17 - 07 - 2024

رومانسية سيد هويدي تتجلى في معرض "دق الأوتاد"

رومانسية سيد هويدي تتجلى في معرض

من مفردات وعناصر البيئة الحضارية للإنسان المصري، استمد الفنان سيد هويدي موضوعات لوحاته لتطفو الأشكال على سطح اللوحة كنصوص أعيدت صياغتها؛ وكأن المكان يلقي لنا بمفاتيح أسراره وحواديته وشخوصه. فمن البيوت والطيور والنبات واشكال الحيوانات المجردة كعناصر تشكيلية تتكرر في تكوينات فسيفسائية متناغمة تتقاطع وتتشابك لتعيد تطوير رؤية المكان جماليا بما يشكل وجدان الانسان الحضاري الدي عاش على تلك الارض واعطى للمكان زخمه التاريخي والحضاري فما بين النهر بزرقته يحتضن البيوت وتلك الالفة والرحابة ما يجعل اللوحات تضج بالحياة والحيوية باجواء من سحر روح المكان.

يتبع الفنان التشكيلي سيد هويدي أساليب متعددة في اللوحة الواحدة، فمن التجريد والتصوير والتصميم وبعض الكولاج، يمنح اللوحة ثراء في التكنيك ينم عن تمكن الفنان من أدواته. يهتم الفنان سيد هويدي بالحركة كمرتكز أساسي وتعبيري من خلال تكرار العناصر ويحدث إيقاعا حركيا وتناغما بصريا، مما يثري ويقوي عملية التعبير والتفاعل مع المتلقي. ومن التناغم الخطي والحركي للمساحات، إلى التناغم اللوني، من اختيار بالتة لونية هي من البساطة كالسهل الممتنع في بعض اللوحات لاستخدام الألوان الأساسية غير المختلطة ما يعطي أجواء من الرومانسية الطاغية على أعماله المميزة. وفي بعض اللوحات تتداخل الألوان كالسداة واللحمة في أعمال السجاد مما يضفي طابع الحميمية على العمل الفني. ولكن هناك أيضا جرأة في الأعمال التي بالأبيض والأسود فقط، حيث التضاد اللوني يعد من عناصر قوة التعبير ويوحي في الوقت نفسه بدرامية المشهد. لم يغفل الفنان قوة الرموز الإيحائية والتي تحيلنا إلى بعض من روح الاسطورة تشكيليا وبصريا. بعض اللوحات تقترب من فن البوستر وذلك لاستخدام الفنان عناصر الفن المصري القديم كالأهرامات ورسوم الجداريات في الحضارة المصرية.

يذكر أن الفنان سيد هويدي عمل في مجال النقد للفن التشكيلي ومنذ عشر سنوات تفرّغ للإبداع الفني الدي كان بمثابة انطلاقة لمسيرة على درب الفن الجمالي، فكان معرض "دق الأوتاد" الدي أقيم في قاعة صلاح طاهر بدارالاوبرا، أحدث معارضه وقد سبقه عدة معارض منها:(بكسلة)، و(نداهة اللون الأزرق) و(النهريبوح للبحر وينتظر جوابا) و(التعويذة) و(ذاكرة الماء).