26 - 06 - 2024

المؤتمر الدولي للسياحة المُيسّرة يناقش سبل تحويل المدن لتلائم متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة

المؤتمر الدولي للسياحة المُيسّرة يناقش سبل تحويل المدن لتلائم متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة

ناقش المشاركون في فعاليات الدورة الرابعة من المؤتمر الدولي للسياحة المُيسّرة لذوي الإحتياجات الخاصة بدبي سبل تحويل المدن لتكون أكثر شمولية وإدماجاً لذوي الاحتياجات الخاصة، تحت شعار (لنجعل جميع المدن صديقة للسياح من أصحاب الهمم).

وناقش المؤتمر كيفية تعزيز التشريعات والسياسات والبنى التحتية والخدماتية خاصة في مجالات النقل الجوي والبري والبحري بالإضافة إلى خدمات الإقامة والضيافة بما يلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم وحقهم في اكتشاف العالم بسهولة ويسر.

وانطلقت اليوم الخميس  فعاليات الدورة الرابعة من المؤتمر الدولي للسياحة المُيسّرة تحت رعاية الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، في فندق جي دبليو ماريوت ماركيز – الخليج التجاري.  

وقال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم راعي المؤتمر: تهدف دولة الإمارات إلى أن تكون الوجهات السياحية الأكثر ملائمة للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال المبادرات الإستراتيجية الفعالة التي تتخذها القيادة لتعزيز إنجازات الدولة في مجال السياحة الميسرة.

وأضاف: دولة الإمارات هي رائدة في هذا المجال، ويحظى فيها أصحاب الهمم بأولوية خاصة. وهي تسير على الطريق الصحيح لتصبح الوجهة الأفضل في العالم للخدمات السياحية، وأدعو إلى تضافر الجهود الدولية لضمان توفير سياحة ميسرة لأكثر من مليار شخص حول العالم."

وبالشراكة مع هيئة الطيران المدني الإيطالية، ودناتا، ومطار إسطنبول، والخطوط الجوية البريطانية، سيستضيف اتحاد النقل الجوي الدولي (أياتا) ورشة عمل حول المساعدة في التنقل. 

وقالت ليندا ريستانيو، مساعدة مدير الاتحاد الدولي للنقل الجوي للشؤون الخارجية: "تهدف ورشة عمل اتحاد النقل الجوي الدولي إلى معالجة هذه القضايا من خلال إيجاد حلول مستدامة لتلبية الاحتياجات المتنوعة للمسافرين". 

وقالت:"قد يحتاج المسافرون إلى المساعدة في التنقل في المطارات المزدحمة، أو يواجهون صعوبة في صعود الدرج، أو يعانون من ضعف البصر. من الأهمية بمكان توفير الخيارات والمساعدة الصحيحة التي تلبي المتطلبات المحددة لكل مسافر، ولكن في الوقت الحاضر، غالبًا ما يتم توفير خدمات الكراسي المتحركة بشكل افتراضي، وقد لا يكون هذا هو الحل الأمثل للمسافر. "

وناقشت جلسات المؤتمر التحديات التي يواجهها نحو 1.3 مليارات نسمة من ذوي الاحتياجات الخاصة، حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، حيث يعيش 50 مليوناً منهم في منطقة الشرق الأوسط، ويتنقلون كمقيمين أو زوار أو سياح حول مدن العالم، فيما يتيح هذا السوق مبلغ 142 مليار يورو من الفرص الكامنة لقطاع السياحة والسفر العالمي سنوياً. 

الفرص والتحديات

ومن جهته أكد الأمير مرعد بن رعد بن زيد الحسين، رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، الأردن، خلال مشاركته بكلمته عبر الفيديو، أن قطاع السياحة الميسرة تمكن القطاع السياحي من توسيع حجم عملائه من 80% إلى 100% من العملاء المحتملين، من خلال توفير المرافق والبنى التحتية القادرة على تلبية متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف شرائحهم، مشيراً إلى أنه لا تزال هناك فروقات كبيرة بين الدول في تبني رؤية مستدامة لهذا القطاع الذي يسجل نمواً كبيراً، حيث أصبح السياح من ذوي الاحتياجات الخاصة يعتمدون على وسائل الاتصال الحديثة للتحقق قدرة الوجهات التي سيقصدونها لاحتياجاتهم. 

وقال سموه: "يشكل المسافرون من ذوي الاحتياجات الخاصة شريحة كبيرة على عكس الاعتقاد السائد، إذ يقدر عددهم بحوالي 1.3 مليار نسمة من إجمالي سكان العالم، إلى جانب كبار السن الذين يقدر عددهم بحوالي 800 مليون نسمة ممن تتجاوز أعمارهم الستين عاما، وهذا الرقم في ازدياد بسبب ارتفاع أعمار السكان في العالم بفضل تطور قطاع الرعاية الصحية. " 

مبادرات قيادية

وأكد ماجد العصيمي، عضو اللجنة العليا لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المجلس التنفيذي بدبي ورئيس اللجنة البارالمبية الآسيوية، إن التقنية أصبحت أكثر استجابة لاحتياجات أصحاب الاحتياجات الخاصة أكثر من أي وقت مضى في جعل حياتهم وتنقلهم أكثر سهولة. 

وقال العصيمي: "يتسم السفر الجوي بالنسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة ببعض التحديات، حيث غالبًا ما يتحملون ظروفاً صعبة للغاية بسبب مرافق البنية التحتية في العديد من المدن لا تلبي احتياجاتهم." 

وأشار العصيمي إلى أن 15% من إجمالي عدد السكان عالمياً هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن 150 مليار يورو سنوياً هي قيمة السياحة الميسرة العالمية. وهي فرصة مهملة لأسباب وتفاصيل يمكن حلها في حال اقتنع الجميع بأهميتها الاقتصادية والاجتماعية. 

كود البناء في دبي يتجاوز الإعاقة

أكدت المهندسة ميرة العامري، رئيس قسم الأبحاث وأنظمة البناء، بلدية دبي، أن دبي أعلنت في أكتوبر 2020 عن كود البناء المعتمد لديها لوضع معايير البناء المستدام والتصميم المبتكر، ويحدد الحد الأدنى من متطلبات الصحة والسلامة والرفاهية والراحة والتنمية المستدامة، حيث تغطي اللوائح كافة الجوانب ذات الصلة بدءًا من التصميم والبناء وانتهاًء بالتشغيل والصيانة. 

وقالت: إن كود دبي للبناء جاء في 2021 ليعزز هذه الخطوات ولتأهيل كافة المنشآت التي تقع تحت إشراف بلدية دبي من المرافق العامة والأسواق العامة والحدائق العامة ومراكز خدمات العملاء والشواطئ العامة. 

التصميم العالمي الشامل

أكد إريك ليب، المؤسس والمدير التنفيذي لمنظمة اوبن دورز في الولايات المتحدة الأمريكية أن   تبني البنية التحتية الشاملة وتصميم المرافق الموجهة لذوي الإعاقة تساعد على تبديد المفاهيم الخاطئة وسوء الفهم والقوالب النمطية التي عفا عنها الزمن حول الأشخاص ذوي الإعاقة. 

وقال إريك ليب إنه أسس أوبن دورز قبل 24 سنة بعد أن عانى من مشكلة التنقل من منزله إلى المطار والفندق نظراً لصعوبة المواصلات في أمريكا، وهو ما شكل ضغطاً نفسياً وجسدياً على أصحاب الهمم، وكان التحدي هو أن تبدأ تجربة السفر مثلا إلى عالم ديزني كما يفعل الأشخاص الأصحاء تماماً، وفي أمريكا 27 مليون سائح من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال عامين، بواقع 81 مليون رحلة أنفقوا 58.7 مليار دولار خلال العامين الماضيين مقارنة ب 34.6 في 2015.  

 وقال غسان سليمان الأمين العام للمؤتمر:" إن قطاع السياحة يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى تبني مفهوم السياحة الشاملة التي تلبي تطلعات الملايين من ذوي الاحتياجات الخاصة، منذ لحظة تفكيرهم في الانطلاق في رحلة سياحية. حتى لحظة وصولهم إلى الداخل."






اعلان