قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، بأنها تعول على أن تصدر ألمانيا وفرنسا وبولندا والمعروفة بدول مثلث فايمار، محفزات مشتركة تجعل أوروبا أكثر قدرة على تحمل الأزمات مما هي عليه الآن.
وقبل توجهها للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية المجموعة في قصر دو لا سيل القريب من العاصمة الفرنسية باريس، قالت بيربوك في برلين الاثنين: "يمكن لمثلث فايمار أن يكون أكثر من أي وقت مضى على مدار تاريخه الممتد عبر 30 عاما، مركزا للقوة ومنجما للأفكار من أجل جعل أوروبا قوية وقادرة على الاحتمال في الأوقات العاصفة".
ورأت بيربوك أن قوة صيغة الحوار، التي تأسست عام 1991 في مدينة فايمار، تكمن في أن البلدان الثلاثة تنظر إلى أوروبا من زوايا مختلفة "والناس في أوروبا محقون في أن ينتظروا أن نطور محفزات من هذه الزوايا".
ومن المنتظر أن تدور محادثات بيربوك ونظيرها الفرنسي ستيفان سيجورنيه والبولندي رادوسلاف سيكورسكي حول السلام والأمن والسيادة في أوروبا بالإضافة إلى الانتخابات الأوروبية، كما يتضمن جدول الأعمال أيضا دعم أوكرانيا فضلا عن التضليل الروسي والهجمات على الديمقراطية وذلك حسبما صرح سيجورنيه في وقت سابق، مشيرا إلى أن الدول الثلاث كانت كلها ضحية لنفس استراتيجية زعزعة الاستقرار.
وقالت بيربوك إن الدول الثلاث يعيش بها نحو 190 مليون نسمة أي ما يعادل نحو نصف سكان الاتحاد الأوروبي، وتابعت أن اللقاء يهدف إلى تجميع القوة الإبداعية للدول الثلاث من أجل كل السكان في أوروبا.
وأردفت: "تماسك أوروبا هو تأمين الحياة بالنسبة لنا خصوصا في الأوقات التي تهاجم فيه روسيا نظام السلام الأوروبي، والتي تثير فيها الأزمات حالة عدم يقين في كل أنحاء العالم والتي تهز فيها التوجهات المعادية للديمقراطية أسس القيم الأوروبية".
ويجري وزراء الخارجية الحاليون لكل من ألمانيا وفرنسا وبولندا مشاورات للمرة الأولى في إطار مثلث فايمار، إذ لم يمض شهر على تولي سيجورنيه حقيبة الخارجية الفرنسية في إطار إعادة تشكيل الحكومة في باريس، كما أن سيكورسكي تولى مهام منصبه مع وصول الحكومة البولندية الجديدة إلى السلطة في ديسمبر الماضي، على الرغم من أنه كان وزيرا للخارجية البولندية في السابق.
ويتمثل أحد أهداف اللقاء أيضا في تنسيق التعاون السياسي الخارجي بين فرنسا وألمانيا من جهة مع الحكومة البولندية الجديدة الموالية لأوروبا بقيادة دونالد توسك في وارسو من جهة أخرى.
ومن المتوقع أن يصل رئيس الوزراء البولندي توسك إلى برلين في زيارة للمستشار الألماني أولاف شولتس، وذلك قبل أن يتوجه إلى باريس لمقابلة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.