أمامنا فرصة عظيمة نساعد بها فلسطين - ومقاومتها الجسورة وصمودها البطل في قطاع غزة، من خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر افتتاحه ٢٤ يناير المقبل. اسم الدورة- في تقديري-  يرتبط بالمقاومة .. الروائي والقاص الفلسطيني غسان كنفاني وهو احد اشهر كتابنا في القرن العشرين (عكا 9 أبريل 1936 - بيروت 8 يوليو 1972)  ابرز من كتب عن ادب المقاومة ، وايضا الادب الصهيوني. ولإشعال جذوة المقاومة في النفوس اظن ان اقتران هذه الدورة باسمه سيكون له مغزاه.

معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي يقام في ألمانيا وله سمعة عالمية - في زمن الراحل سمير سرحان نافسناه عليها - وقعت أمور مخزية ، فرئيسه أعلن في البداية انحياز معرض فرانكفورت إلى جانب العدو الصهيوني، وأدان المقاومة ووصفها بالإرهابية ، دون ان يطرف له جفن بأن هناك أرضا محتلة من الصهاينة، وشعبا فلسطينيا اغتصبت ارضه وشرد وقتل وتشتت في مختلف الأنحاء .. ومازال تحت الاحتلال وفي الشتات منذ ٧٠ عاما أو يزيد.

لم يكتف معرض فرانكفورت بذلك، بل قامبإلغاء حفل تكريم الأديبة  الفلسطينية عدنية شلبي ، التي كان مقررًا الاحتفال بروايتها "تفاصيل بسيطة" - التي ذاع صيتها وحققت اهتمامًا نقديًا عالميًا كبيرًا - وهو إجراء كان قمة في التعسف والعنصرية والانحياز الفج للإرهاب  الصهيوني.

وقد اشارت أنباء إلى أن "معرض زايد" المقام موخرا أعلن عن تكريم عدنية شلبي ردا على هذا الموقف.

الآن ونحن علي مشارف  انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب بكل تاريخه وسمعة مبدعيه، وما تحتويه دور النشر المشاركة فيه ، من أعمال لمبدعين مصريين وعربا وغيرهم ، وبكل مرتاديه  الذين يناهزون الأربعة ملايين تقريبا، يمكننا أن نحوله إلى تظاهرة ثقافية يصل  صوتها للعالم.

يمكننا - كما ذكرت -  أن نُعْلِي قيمة  الأدب المقاوم بإقرانه باسم  المعرض، عبر تسمية الدورة باسم غسان كنفاني ، وإتاحة الفرصة أمامنا لاستضافة عدنية شلبي فتكون لها ندوة خاصة في إطار المعرض ، وأن تعقد ندوات خاصة يشرف على إعدادها نقاد ومبدعون مرموقون ؛ منها ندوات عن الادب المقاوم بكل عناصره ومجالاته ، قديمه وحديثه ، وان يكون هناك حفل غنائي موسيقي مصري عربي فلسطيني مشترك للغناء المقاوم، تحييه من القاهرة الفنانة اميرة الغناء المقاوم عزة بلبع ، وفرقة الجميزة (ناصر النوبي منصور ويم سويلم ) وفنان السمسمية الاسماعيلاوي محمد حجازي ، والفرق ربما  لا تزال تشدو على أرض السويس مثل أولاد الأرض من محبي  الكابتن غزالي ، ولا أنسي هنا كورال القاهرة الغنائي ، وقيادة المايسترو سليم سحاب .

هناك مفكرون وكتاب مهمون تصدوا للعدو الصهيوني على مدار الفترة من 7 أكتوبر حتى اليوم مثل نبيل عبد الفتاح الذي تصدي للعدوان الهمجي الصهيوني من زاوية القانوني الدولي الذي سقط تماما في هذه الحرب، وعبدالله السناوي الذي اهتم بقضية الأمن القومي المصري علي ضوءً التهديدات بتهجير الفلسطينين من غزة إلى سيناء .. وعمار على حسن ، والكاتب الكبير محمد سلماوي، الذي أفاض في حديث المقاطعة المصرية للبراندات والسلع العالمية التي أعلنت الشركات المنتجه لها عن دعم الكيان الصهيوني. وهؤلاء الكتاب يجب ان تخصص لهم ندوات لطرح رؤاهم في المعرض ، فىقاعات كبيرة ، هذا إذا أردنا أن نستعيد للمعرض وللمبدعين المصريين والعرب ، وللكتاب والصحفيين ألقهم ورونقهم.
------------------------
بقلم: محمود الشربيني