ضربت الكلاب في قطاع غزة أمامنا المثل على النخوة والكرامة.. وأيضا المسؤولية. صحف إسرائيلية مثل "يديعوت أحرونوت" نشر موقعها الإلكتروني بالإنجليزية 6 فبراير الجاري خبرا عن شكوى حراس المستعمرات المحيطة بقطاع غزة من هجمات الكلاب الضالة الجوعى القادمة من القطاع، والتي تفترس عجولا ترعى بها.

إسهام الكلاب في معركتنا، ولنقل الوطنية أو القومية أو الإسلامية أوالإنسانية، ضد الصهاينة وفي مواجهة حرب الإبادة العنصرية الجديدة ضد الشعب الفلسطيني لم يقف عند هذا الحد، أو يأتي وحسب بدافع الجوع. هذا الجوع المميت الذي يستهدف بالأساس البشر منذ 127 يوما ويجعل الحياة مستحيلة في غزة. فجيش الاحتلال والعدوان يبحث اليوم عن سلالات كلاب "سوبر مفترسة" من أوروبا لعلها تنجح في تعقب أبطال "حماس" وكل فصائل المقاومة. وهذا بعدما اعترف بهزيمة عناصر وحدة كلابه المدربة الشهيرة "عوكيس" أمام الكلاب التي تستخدمها المقاومة، وقد استبسلت في الدفاع عن أصحابها، وانتقلت إلى الهجوم، فقتلت كلاب الصهيونية.

الكلاب في غزة لم تكن في حاجة كي تقوم بواجبها هذا أن تستدعى اتفاقية دفاع عربي مشترك من النسيان والنكران، وطالما ظل يقتلها إعطاء السلطات المطبعة رسميا وعلنا ومنذ السبعينيات، بجنرالاتها العظام وجيوشها الجرارة وأسلحتها الأكثر تطورا والأغلى سعرا مع عمولاتها المغرية، الأولوية لاتفاقات "سلامها" مع تل أبيب وللمناورات المشتركة مع القوات الأمريكية والإسرائيلية. ومن عاد بيننا ليتذكر اليوم "الدفاع العربي المشترك" بعدما أصبح "عبريا"؟. 

لو كانت بيننا الست "أم كلثوم" لليوم لعدلت من كلمات أغنيتها "الورد جميل"، وأعادت الغناء لتصبح :" شوف الكلاب واتعلم".

وعجايب !
--------------------------
بقلم: كارم يحيى