"هل أصبح الزواج عصريًا:التاريخ الغريب لبيت الطاعة".المؤلف كينيث كونو،أستاذ التاريخ في جامعة إلينوي بالولايات المتحدة،له مجموعة كبيرة من المؤلفات. المترجمة سحر توفيق،ترجمت أكثر من 30 كتابًا منها:"الأصول العرقية والرق في الشرق الأوسط"،"صعود أهل النفوذ" و"الهوية والعنف:وهم المصير الحتمي".

....