28 - 06 - 2024

"تايمز أوف إسرائيل": شركات الشحن الصهيونية تفتح طريقًا بريًا بديلًا عبر دول عربية لتجنب مهاجمة السفن

 جسر بري بديل لنقل البضائع من موانئ دبي عبر المملكة العربية السعودية والأردن إلى ميناء حيفا في الأراضي المحتلة

في وقت تتقلص فيه المساعدات إلى الشعب الفلسطيني في غزة، ويتجاوز شهداؤه 22 ألف شهيد، تتعاون عدة دول منها دول عربية، على فتح طريق جديد لبضائع الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن أصبحت سفنهم، هدفا للحوثيين في اليمن، صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نشرت مقالا حول التدابير التي اتخذتها دولة الاحتلال في هذا الصدد فتقول:

في وقت سابق من هذا الشهر، وقعت شركة " تركنت" ، التي تتخذ من مدينة "إيلات" مقراً لها، والتي تدير سوقًا رقمية لربط المستوردين بشركات النقل، اتفاق تعاون مع نظيرتها في الإمارات"بيور ترانس"،  وشركة تشغيل ميناء دبي، اتفاقا يهدف إلى تسهيل نقل البضائع على الشاحنات عبر طريق بري ثنائي الاتجاه يربط موانئ دبي أو البحرين، مرورًا عبر المملكة العربية السعودية، والأردن، للوصول إلى ميناء حيفا، وكذلك مصر حيث يمكن للبضائع الاستمرار إلى أوروبا.

ووقعت " تركنت" الأسبوع الماضي اتفاقًا مماثلًا للتفاهم مع شركة "WWCS" لخدمات اللوجستيات القائمة في الإسكندرية، والتي تعمل كوكالة لإدارة نقل الحاويات من الموانئ وتخدم السوق المصرية. 

ستتيح هذه التعاونات استخدام معابر الاحتلال لنقل البضائع عبر الطريق البري من ميناء دبي، بواسطة المملكة العربية السعودية والأردن إلى دولة الاحتلال، ثم من هناك، عبر البحر الأبيض المتوسط أو عبر اليابسة، إلى مصر.

مالك "تركنت" هنان فريدمان قال: "هذا الأسبوع أكملنا بناء طريق بري سيصل بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ومصر."

كما جرى الأسبوع الماضي تنفيذ تجربة لاختبار خط النقل البري للشاحنات من موانئ دبي إلى "إسرائيل".

تأتي هذه الاتفاقيات لإنشاء طريق بري بديل في ظل استمرار هجمات الحوثيين في اليمن، على السفن التجارية التي تحمل علم "إسرائيل" أو متجهة إلى أحد موانئ الاحتلال.

رغم فشل معظم هذه الهجمات في الوصول إلى أهدافها والتصدى للعديد منها، إلا أن التهديد المستمر دفع شركات الشحن الرئيسية في العالم، بما في ذلك شركة "ميرسك" الدنماركية وشركة شحن ألمانية، وكذلك شركة النفط بي بي، إلى تعليق إرسال سفنها مؤقتًا عبر البحر الأحمر وقناة السويس، مما يهدد بإغلاق مسار تجاري رئيسي يربط آسيا وإسرائيل وأوروبا.

بدلاً من ذلك، تقوم سفن الحاويات المتجهة إلى الاحتلال الإسرائيلي، والمتصلة بأوروبا من الشرق الأقصى بتحويل مسارها إلى طريق أطول حول القارة الأفريقية، ورأس الرجاء الصالح، مما يزيد من وقت شحن البضائع بمقدار أسبوعين إلى أربعة أسابيع ويرفع تكلفة الشحن بما يصل إلى مليون دولار للسفينة. 

وذلك نظرًا لأن السفن المتجهة إلى الاحتلال منذ اندلاع الحرب تتكبد تكاليف الشحن البحري الإضافية، حيث يتعين عليها دفع رسم تأمين إضافي ناتج عن تصاعد خطر الحرب تفرضه شركات التأمين البحري.

تعتمد شركات النقل واللوجستيات على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليل تكاليف النقل وتوفير الموارد عن طريق تسهيل الشحن عبر جميع وسائل النقل. 

كما تستخدم التكنولوجيا المستندة إلى الذكاء الاصطناعي الذكاء التجاري، التي تشمل أيضًا ميزات مثل تتبع الشاحنات في الوقت الفعلي وحالة الشحنات وحسابات الانبعاثات لكل شحنة.

جدير بالذكر أن الشركة الناشئة "تركنت"، التي تم إدراجها في بورصة تل أبيب في عام 2021، تضم أكثر من 40 موظفًا وتدير مكاتب في فرنسا ورومانيا وإسرائيل.

وتقول جماعة الحوثيين إن هجمات البحر الأحمر تأتي تضامنًا مع شعب غزة، حيث تؤكد وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 20,900 شخص استشهدوا في الغارات الإسرائيلية. 

كانت فكرة إنشاء جسر تجاري بري يربط الأردن و"إسرائيل" والسعودية والإمارات العربية المتحدة من الخليج العربي إلى موانئ "إسرائيل" تلوح في الأفق، حتى قبل بدء الحرب، ولكن الوضع الحالي قد أسرع في تنفيذ خطط المشروع، بحسب فريدمان.

ليس هناك علاقات دبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، على الرغم من أن البيت الأبيض كان يدفع بهما نحو تطبيع العلاقات في الأشهر القليلة قبل الحرب. 

وذلك بعد توقيع عدة اتفاقيات، توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والإمارات والبحرين في عام 2020. واتبعتها المغرب في تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" بعد ذلك بوقت قصير.

وحول ذلك يقول مالك الشركة فريدمان: "التعاون والاستعداد الكبير الذي وجدناه بين شركات النقل واللوجستيات في الدول العربية يثبت أن الروابط التي تتشكل هذه الأيام مع إسرائيل هي في مصلحة الجميع، والتي يمكن أن تؤدي إلى تحول إسرائيل إلى مركز لوجستيات مهم على الساحة الدولية".

لقراءة المقال باللغة الإنجليزية يرجى الضغط هنا






اعلان