لعله من نافلة القول التأكيد على أن التصدير من اهم مرتكزات دعم الاقتصاد الوطنى ، باعتباره رافدا ومصدرا جوهريا لتوفير العملات الصعبة للبلاد، وبالتالى تعزيز "الأمن القومى" بمفهومه الشامل والأوسع و الذى لم يعد محصورا كما كان سائدا من قبل فى معادلة (البندقية والحدود الجغرافية والمعلومات عن الخصوم)، وخاصة فى الدول التى تعتمد اقتصادياتها بشكل كبير على الإنتاجين"الزراعى والصناعى".

ولأننا بلد زراعى فى المقام الأول، فإن تشديد رقابة ومتابعة الأجهزة المعنية لجودة منتجاتنا " الحقلية " ضرورة ومهمة يجب أن تأخذ طابعا وطنيا ، للحفاظ على سمعة المنتج الوطنى، وضمان تدفقه للخارج بلا مشاكل أو تحفظات من جهات الاستيراد الخارجية..

فلا شك أنه على مدى عقود، ظلت منتجاتنا الزراعية تحظى بسمعة عالية الجودة بالأسواق الخارجية، أن بعضها حقق معدلات تصدير قياسة مؤخرا وخاصة إلى الأسواق الأوربية.

غير ان ثمة تقارير" مزعجة" تروج ، و تتحدث من حين لآخر عن رفض بعض الجهات المستوردة لحصص تصدير مصرية، وخاصة من الطماطم والبطاطس و الخوخ والفراولة وغيرها من المنتجات الزراعية التى يلجا بعض المزارعين-للأسف - إلى استخدام مبيدات وكيماويات "استعجال" الإنضاج والحفظ عند التغليف بمعدلات ونسب مبالغ فيها.!

أحدث هذه التقارير ما نشرته منذ يومين صحيفة"الشروق"القاهرية منسوبا إلى مسؤول كبير بالمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية عن رفض السعودية إدخال كميات كبيرة من الطماطم المصرية..!!، وأن اتصالات جارية مع المعنيين لمعرفة الأسباب..

يا مزارعينا الكرام اياكم وكيماويات "استعجال"الانضاج ومبيدات حفظ محاصيل الفاكهة والخضار.. ففضلا عن خطورتها صحيا ،فإن هذا يشكل خطرا أيضا على مصدر مهم لتوفير العملات الصعبة، التى نحن أحوج ما نكون اليها اليوم للخروج من عنق الزجاجة الاقتصادية، وإنقاذ عملتنا الوطنية المتداعية.. كما أن أجهزة ومختبرات الرقابة على الصادرات مطالبة بأداء دورها الوطنى، بعيدا عن تيارات "الواسطة والأساليب الرخيصة" لتمرير "الشحنات والشاحنات" إلى بطون الطائرات.  

مصر بحاجة إلى عقول وطنية مستنيرة مخلصة تفكر للأمام ولمصلحة الوطن، لا منحرفين ومفسدين كل همهم جنى المال الحرام..

ارحموا سمعة واقتصاد مصر ، ولا تذبحوا إحدى أقوى دجاجاتنا التى تبيض لنا ذهبا..!!
-----------------------------
بقلم: عبد الرزاق مكادي