16 - 08 - 2024

واشنطن بوست: ثلاث أزمات تمنح بايدن فرصة لإثبات خطأ المشككين في كفاءته

واشنطن بوست: ثلاث أزمات تمنح بايدن فرصة لإثبات خطأ المشككين في كفاءته

يمر الرئيس بايدن، بلحظة حاسمة، لنستعير عنوان فيلم جاري كوبر الغربي الشهير "الظهيرة الحارة". يواجه بايدن مواجهات حاسمة حول الحروب في غزة وأوكرانيا وعلى الحدود الجنوبية - كل ذلك في الوقت الذي يقول فيه منتقديه إنه متقدم في السن ليكون رئيساً قوياً.

ولكن كيف يستجيب بايدن لهذه الأزمات؟ هو ما سيكون أفضل دليل على ما إذا كان لديه القوة اللازمة للمضي قدماً في فترة رئاسية أخرى، أم إذا كان يجب عليه التراجع والسماح لديمقراطي أصغر سناً بمواجهة دونالد ترامب.

 إنها مشاكل شديدة التعقيد، جميعها تحمل مخاطر سياسية كبيرة، ولكن يستخدم الرئيس التنفيذي القوي السلطة السياسية بشكل حاسم - حيث يتغلب على العوائق ويتحدى الانتقادات لأداء الواجب.

لنبدأ بالحرب على غزة: يعلم بايدن منذ أسابيع أن الخطوة الأساسية التالية هي توقف مطول في القتال، مع توقيع اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، الذي سيبدأ عملية لتخفيف التصعيد عبر الشرق الأوسط.

 إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ألمح تقريباً للرئيس بأن يترك الأمر له؛ حيث يتراجع عن محادثات إطلاق الرهائن في القاهرة، ويبدو أنه يريد مواصلة القتال، ربما حتى خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما يشكل وصفة لكارثة أسوأ. 

يجب على بايدن مواجهة نتنياهو، إذ تتقاطع مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل - وبالطبع الفلسطينيين - في اتفاق لإطلاق سراح الرهائن يسمح بوقف القتال لمدة ستة أسابيع أو أكثر.

 يجب على بايدن استخدام كل طاقته وتحمله لجعل هذا الاتفاق يحدث، فشعبية نتنياهو متدهورة للغاية في بلاده؛ وفي حال تحدى رئيس الولايات المتحدة، فمن المحتمل أن يخسر. 

مع توقف القتال، يمكن أن يبدأ عالم جديد في الفتح لإسرائيل والشرق الأوسط. لدى فريق بايدن حزمة جاهزة: التطبيع السعودي للعلاقات مع إسرائيل، وإصلاح السلطة الفلسطينية ، والاتفاق على مسار موثوق لدولة فلسطينية مستقبلية، بمعايير أداء ستطمئن الإسرائيليين.

الاختبار الثاني لبايدن هو أوكرانيا، التي تقترب من نقطة الانهيار في صراعها ضد الغزو الوحشي، فالجمهوريون، بشكل مخجل، ينحنون للدكتاتور الروسي. 

ماذا يجب على الرئيس أن يفعل؟ أعتقد أنه يجب عليه استخدام كل أداة من أدوات السلطة التنفيذية للضغط على الجمهوريين لتوفير المساعدة العسكرية التي يمكن أن تسمح لأوكرانيا بدفع القوات الروسية إلى الوراء. 

وفي حال عدم نجاح ذلك، يجب عليه مساعدة أوكرانيا في وضع استراتيجية لحماية الأراضي التي تسيطر عليها. 

تحدث بوتين الأسبوع الماضي عن مفاوضات، ولكني أشك في أنه مهتم بشيء آخر غير استسلام أوكرانيا، ولكن يمكن اختباره. 

من المحتمل أن أكثر من 100،000 أوكراني شجاع قد لقوا حتفهم في هذه الحرب الرهيبة.

 يجب على بايدن الاستمرار في الضغط على الكونجرس للقيام بالشيء الصحيح والوقوف بجانب كييف حتى النهاية، ستمدح التاريخ شجاعته وتلعن أولئك الذين يريدون التخلي عن أوكرانيا.

لنتناول في النهاية الفوضى التي تجتاح الحدود والتي أفسدت السياسة الأمريكية لجيل، لقد كان الجمهوريون يستغلون الفرصة بدون حياء في استغلال ارتفاع موجة المهاجرين الأخيرة، التي بلغت نحو 300 ألف في ديسمبر، ولكن، هذا ما يفعله الجمهوريون.

على بايدن أن يسحب هذه القضية من الحزب الجمهوري. ينبغي عليه استخدام كل قدرته لاستعادة السيطرة الصارمة على طول الحدود.

 إن وجود حدود يمكن إدارتها ومراقبتها، ليس أمرًا غير أخلاقي، بل هو شرط لحياة سياسية مستقرة، لقد ترددت إدارة بايدن طويلاً، مما أثار الغضب في البلاد بشكل مفهوم.

ما الذي يمكن لبايدن فعله بدون تشريع؟ الكثير، في الواقع. كبداية، يمكنه إنشاء حاجز لدخول المهاجرين الذين يتم تهريبهم عبر الحدود. 

سيكون من الصعب العثور على دليل قانوني على أن مهاجرًا فقيرًا دفع مقابل عبور الحدود، لذا ينبغي البدء بالقبض، ومحاكمة المهربين أنفسهم.

كما يمكنه تشديد إجراءات اللجوء بمرسوم تنفيذي، يمكنه أيضا منح ضباط اللجوء لاتخاذ قرارات سريعة بشأن طلبات اللجوء، بدلاً من السماح لتلك الحالات بالتقديم إلى المحاكم وانتظار فترات طويلة للحصول على قرار قانوني نهائي إلى ما يمكن أن يكون انتظارًا لمدة ست سنوات لحكم قانوني. 

كما يمكنه زيادة دور الجيش الأمريكي عند الحدود، بخلاف الـ 800 جندي الذين يساعدون حالياً وزارة الأمن الداخلي في التنظيم واللوجستيات.

هذه الإجراءات التنفيذية ستقلل من تدفق المهاجرين، ولكن لتكون فعالة حقًا، ستتطلب موارد - مثل زيادة عدد ضباط اللجوء - التي يبدو أن الجمهوريين لن يوفروها.

أسرع حل لبايدن سيكون استخدام سلطته الطارئة بموجب المادة 212 (ف) من قانون الهجرة والجنسية لإغلاق الحدود الجنوبية بشكل كامل.

 هذا الخيار سيعرض الأشخاص اليائسين لظروف كابوسية (وسيواجه تحديًا قانونيًا). للتخفيف من التأثير الإنساني، يمكن لبايدن استخدام سلطته التنفيذية لتأجير طائرات وحافلات لإعادة المهاجرين الذين يتم رفض طلب اللجوء لهم إلى بلادهم.

الرئيس الذي يمكنه التغلب على هذه الأزمات الثلاث سيبرهن على ملاءمته للحكم، ولكن بايدن سيظل، كما اعترف بنفسه الأسبوع الماضي، "رجل مسن" ، وهذا يعني أنه إذا قرر الرئيس بايدن الترشح لفترة رئاسية جديدة، فإنه يتحمل مسؤولية اختيار شخص يكون قادرًا على تولي المسؤولية في حال عدم قدرته على استكمال ولايته.

يجب على بايدن ونائبته الرئاسية أن يتأملوا بعمق ومن قلبهما أثناء اتخاذ القرارات الصائبة، وعلى الاثنين أن يدركا أن المخاطرة بتكرار فترة رئاسية ثانية لترامب ستكون تصرفًا لا مسؤولًا وأنانيًا. فالقادة الحكماء لا يستهينون بمستقبل البلاد.

للاطلاع على المقال كاملا يرجى الضغط هنا