19 - 06 - 2024

سيوة.. صعود إلى قلعة شالى وزيارة معبد "آمون" ومنازل من الملح والطين

سيوة.. صعود إلى قلعة شالى وزيارة معبد

أهل سيوة عرفوا البناء الأخضر المستدام منذ آلاف السنين وأقاموا بيوتا تقاوم الحرارة وتغيرات المناخ

"بيوت من ملح" ليس فقط إسم رواية خيالية للكاتبة الفلسطينية حلا عليان، تروى فيها حكاية أربع أجيال من سيرة أبناء يعقوب، ولكنها أيضا عنوان لبيوت واحة سيوة المبنية من حجر الكرشيف وفى نطق أخر الكرسيف وهو خلطة من الطين والملح الصخرى المتوفر فى صحراء مصر.

فى سيوة مدينة كاملة تتكون من 8 طبقات تأخذ شكل القلعة الحصينة زرناها برفقة ابراهيم باغى – مدير محمية سيوة - ومحمد مصطفى –مدير التوعية – وعصام السعداوى - باحث بيئى – حيث صعد أعضاء جمعية كتاب البيئة برئاسة دكتور محمود بكر إلى قلعة "شالى ، وذلك ضمن زيارة بدعوة من د. ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة.

فى يوم دافئ تضئ شمسه القلعة وما بها من كهوف وممرات ودرج إستمعنا إلى شرح من ابراهيم باغى مدير محمية سيوة

"القلعة وما بها من بيوت وكهوف مبنية من الكتل الملحية المستخرجة من البحيرات المنتشرة فى الواحة بعد معالجتها وخلطها بالطين لتشكيل طوب الكرشيف وهذا النوع من البناء يناسب مناخ الواحة فهو بناء أخضر مستدام بلغة البيئة التى يستخدمها العالم الآن، أدركها أهالى سيوة منذ آلاف السنين".

تقع مدينة وقلعة شالى فى قلب الواحة التى تبعد عن القاهرة 820 كيلومترا، يعود تاريخ المدينة التى تضم بيوتا وكهوفا من الملح إلى آلاف السنين أما القلعة فهى حصن قديم من الطوب اللبن يقع على مساحة 4كيلو متر يرجع بنائه إلى القرن الـ12والـ13 بهدف  حماية الواحة من هجمات وغزوات القبائل المتنقلة للحصول على الغذاء من  مناطق الآبارفى فترة سادت فيها الفوضى بالصحراء الغربية، أنشأ أهل سيوة القلعة وكان أكثرهم عربا.

معبد آمون

داخل "شالى " يقع معبد أمون "معبد الوحى أو التنبؤات أو معبد أم عبيدة باللغة الأمازيغية" وهو مزار أثرى يقصده زائرو واحة سيوة كان مخصصا لعبادة الإله رع إله الشمس، المعبد زاره الاسكندر الأكبر بعد وصوله مصر سنة 331 قبل الميلاد، ويقال إنه سأل كاهن المعبد هل سيحكم العالم وأجابه نعم ولكن لفترة قصيرة وبالفعل حدث، لذا أطلق عليه معبد النبوءات.

ويشهد المعبد ظاهرة فلكية يطلق عليها الاعتدال الربيعى والاعتدال الخريفي، مرتين كل عام، وترصد الظاهرة اليوم الذى يتساوى فيه الليل بالنهار بعد 90 يوما من أقصر نهار فى العام وبعده بتسعين يوما يأتى أطول نهار فى العام.

يتكون المعبد من البهو الرئيسى وقصر الحاكم وجناح الحراس وملحق به مكان للاغتسال وآخر لاستشارة الوحي، وبه قسم فرعونى وقسم بطلمى وثالث إسلامى.

وكانت زيارة المعبد متاحة حتى القرن ال18 وحدثت له بعض التلفيات قيل إنها بفعل زلزال، وفى رواية أخرى إنها بفعل ضابط من ضباط حرس الحدود فى ذلك الوقت، كما جاء فى رواية "واحة الغروب" لبهاء طاهر، وما زالت جدران المعبد تحتفظ بالنقوش الملونة.

من أعلى قمة "قلعة شالى" تسطيع أن ترى الواحة ببحيراتها ونخيلها ومرتفعاتها فى مشهد بديع لن تراه إلا فى سيوة.. واحة "الجمال"
----------------------------------
تقرير: نجوى طنطاوى

ابراهيم باغى مدير محمية سيوة. مع المحررة

أعضاء جمعية كتاب البيئة اثناء الزيارة

الكاتبة الصحفية الفت سعد فى زيارة سيوة

جاءت من واشنطن لتستمع بجمال الواحة

عايدة مصرية مهاجرة لكندا لكنها تحرص سنويا على زيارة سيوة









اعلان