17 - 07 - 2024

12 كتابا نرويجيا في جناح دار "الترجمان" في معرض القاهرة للكتاب

12 كتابا نرويجيا في جناح دار

من بين دور النشر المصرية والعربية التي ترجمت كتباً من النرويج، ضيف الشرف الدورة الـ 55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حظيت دار "الترجمان" بنصيب الأسد، حيث قدمت للقارئ العربي خلال العامين الماضيين اثني عشر كتاباً، تتنوع ما بين الكتب الفكرية العامة والكتب التربوية المتخصصة وكتب الأطفال. 

من الكتب الفكرية: "الروح.. بين الخيال والفلسفة والعلم"، و"القلب- من الحضارات القديمة إلى العصر الحديث" للمؤلف أوله مارتن هويستاد، ترجمة أيمن شرف (نقلا عن الألمانية)، و"البلدان المختفية 1840 - 1974" للمؤلف بيورن بيرج، ترجمة محمد البلاسي وأميرة الطحاوي (نقلا عن الإنجليزية)، ومن الكتب التربوية: "سحر الأبوين"، و"الرضيع السعيد"، و"طفل الحضانة السعيد"، و"طفل المدرسة السعيد"، للمؤلفة هيدفيج مونتجمري، ترجمة أيمن شرف (عن الألمانية)، ومن كتب الأطفال المصورة: "الرجل الغاضب"، و"عندما تختفي الألوان"، و"أنا الموت"، وأنا الحياة"، و"أنت وأنا" من ترجمة معتز أبو شلة (من النرويجية مباشرة).

وكتاب "القلب- من الحضارات القديمة إلى العصر الحديث"، هو واحد من أكثر الكتب النرويجية الفكرية ترجمةً، وتتمثل أهميته - بخلاف معالجته الرصينة لمفهوم القلب في الحضارات الإنسانية في أربعة جوانب رئيسية، في أنه أولاً: برصده التشابهات والاختلافات بين الثقافات والحضارات فيما يتعلق بمفهوم رئيسي كمفهوم القلب يُثبت عكس ما هو سائد عن تميز ثقافة دون أخرى، وثانيا: من خلال أطروحته المركزية عن أن اللغة والفن يخلقان العواطف وأن بعض تلك العواطف لم تكن لتوجد لو لم ينحت الإنسان كلمات أو تعبيرات أو رموز لها، يثبت المؤلف أن الإنسان ليس كيانا ثابتا "خلق مرة واحدة وإلى الأبد"، كما تؤمن أيديولوجيات دينية مغلقة حتى اليوم، بل "هو كيان لم يتحدد بعد" – بتعبير نيتشه- وهو قابل للتشكيل طول الوقت، وثالثا: من خلال مراجعته لمفهوم القلب في تاريخ الأفكار والعقليات عبر رحلة طويلة يُناقش فيها الأعمال الكلاسيكية لفلاسفة ومفكرين وكتاب في عصور مختلفة من سقراط وأفلاطون وديكارت وكانط ومونتين وروسو وهيردر وجوته وشكسبير ونيتشه وحتى فوكو وكولين كامبل وغيرهم. 

يصحح المؤلف الفكرة السائدة عن أن الإنسان الأوروبي الحديث هو نتاج لعصر النهضة وثورة العقل والعلم التي صاحبته، ويؤكد أن نهضة للمشاعر في العصور الوسطى سبقت ظهور نهضة العقل والعلم في القرن الخامس عشر، ورابعا: يثبت من خلال مقارنات واستشهادات شاملة –فيما يشبه المفارقة التاريخية- كيف كان للثقافة العربية- الإسلامية التي يتم تصويرها كثيراً كنقيض للمسيحية الأوروبية تأثيرٌ ممتدٌ منذ العصور الوسطى حتى عصرنا الحاضر. تأثيرٌ شكَّل مفهوم القلب الأوروبي بطرق عدة وفي نوع من التعارض مع المبادئ المسيحية. ويخلص المؤلف إلى أن الأوروبي الحديث هو نتاج تأثير الثقافة العربية- الإسلامية على الثقافة الأوروبية في العصور الوسطى.

وفي هذا السياق يرصد المؤلف أن الثقافة العربية لم تكن مجرد وسيط لفلسفة وعلوم العصور القديمة على يد ابن سينا وابن رشد؛ بل قدمت مساهمات مستقلة للثقافة الأوروبية، كما انتقل التصوف العربي وعلم الكيمياء إليها، ويمكن رصد مظاهر مختلفة لهذا التأثير حتى أواخر عصر النهضة، حيث كانت الكيمياء والتصوف حركتين روحيتين منفصلتين، ترتبطان عادة بتراث "صوفيا"، وقد حافظ هذا التراث بجذوره في الغنوصية والتصوف في أواخر العصور القديمة على تلك المعرفة، وعلى الفلسفة بالتبعية، وكان أصلها حرفيا في القلب، وتوصف "صوفيا" (أي الحكمة) بشكل مجازي على أنها زهرة تنمو من القلب، أو كنبع ينبع من القلب يستطيع المرء أن يشرب منه، والوردة والزهرة كانتا صورتين مركزيتين في اللغة العربية والفن الصوفي.