17 - 07 - 2024

مكالمة هاتفية صعبة بين بايدن ونتنياهو بشأن أموال السلطة الفلسطينية

مكالمة هاتفية صعبة بين بايدن ونتنياهو بشأن أموال السلطة الفلسطينية

أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن محادثة صعبة مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يوم السبت الماضي بشأن أموال الضرائب الفلسطينية التي جمدتها تل أبيب منذ شهرين.

وطالب بايدن نتنياهو بحل المشكلة ثم أنهى المحادثة، بحسب مسؤولين أميركيين وإسرائيليين كبار ومصدر ثالث مطلع على القضية.

وقال أحد كبار المسؤولين الأميركيين إن هذه كانت واحدة من أصعب المكالمات الهاتفية وأكثرها إحباطا بين بايدن ونتنياهو منذ بداية الحرب على غزة.وأن المحادثة الصعبة هي علامة أخرى على التوتر المتزايد بينهما في الأسابيع الأخيرة.

وقبل نحو شهرين قرر المجلس الوزاري السياسي الأمني إجراء مقاصة لنحو 40٪ من أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية والتي تلتزم بتحويلها إليها بموجب الاتفاقيات بين الطرفين.

وجاء هذا القرار بناء على طلب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي ادعى أن هذه الأموال تحول من قبل السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة وبالتالي ستذهب إلى حماس.

ومنذ ذلك القرار، رفض سموتريش أي تسوية بشأن هذه القضية، بل وهدد بأنه إذا تم تحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية بشكل مباشر أو غير مباشر، فسوف يستقيل من منصبه.

وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون كبار إن المحادثة التي استمرت 45 دقيقة ركزت على المرحلة التالية من العملية البرية الإسرائيلية في غزة وخطة توسيعها لتشمل مخيم البريج للاجئين في وسط القطاع.

ومع ذلك، في نهاية المكالمة الهاتفية، أثار بايدن مخاوفه مع نتنياهو بشأن تجميد إسرائيل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية.

وطلب الرئيس الاميركي من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي قبول الاقتراح الذي طرحته تل أبيب نفسها على الولايات المتحدة قبل بضعة أسابيع، والذي بموجبه سيتم تحويل التخفيضات الضريبية إلى الحجز في النرويج حتى يتم التوصل إلى ترتيب من شأنه أن يعالج مخاوف دولة الاحتلال من أن الأموال قد ينتهي الأمر بها لدى حماس.

وكانت السلطة الفلسطينية قد وافقت بالفعل على هذا الاقتراح وأوضحت للولايات المتحدة أنها بموجب هذا الترتيب ستكون مستعدة لاستئناف تلقي الجزء من أموال الضرائب الذي لم تجمده تل أبيب.

وقال مسؤول أميركي كبير ومصدر مطلع على فحوى المحادثة، إن نتنياهو فاجأ بايدن عندما تراجع عن الاتفاق الإسرائيلي، وقال إنه لم يعد يعتقد أن العرض النرويجي جيد. 

وقال نتنياهو لبايدن إنه لا يثق بالنرويج، وشدد على أن السلطة الفلسطينية يجب أن تأخذ ببساطة الجزء من أموال الضرائب الذي ترغب إسرائيل في تحويله إليها.

وقال مسؤول أمريكي كبير إن بايدن رد على نتنياهو بأن الولايات المتحدة تثق بالنرويج وهذا ينبغي أن يكون كافيا لكي تثق إسرائيل في هذا العرض أيضا.

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون كبار إن بايدن أبلغ نتنياهو بأن عليه التعامل مع المتطرفين في ائتلافه الذين يعارضون تحويل أموال الضرائب في الوقت الذي يواجه فيه ضغوطا سياسية فيما يتعلق بالحرب في غزة من بعض الديمقراطيين في الكونغرس.

وبعد دقائق قليلة، قال بايدن لنتنياهو إنه يتوقع منه إيجاد حل للمسألة، وأشار إلى أن "هذه المحادثة انتهت".

وقال مسؤول أميركي: "كان الشعور هو أن الرئيس يذهب إلى أبعد الحدود من أجل نتنياهو ويتحمل المخاطر السياسية كل يوم، ولكن عندما تأتي لحظة ليقدم فيها نتنياهو شيئاً في المقابل ويتحمل المخاطرة السياسية، فإنه ليس مستعداً للقيام بذلك".

وحاول مسؤول أميركي كبير آخر، علق على التفاصيل الواردة في المقال، التخفيف من حدة الجدل وأشار إلى أن نتنياهو لم يرفض الاقتراح النرويجي بشكل قاطع لكنه "قال إنه لا يزال يحاول حل بعض الأمور على الجانب الإسرائيلي".

وبعد أيام قليلة من المحادثة بين بايدن ونتنياهو، وصل الوزير المساعد لرئيس الوزراء رون ديرمر لإجراء محادثات في البيت الأبيض مع مستشار الرئيس بايدن للأمن القومي جيك سوليفان، وكانت قضية أموال الضرائب الفلسطينية من بين المواضيع التي طرحت للنقاش.

وأشار أحد كبار الأميركيين إلى أنه منذ المكالمة الهاتفية بين بايدن ونتنياهو، تم إحراز تقدم في هذا الشأن، وقال المسؤول الأمريكي: "أعتقد أن هذه المسألة في طريقها إلى الحل".
--------------------------------
موقع والا نيوز الإسرائيلي