30 - 06 - 2024

هاني الناظر .. "بصمة لا تنسى في عالم الطب والإنسانية"

 هاني الناظر ..

الدكتور هاني الناظر، بوصفه واحدًا من أبرز الأطباء في مصر والعالم العربي، تجاوز دوره كطبيب بمفهوم التخصص الطبي الضيق، إذ كان يمتاز بقلب حانٍ وشخصية ملهمة تتجاوز حدود العمل الطبي الاعتيادي. وكان يعكس في سلوكه وتعامله مع المرضى والمجتمع تفانيه الكبير في خدمة الآخرين وعمق اهتمامه بصحتهم ورفاهيتهم.

بعيدًا عن مهاراته الطبية الرائعة، كان يتمتع الناظر بقدرة فريدة على التواصل الإنساني، إذ كان يتفهم معاناة المرضى ويوجههم بلطف وحنان باعتبار ذلك جزءًا لا يتجزأ من عمله الطبي. فهو ليس مجرد طبيب يقدم العلاج،  بل كان صديقًا ومعلمًا وموجهًا لمن يحتاجون الدعم والإرشاد في رحلة الشفاء والعافية.

ولد الدكتور هاني الناظر في مصر، ونشأ وترعرع في بيئة طبية وعلمية ملهمة، حصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من إحدى الجامعات المصرية الرائدة، ثم أكمل دراساته العليا وحصل على درجة الدكتوراه في تخصصه. ‎

وفضلا عن  كونه استشاريًا في الأمراض الجلدية ورئيسًا سابقًا للمركز القومي للبحوث، كان متميزا بدقته في التشخيص والعلاج، ما جعله محل ثقة المرضى والزملاء على حد سواء.

عندما أصيب الدكتور هاني الناظر بالمرض، استمر في تقديم المساعدة للمرضى وتقديم العلاجات الضرورية لحالاتهم، بل وتجاوز ذلك، حيث كان يخصص ساعات من وقته للدخول على الأقل مرة واحدة في اليوم للرد على استفسارات المرضى وتقديم المشورة الطبية اللازمة.

ورغم تحديات المرض التي واجهها، فإن إصراره على خدمة المرضى ومساعدتهم لم يتأثر، مما يبرز تفانيه في مهمته الطبية حتى في أصعب الظروف.

لم يكتف الناظر بممارسة الطب فقط، بل كان له العديد من المساهمات الهامة في مجال البحث العلمي. حيث شارك في العديد من الدراسات التي أسهمت في تطوير مجال الطب والعلوم الطبية.

 إن مساهماته الطبية وعطاءه الإنساني خلفت بصمة قوية تتجاوز حدود الزمان والمكان.

رحيل الناظر كان صدمة للكثيرين الذين استفادوا من حكمته ومعرفته في مجال الطب والصحة ، وتظل قصص الشفاء التي قام بها والعناية الطبية التي قدمها للمرضى مصدر إلهام لمن يعملون في مجالات الطب والخدمة الاجتماعية. وتمثل بصمة إيجابية في قلوب كل من عرفه وتعامل معه، كان إنسانًا عظيمًا جعله يترك أثرًا لا ينسى في قلوب الجميع، فبعد رحيل الناظر عن عالمنا، يظل حاضرًا في قلوب كل من ساعده ومحبيه، فإرثه لن يمحى وذكراه ستظل باقية دائمًا.
---------------------------------
بقلم: أميرة الشريف

مقالات اخرى للكاتب

 هاني الناظر ..





اعلان