17 - 07 - 2024

رواية "تاريخ آخر للضحك".. واقعية سحرية بنكهة صينية

رواية

صدرت عن "مجموعة بيت الحكمة للثقافة" ترجمة رواية "تاريخ آخر للضحك للكاتب ليو جين يون، وقد ترجمها من الصينية إلى العربية أحمد السعيد ويحي مختار. ويحكي مؤلف الرواية الأشهر "طلاق على الطريقة الصينية" في روايته "تاريخ آخر للضحك" عن ثلاثة أجيال مختلفة، وسيرة شعبية للضحك، ورجل تلبَّسته روح امرأة وعامل نظافة كان وزيرا في حياة سابقة، ووسط كل هذا الصخب هناك عرَّاف يرى الماضي والمستقبل. كما يحكي في سياق واقعية سحرية بنكهة صينية عن تعرض أهل يانجين لاختبار قاس كل يوم، تزورهم جنية في أحلامهم لتقلبها في أحيان كثيرة إلى كابوس ينتهي بالموت، ما الحل إذن؟ الحل هو حفظ بعض النكات قبل النوم، لكن للامتحانات رهبة كبيرة قد تُنسي الإنسان ما ذاكره.

ومن جو رواية "تاريخ آخر للضحك": ""جلست جانب النهر تغسل قدميها، قالت: أيتها المياه، أنتِ فعلا تحفظين عهدك. تأتين في الوقت المحدد كل يوم. بادلتها المياه الحديث: ما رأيته بالأمس لم يكن أنا، لقد وصلت للتو إلى هنا. تنهدت وقالت: لحسن الحظ إذن أن النهر لم يتغير، وإلا فلن أجد مكانًا أذهب إليه. قالت المياه: المياه ليست هي المياه نفسها، وبالتالي فالنهر ليس هو النهر نفسه أيضًا. مرَّ سرب من الإوز البري محلقا في السماء، قالت: أيها الإوز، أنت فعلا لا تخلف موعدك، مررت من هنا في العام الماضي، وها أنت تعود في نفس الموعد هذا العام. 

قال الإوز: لسنا نحن من مررنا من هنا العام الماضي، أولئك الذين مروا من هنا العام الماضي ماتوا في الجنوب منذ وقت طويل. حينها أدركت أن انتظار الآخرين قد صار مزحة، وفي تلك الليلة، تحوَّلت فجأة إلى جبل"... "هذه ليست دردشة، كيف يمكنك أن تصف الحديث عن موت إنسان بأنه مجرد دردشة؟سارع يقول معتذرًا: استخدمت التعبير الخطأ، كنت أريد معرفة هل انتحرتِ فعلاً بسبب حفنة من الكراث؟تنهَّدت وقالت: «لو قلت إنه بسبب الكراث فهو بسبب الكراث، ولو قلت إنه ليس بسبب الكراث فهو ليس بسبب الكراث. صحيح أنني تشاجرت مع زوجي يومها بسبب الكراث، ثم ركل الباب وغادر. شعرت بالغضب الشديد، ارتميت على السرير وبكيت. بكيت طويلاً حتى استغرقت في النوم دون أن أدري، وتصادف أن جاءتني هوا آرنيانغ في المنام، طلبت مني أن أحكي لها نكتة. أنا كنت أبكي حتى نمت، فكيف لي إلقاء نكتة مضحكة؟ قلت لها: لا أستطيع الكلام، لكن دعيني أغني لك. قالت: أعلم أنكِ كنت تغنين في الماضي، غني إذا رغبتِ، فأخذت أغني بداية مقطع «الجسر المكسور» حتى وصلت إلى «كيف العمل كيف العمل، ماذا أفعل ماذا أفعل». لم أتوقع أن يثير حزن الأفعى في الأغنية حزن هوا آرنيانغ. بكيت، وبكت هي أيضًا. بمجرد الانتهاء من الغناء تبدلت ملامحها، قالت إنها جاءت من أجل نكتة لكني جعلتها تبكي، طلبت مني حملها للذهاب لشرب حساء الفلفل الحار. حينها عرفت الغرض من مجيئها، شعرت بالحرج، قلت لها: لا داعي لأن تُتعبي نفسك، سأبادر أنا بشنق نفسي".

....