19 - 06 - 2024

ماذا يريد الشعب؟ (٥)

ماذا يريد الشعب؟ (٥)

لاشك أن المشكلة الاقتصادية (بالرغم من محاصرة التحديات الداخلية والخارجية للوطن) هى أم المشاكل بالنسبة للمواطن المصرى، الذى لايلاحق على متابعة ارتفاع أسعار أصبحت تقصم الظهر، وأصبح المواطن لايجد من يسند ظهره هذا! ولذا لانجد الآن حديثا الا عن هذه الأزمة وتلك الأسعار خاصة من ذوى الدخل المحدود الذى أصبح لاعلاقة له بتعبير دخل من الأساس. وبالطبع يتسرب الحديث عن التغيير الوزارى القادم مع تغيير المحافظين، مع العلم أننى والله منذ وعيت وتابعت وكتبت، أسمع وأقرأ وأكتب فى هذا الموضوع على ألا يكون أحمد مثل الحاج احمد وكأنه سردية تاريخية أو أسطورة خيالية! وذلك للتكرار الذى لم يعلم أحدا. 

فهل التغيير القادم سيكون تغييرا جذريا قولا وفعلا للسياسات والأشخاص؟ أم هو تغيير الست ريمة التى لاتملك غير العودة غير الحميدة لعادتها المنيلة بستين نيلة؟ وآخر معلومات من الشركة التى تعطى المعلومات لقنواتها ووسائلها الإعلانية (خيرى رمضان) أعلن أن القادم هو هو الحاج أحمد، أقصد (مدبولى)!! يالهوى!. هل نضبت الكفاءات المصرية من مصر الولادة (أكثر من مئة مليون ماشاء الله) عن أن تأتى برئيس مجلس وزراء (وليس رئيس وزراء) آخر، خاصة أن مدبولى أدى دوره فى الإنشاءات والمبانى كمهندس. 

التحديات والقادم ياسادة يجب ألا يعتمد على اختبارات الثقة فقط، فمنذ ٣٠ يونيو كان هذا مبررا. ولكن الآن لابد أن يكون الشعار (أعط العيش لخبازه). وخبازه هذا ليس شخصا، فالشخص طروحاته ورؤيته فردية، ولكن خبازه الذى نقصده هو جميع الكفاءات من كل الاتجاهات داخليا وخارجيا. فيتم الاستماع والمناقشة ويكون القرار قرارا علميا سياسيا اجتماعيا يتوافق مع الظروف والمعطيات ويضع مصلحة المواطن فى المقام الأول، وإن كان بالطبع سيعلن القرار من جانب صاحب القرار الدستوري. فهل المجموعة الاقتصادية الآن (إذا كان هناك مجموعة) وهى اختيار مدبولى كانت حلا للمشكلة التى لم تبدأ اليوم ولكن متراكمة، أم كانت سببا فى تراكمها؟ مع الوضع فى الاعتبار (كورونا وغيرها). فالحكومة دورها مواجهة الواقع وتخطى الطوارئ، وهل سيتم دراسة وتقييم واقع وممارسات الوزارات التى فشلت فى أي إنجاز مثل الإدارة المحلية التى لا يغادر محافظوها ورؤساء مدنها وقراها مكاتبهم إلا بهدف الشو الإعلامى. فلو خرجوا يجب عليهم التصوير مع الزبالة وفوضى الشوارع (كصورة للتاريخ وللتأربخ). أم التعليم الذى بدلا من عودة المدارس إلى دورها التعليمى في إعداد الطالب علميا واجتماعيا، قام الوزير الذى كان مدرسا بتقنين الدروس الخصوصية!! (وعلى معدومى الدخل وأولادهم السلام). أم الثقافة التى لاعلاقة لها بالثقافة، حيث العاملين دورهم التوقيع حضور وانصراف وكفى الله المؤمنين شر القتال، فى الوقت الذى يوجد فيه قصور ثقافة ومؤسسات قامت بدور تاريخى للقوى الناعمة التى كانت ثروة  مصر القومية. 

كفى هذا فنحن لانريد نشر اليأس لا والف لا، فالوطن هو ملاذنا الأول والأخير. وحان الوقت لأن يشارك الجميع بالعمل والرأى والأهم الاستماع لرأي الجميع ، من أول المواطن البسيط الذى هو وسيلة التنمية وهدفها إلى اكبر الخبراء والمتخصصين. 

الوطن يحتاج الآن إلى من يقدس ويريد العمل لصالح الوطن وليس المصالح الشخصية والذاتية التى تعتمد على تزاوج السلطة بالثروة. والتحديات التى يواجهها الوطن لا تترك الفرصة لسياسة الصواب والخطأ. أعطوا الامل للمواطن الذى يريد القليل. الأمل الذى يكون طريقا للتنفيذ والتصحيح والانجاز وليس الأمل الذى يتحول إلى تنفيس. 

حمى الله الوطن وشعبه العظيم، ذلك الشعب القادر على قهر التحديات حينما يجد دوره الذى يشارك من خلاله لخدمة هذا الوطن العزيز والجميل.
----------------------------
بقلم: جمال أسعد

مقالات اخرى للكاتب

ماذا يريد الشعب؟ (١٣)





اعلان