17 - 07 - 2024

كتاب "المعرفة والسلطة في التراث الإسلامي" يؤرخ للحركة الإسماعيلية

كتاب

يشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 في نسخته الـ 55 المقرر إقامته في الفترة من 24 يناير الجاري وحتى 6 فبراير المقبل، كتاب "المعرفة والسُّلطة في التراث الإسلامي"، للباحث اللبناني د. سعيد علي نجدي، والصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. 

يدور الكتاب حول الحركة الإسماعيلية، من بداياتها القرمطية حتى تجلّياتها المُعاصرة. ويتعاطى الكتاب مع الحركة الإسماعيلية باعتبارها مثالاً على الصلة بين المعرفة والسلطة، في بنيانها النظري وتاريخها السياسي. هذه الحركة الشيعية بقيت متّقدة منذ العصر الأموي حتى يومنا هذا. أثناء ذلك نجحت في الانتشار، بل والغلبة السياسية، والحُكم في المغرب ومصر وسوريا والعراق واليمن وإيران. كما امتلكت، منذ البداية وعلى طول انتشارها، عمارة نظرية بالغة التفصيل والتماثل والتجدّد، قبالة كلّ مرحلة، والانفتاح على ثقافات العصر ومذاهبه.

 "الإسماعيلية"، منذ دعوتها الأُولى ومهما انعطفت بعد ذلك وتعدّدت، فإنّها منذ البداية كانت تنصبّ وتؤسّس جهازاً نظرياً مقابل السلطة، وعلى السلطة. لذا نجد أنّ تاريخها الفعلي هو هذه المزاوجة المستديمة بين البناء النظري والممارسة التاريخية. الدعوة المرتكزة إلى الإمام كانت، من أوائلها، تصنع نماذجها السياسية بقدر متزايد من الهندسة النظرية، والإعلاء، والمقابلة بين الروحاني والأرضي، وجمعهما في نظام كوني ورؤية جامعة.

ويعتبر لجهاز النظري، في تسلسله وتعدُّده وتفرّعه وتماثله، منبعاً أيديولوجياً وهندسة كونية كاملة لدى "الإسماعيلية". هنا يمكننا أن نتبيّن العلاقة الوطيدة، والتراكب والتماثل والتوازي، بين السلطة والمعرفة، بين النصّ كسلطة وكمعرفة في آن واحد، إذ يقع هكذا كبنية متقاطعة متداخلة.ربما من هنا أهمّية النظري والأيديولوجي في النصّ الإسماعيلي. أهمّية جعلت الإسماعيلية تتشرّب نصّها من مصادر شتّى، هي جماع ثقافة عصرها، ففيها من الفلسفة ومن الأديان التوحيدية وغير التوحيدية، ما يجعلها، كعمل ثقافي، تنفتح على الجميع وتقبل الجميع وتتعايش مع الجميع. قد يكون هذا الانفتاح ميزتها الأُولى في النطاقَين: السلطة والعقيدة. وقد يكون كذلك في خطابها ودعوتها، كما هو في ممارستها التاريخية.