30 - 06 - 2024

فاطمة قنديل وهدى عطية يحاوران الشاعر والمفكر المغربي محمد بنيس

فاطمة قنديل وهدى عطية يحاوران الشاعر والمفكر المغربي محمد بنيس

استضافت القاعة الرئيسية ضمن محور اللقاء الفكري، في الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، الشاعر والمفكر المغربي الدكتور محمد بنيس، لمناقشة كتابه "الشعر والشر في الشعرية العربية"، حاورته الدكتورة فاطمة قنديل، بحضور الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب. وقال بنيس، إن الوعي الشعري عنده ارتبط بالتجربة الشعرية في المغرب؛ وكذلك الوعي النظري العالمي الذي أصبح حاضرًا في أوروبا، لافتا إلى أن الحداثة الشعرية تقوم على الممارسة الشعرية وأنه بالنظر إلى تاريخنا العربي نجد أن أبو العلاء المعري يجمع بين ما هو نظري وما هو شعري، أي ما بين الفكر والخيال.

وأضاف بنيس أن الممارسة النظرية في الغرب نجدها عند دانتى، فالمسألة المنهجية غير مطروحة في الدرس الأكاديمي وفي الممارسة الشعرية في وقتنا الحاضر. وأجاب على سؤال: هل نحن نعيد ما فعله ورثة أرسطو من قبل؟ بقوله: "ليتنا نفعل ما فعله ورثة أرسطو الذين كانوا من العلماء الكبار". وذكر أن كتابه "الشعر والشر في الشعرية العربية" تطرق إلى عبد القادر الجرجاني الذي يرى أن منجزه في الشعر قُرئ قراءة متسرعة. وأضاف أن الكتاب يبحث في أخلاقيات الشعر، مشيرا أنه لم يتطرق فيه للثقافة العربية الحديثة. واختتم بنيس بالقول إن كتابه انطلق من الأسئلة المبنية على أسس قديمة في الشعر، لافتا إلى أنه بمثابة خلاصة دراساته من قبل في الشعرية.

مع هدى عطية

وشهدت قاعة ديوان الشعر بلازا "1" لقاء آخر مع بنيس، أدارته الكاتبة والناقدة الأكاديمية الدكتورة هدى عطية.في البداية، أعربت هدى عطية، عن شعورها بسعادة غامرة أن نكون في معيت بنيس؛ ليس فقط لأنه من أبرز الشعراء المغاربة الذين واصلوا تجديد القصيدة كتابة ونقداً، ولكن أيضاً، لأنه من المثقفين العرب الذين تشبثوا بجدوى الشعر، في زمن التصحر الثقافي، حيث غاب السؤال وتم تهميش المعرفة، ولم يعد للمثقف المكانة اللائقة به باعتباره منتجاً للرأسمال الرمزي، الذي في غيابه يفقد الإنسان القيم ويفقد إنسانيته وخصوصاً في ظل هذا الجموح الرهيب للهيمنة والعولمة والتكنولوجية". 

وبسؤال الدكتور محمد بنيس حول مفهوم الحرية الذي يرتبط بالشعر وتأثير المنهج على الحرية، أجاب بأن الحرية تتجلى في لغته الخاصة وكتابته، حيث يكتب بلغة غير أكاديمية ولا يلتزم بمناهج محددة، مشيرًا إلى أنه يحتاج إلى منهجية خاصة في الكتابات التي تفتقر إلى الضوابط. وأضاف بنيس: "أنا لا أكتب بسهولة أو تسرع أو انفعال، ولم أشير إلى أي باحث أو كاتب حديث في كتابي حول الشعرية، فأنا أعود فيه إلى الأصول، حيث تمنح المنهجية مساحة للتعبير عن المعرفة، ليست فقط من خلال الترجمات". وبالنسبة لتاريخ قصيدته وكيف يراها الآن، وكيف ينظر إليها بعد مرور الوقت، أوضح بنيس: "هناك شعراء يتخلصون من بداياتهم بالحذف من سيرتهم الذاتية، وهناك من يحتفظون بديوانهم الأول. أنا من هؤلاء الذين يؤمنون بإعادة الكتابة، يمكنني حذف وإضافة في قصائدي. أنا في حالة حركة مستمرة مع الشعر، وعلى الرغم من أنني أنسى، إلا أنه بدون النسيان لا يمكنني تقديم شيء جديد. العمل على دواويني يتم بروح مسؤولة، وليس من حقي أن أعبث بتلك القصائد".






اعلان