17 - 08 - 2024

مبنى قنصلية يستضيف مناقشة رواية "الأستاذ بشير الكحلي" غدا

مبنى قنصلية يستضيف مناقشة رواية

تقيم الدار المصرية اللبنانية حفل توقيع ومناقشة رواية "الأستاذ بشير الكحلي" لـلكاتب مينا عادل جيد، في السابعة مساء غد الأحد 18 فبراير في مبني قنصلية، في وسط البلد،ويديره الناقد والكاتب الصحفي سيد محمود. ويقول الناقد علي عطا إن "بشير الكحلي"، يبدو للوهلة الأولى، شخصية دونكيشوتية، ومع تتابع صفحات سيرته سيتبين أن نفسه تنطوي على أحقاد كفيلة بوأد أي احتمال للتعاطف معه، ولو حتى على سبيل تبرير شروره بإرجاعها إلى ظروف أسرية شوّهت طفولته، وجعلته يضع أمه على رأس من يكن لهم كراهية لا مسوغ لها سوى أنه مفطور عليها، ولا سبيل لتجاوزها إلا بانقطاع صلته بالحياة. تلك السيرة هي متن رواية "الأستاذ بشير الكحلي" (الدار المصرية اللبنانية) للكاتب مينا عادل جيد. ويضيف: "تتناص هذه الرواية، مع عمل أدبي ذي تأثير ممتد على مدى أكثر من أربعة قرون حتى الآن، هو "دون كيشوت" للكاتب الإسباني ميغيل دي ثربانتس. جاءت الرواية في جزئين؛ يحمل الأول اسم الشخصية الرئيسية بشير الكحلي الذي تتلبسه أوهام القدرة على تغيير العالم، بالرغم من افتقاره إلى أي مقومات تجعل من يعرفه يأخذ عنجهيته على محمل الجد، والثاني يحمل اسم تلميذه يوسف الورداني الذي سيخضع لغسيل دماغ على مدى سنوات عدة على يد معلمه هذا، يصبح في نهايتها مؤهلا للقتل بخسة ودناءة، بدعوى تطهير العالم ممن لا يستحقون العيش فيه. بشير الكحلي كان يرغب في الالتحاق بالكلية الحربية ليصبح ضابطاً مثل أبيه، لكنه يرسب في اختبارات القبول، بداعي ضعف البصر. وبعد سنوات طويلة على هذه الواقعة سيعرف أن والده هو الذي طلب من لجنة الاختبار أن ترفض إجازته، لأنه لا يرغب في أن يقترن باسمه في وسط واعد بحيازة قدر كبير من السلطة والوجاهة، بما أنه ثمرة علاقة غير شرعية ربطته بخادمة كانت تعمل في بيت أسرته الثرية. ومع ذلك سيظل على انبهاره بهيبة أبيه وستزيد كراهيته لأمه. بعد فشله في الالتحاق بالكلية الحربية سيلتحق بشير الكحلي، بالمعهد العالي للتربية الرياضية للمعلمين، ليمارس رغبته الملحة في أن يقود جماعة ما يتحتم عليها احترامه، ووجد غايته في العمل مدرس ألعاب في مدرسة في وسط القاهرة عام 1963.وبحسب الراوي العليم فإن بشير الكحلي كان يمارس عمله المدرسي هذا؛ لا بأداء المعلم، بل بروح الضابط ليعوض نفسه عن ضياع حلمه الكبير وهو أن يصير رجلاً عسكرياً مثل أبيه الذي تنقّل بين المناصب القيادية المهمة والمؤثرة طوال الخمسينيات والستينيات. سيقول لنفسه إن معلم التربية الرياضية، "بقليل من الضمير والوطنية والانضباط"، من الممكن أن يكون أفضل للمصلحة العامة... "وإن كان على الوطن فهو ينتظرنا في كل مكان، ولا فارق معتبر سوى الراتب، والحمد لله ترك لي أبي ولأخي ما يكفي ويزيد". لن تتطرق الرواية إلى حياة ذلك الأخ، وبالتالي لن نعرف سوى أنه "ابن شرعي"، ومن ثم كان يحظى باحترام كبير من جانب والده، في الوقت الذي لم يكن يلقى "بشير" من الأب وهذا الأخ، على السواء، سوى الاستعلاء والنفور. لكن فيما يتعلق بالأمور المادية تساوى الأخان، عند تقسيم ميراث الأب. كان "بشير الكحلي" يقاطع أهل أمه، استعلاء عليهم، متأسياً بوالده المتعجرف، لكنه مع ذلك بادر بتعزية أرملة ابن خال له، يدعى حافظ الورداني، مات في حادث سير. يؤرخ الراوي العليم ذلك التطور بيوم من ربيع العام 1989، ذاكراً أن المتوفى الذي كان يعمل سائقاً، ترك طفلاً رضيعاً، حارَت أرملته الشابة وتدعى "أميرة" (مع أنها تعيش في فقر مدقع) في أمر تدبير الإنفاق على نفسها وعليه. تصرّف بشير بانتهازية، وعرض على الأرملة التي تعيش في شقة متواضعة في حي مدينة السلام، على أطراف المدينة، أن يتكفَّل بها وبابنها، مضمراً الطمع في أنوثتها الطاغية. فتقبَلت على مضض أن تكون عشيقة له، مقابل المال الذي تعهَّد بأن يعطيها منه ما تحتاجه هي ورضيعها "يوسف"، إلا أنه كان في واقع الأمر يعاملها على أنها مجرد متاع، على غرار ما كان يفعله أبوه مع أمه.

...