29 - 06 - 2024

رئيسة وكالة التنمية الأمريكية تواجه انتقادات حادة لموقفها من حرب غزة:"تركتنا عاجزين عن أن نكون قادة أخلاقيين"

رئيسة وكالة التنمية الأمريكية تواجه انتقادات حادة لموقفها من حرب غزة:

تعرضت سامانثا باور، رئيسة وكالة التنمية الدولية الأمريكية والباحثة المعروفة على مستوى العالم في مجال الإبادة الجماعية، للانتقاد الحاد من قبل موظفين حاليين وسابقين في وكالة التنمية الدولية الأمريكية، الذين شككوا في موقفها من الحرب على غزة وتواطئها مع السياسة الأمريكية المثيرة للجدل.

وقالت أجنيشكا سايكس، أخصائية في مجال الصحة العالمية، التي غادرت وظيفتها في وكالة التنمية الدولية في وقت متأخر من الأسبوع الماضي لصحيفة "واشنطن بوست": "لقد كتبت كتابًا عن الإبادة ومع ذلك ما زلت تعملين للإدارة: يجب عليكي الاستقالة والتحدث".

قاطعت سايكس خطابًا قدمته باور في واشنطن حول تغير المناخ والكوارث الطبيعية لتشير إلى كتاب باورالذي يدعى "مشكلة من الجحيم". 

وهو العمل الذي فاز بجائزة بوليتزر، ويفحص ويدين عدم اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات في مواجهة مختلف الفظائع، من أرمينيا إلى رواندا، على مدى عدة إدارات رئاسية.

تجري المفاوضات لوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة، قد يشمل الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين مقابل الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وفقًا لمقترح في مرحلة مبكرة.

كموظفة في مجلس الأمن القومي للرئيس بايدن، تشرف باور على وكالة منقسمة بشكل عميق بشأن الدعم العسكري الأمريكي لحرب الاحتلال على غزة ورفضها للمطالبة بوقف لإطلاق النار.

لكن مواجهتها علنياً من قبل فريق العمل الخاص بها بشأن سياسة الإدارة الأمريكية أمر فريد - وهو انعكاس لما يقول مسؤولو وكالة التنمية الدولية إنها قامت به في هذا الموضوع ومسؤوليتها تجاه الفلسطينيين المنكوبين الذين يعانون من نقص في الغذاء والماء والدواء في ظل القصف العسكري الهائل من قبل الإحتلال.

لاحقا قدمت باور ردًا على سايكس خلال أحد البرامج حيث أقرت بأن الوضع في غزة "مدمر"، وأكدت أن "أكثر من 25,000 مدني قتلوا"، وهو رقم لا يُستخدم دائمًا من قبل الحكومة الأمريكية بحجة أن وزارة الصحة في غزة لا تميز بين المقاومة والمدنيين الفلسطينيين. 

كما أشارت إلى أن بعض المسؤولين الأمريكيين قد قالوا على الأرجح إن الوزارة تحسب عدد الضحايا بشكل غير دقيق.

وقالت باور: "ليست هناك موارد كافية تصل"، مؤكدة على الحاجة الملحة لتقديم المساعدة لأكثر من 1.8 مليون فلسطيني نزحوا عن منازلهم. 

وشددت على أن المفاوضين الأمريكيين يسعون للوساطة في توقف إنساني يسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع الفلسطيني مقابل إطلاق حماس للرهائن.

في الوقت نفسه، أكدت باور على "الرعب" الذي تسبب فيه هجوم حماس في 7 أكتوبر -على حد زعمها- والذي أسفر عن مقتل 1,200 شخص في إسرائيل واحتجاز أكثر من 240 شخصًا كرهائن. وقالت: "الحياة الإنسانية مقدسة".

وطوال فترة طويلة، قالت باور إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية فريدة في منع الفظائع الجماعية وحذرت من تراجع الولايات المتحدة أمام العنف على نطاق واسع، مثل التعامل مع إبادة الأقلية التوتسية في رواندا التي قادتها إدارة كلينتون. وغالباً ما يتم نقل عبارتها الشهيرة التي تقول: "الصمت أمام الجريمة لايعد تعريفا؛ الصمت أمام الجريمة هو الموافقة".

وخلال حوار يوم الثلاثاء الماضي، شككت الموظفة في وكالة التنمية الدولية، هانا فنك، فيما إذا كانت الولايات المتحدة تتخلى عن سلطتها الأخلاقية في العالم من خلال تسريع توريد الأسلحة والمعدات إلى إسرائيل خلال حملتها العسكرية.

وتقول: "إن الإبادة التي تمولها الولايات المتحدة في غزة حقاً تركتنا عاجزين عن أن نكون قادة أخلاقيين في قضية تغير المناخ وجميع القضايا الإنمائية والإنسانية الأخرى التي نهتم بها نحن العاملون في وكالة التنمية الدولية".

ترفض الولايات المتحدة و"إسرائيل" استخدام مصطلح الإبادة لوصف قتل الفلسطينيين في غزة - وهو الأمر الذي يكمن في صميم القضية التي قدمتها جنوب أفريقيا أمام المحكمة الدولية، إذ أمرت المحكمة إسرائيل ببذل المزيد لمنع قتل المدنيين في غزة ولكنها لم تطلب وقف إطلاق النار.

في ردها على فانك، لم تتناول باور الاتهامات بالإبادة ولكنها قدمت دفاعًا ضمنيًا عن الحملة العسكرية الإسرائيلية، قائلة "من المهم جداً ألا يحدث ما حدث في 7 أكتوبر مرة أخرى".

تحدثت أيضًا عن الفروق بين وظائف الحكومة والنشطاء الخارجيين، الدورين اللذين قامت باور بلعبهما في حياتها.

تشكل هذه التفاعلات أول اصطدام بين باور وموظفي وكالة التنمية الدولية الحاليين والسابقين في حدث عام، لكنها واجهت الاعتراض بطرق أخرى.

 في نوفمبر، قام مئات الموظفين في وكالة التنمية الدولية بتأييد رسالة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة. 

يقوم النشطاء الليبراليون في حركة MoveOn بتداول عريضة تدعوها فيها إما للاستقالة أو لإعادة جائزة بوليتزر، التي تعتبر الاعتراف الرئيسي للصحافة المؤثرة، والأعمال المنشورة.

كما وجهت لها انتقادات لعدم الكشف العلني عن قتل مقاول في وكالة التنمية الدولية توفي بعد ضربة إسرائيلية مشتبه بها في غزة في نوفمبر، في حين أصرت باور على تمسكها بحماية عمال الإغاثة كأولوية، في كافة النقاشات الرفيعة المستوى التي تخوضها.

مضيفة: "لا يوجد اتصال واحد يقوم به الرئيس بايدن أو مشاركة قام بها أي شخص في إدارة بايدن لا يضع أهمية حماية المدنيين والقانون الإنساني الدولي في أعلى الحديث".

عندما سُئلت سايكس عن رد باور على تحديها العلني يوم الثلاثاء، قالت إنها كانت خيبة أمل لأن سرد باور بدأ في 7 أكتوبر دون أن يتطرق إلى "السبعين عامًا الماضية لطرد الفلسطينيين بالقوة من أرضهم الأصلية".

وفي مقابلة منفصلة قالت باور: "أنا ديمقراطية مدى الحياة ولكن حظر هذه الإدارة لوقف إطلاق النار وتمكين الإبادة لا يبشر بالخير بالنسبة للحزب الديمقراطي"

---------------------------
ترجمة: أسماء زيدان
مقال جون هدسون في الواشنطن بوست

جون هدسون : مراسل في صحيفة واشنطن بوست يغطي وزارة الخارجية، وكان جزءًا من الفريق الذي كان في قائمة المرشحين لنيل جائزة بوليتزر للخدمة العامة عن تغطيته لجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي. 

لقراءة المقال كاملا يرجى الضغط هنا







اعلان