29 - 06 - 2024

عاجل إلى سماحة السيد حسن نصر الله : استراتيجية سارة - بيرنز SARAH - PURNS

عاجل إلى سماحة السيد حسن نصر الله : استراتيجية سارة - بيرنز SARAH - PURNS

سارة أرتزي ( نيتانياهو ) البولندية ( الحيفاوية ) العاشقة المكتظة ؛ عميلة المخابرات العسكرية السابقة في الكيان الصهيوني ( أمان ) ؛ هي زوجة رئيس وزرائه بنيامين نيتانياهو فاقد التركيز الأحمق التي تعد مستشاره الأقرب إليه في شؤون الدولة و العائلة ، و معشوقته االمهووسة الغيورة التي تتمتع برؤية ثاقبة ؛ تعززها ممارسات عريضة في مجال العلاج النفسي . و المنقول عن مقربين إلى بنيامين أنها ابتكرت استراتيجية غير مسبوقة في علوم الإدارة ( والاستراتيجية والحرب ) تسميها " استراتيجية عكس أو قلب الاتجاه " ؛ و مثلما يشي بذلك المدعو م . ز . ؛ نقلا عن ثرثراتها الهوجاء في صالونات تصفيف الشعر في تل أبيب ! و فحوى هذه الاستراتيجية هي السيطرة على جدول أعمال بنيامين اليومي و تعديله ؛ بما يضمن تغيير اتجاهات تحركه بلمسة سحرية واحدة ؛ تحقق أهدافها الحيوية المتعلقة بالأمن القومي للكيان المترهل و العائلة الفاسدة ، و ضمنها عدم تمكينه من مقابلة ابنته الحَريدية ( و تدعى نُوعَا NOYA أي الجذابة ) التي لا يعرف أبناؤها أن جدهم هو الزعيم الموكول من الرب بحماية يسرائيل . و الهدف هو ألا تحرك تلك المقابلات حنينه إلى ذكرياته الحارة مع زوجته الأولى ميريام وايزمان ( ميكي ) ؛ أم نُوعَا التي انفصلت عنه بعد خيانته لها ! 

ما يعنينا في القصة هو استراتيجية سارة ؛ فهي صلب و محطّ اهتمامنا ؛ اتصالا بالأحداث الجارية الآن . و لهذا ؛ دعونا نتخيل أن سارة المولعة بالتغيير ، والمتيمة بمواقعة كل مظاهر الحياة - على الأقل ؛ من باب اكتساب الخبرات العميقة في مجال التخصص - قررت إجراء عملية تحول جنسي ؛ للاستمتاع بذكورتها الدفينة في أعماقها ؛ و من ثم ؛ أصبحت بين عشية و ضحاها رجلا مكتمل الذكورة ، و لديه خبرات مخابراتية ! فما هو الاسم الذي يمكن أن تحمله في صورتها الجديدة ؛ بصرف النظر عن التحولات الجذرية التي سيكون على بنيامين القيام بها ؛ للتأقلم مع الوضع الجديد ؟ أعتقد أن الاسم الأكثر ملاءمة ربما سيكون " ويليام بيرنز " ، و هو ذاته الاسم الذي يحمله مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية الذي يعتبر نفسه خبيرا لا يشق له غبار في شؤون الشرق الأوسط ؛ يتفوق على المقبور هنري كيسينجر ، والأفاك دينيس روس. 

 

و لنواصل السير مع تخيلاتنا ! الآن سنفترض أن السيد ويليام بيرنز " الجديد " المحمل بتجارب 66 عاما ( هي عمر السيدة سارة ) من التكتيكات و المناورات المبنية على استراتيجية " عكس الاتجاه " – كُلّف من جانب رئيسه اليقظ ! بوضع استراتيجية حصيفة لمواجهة المأزق الذي وجدت فيه واشنطن و تل أبيب نفسيهما ؛ بسب أفعال السنوار وألاعيبه التي راقت لسماحة السيد حسن نصر الله ، و جعلته يتجرأ على تسوية درّة مغتصبات الكيان كريات شمونة بالأرض . 

بالطبع ؛ لن يضع بيرنز " الجديد " الاستراتيجية المطلوبة بمفرده ؛ بالنظر إلى علاقته الحميمة ببنيامين المزروعة في  داخله منذ نحو 35 عاما ؛ عندما التقى سارة للمرة الأولى ؛ و تجنبا لحساسية الرجل من تلقي الإملاءات الأمريكية التي اعتاد الانصياع إليها ! سيجلس بيرنز مع بنيامين ، وعصابته العسكرية - الأمنية ، و قادة وحدة التخطيط و العمليات في جيشه المهزوم ؛ كأنه يصوغ معهم الاستراتيجية المستهدفة التي يتعين أن تحقق أهداف الجميع و تسترضيهم ؛ بما يعني استراتيجية ساحقة ماحقة ؛ تقود إلى النصر المبين الكامل ؛ الاصطلاح الذي اخترعه بنيامين ، وسخر منه إيهود باراك رفيق جلسات الاحتفال المدوي مع زجاجات الويسكي الفاخر في مقر الموساد ؛ بمناسبة إطلاق سراح السنوار والفقها المغتال ؛ قبل عدة سنوات . 

و الآن فلنسأل عن جوهر تلك الاستراتيجية ؟ والإجابة بسيطة جدا : يستطيع جيش الكيان أن يقتل و يبيد و يدمر في غزة لمئة عام مقبلة ، و من ثم بمقدوره - حسب الحاجة - أن يخفف الوتيرة ، أو حتى أن يتوقف لبعض الوقت ، و أن " يعكس الاتجاه " ، أو يدير الدفة نحو جنوب لبنان ؛ لإزاحة الحاج حسن و رجاله "رضوان" الله عليهم إلى ما وراء الليطاني ، لتعود عائلات المستوطنين الرائدة في كريات شمونة و إصبع الجليل بكامله إلى مساكنها و مزارعها المنهوبة من الفلسطينيين ؛ على أن تقوم خطة العمليات على اقتحام بري بالمدرعات و المشاة للأرض اللبنانية الواقعة جنوب الليطاني من ثلاثة اتجاهات ؛ بما فيها اتجاه البحر إلى الشمال من مدينة صور ، و ليس بطريقة تصادمية على طول الحدود البرية أثبتت فشلها في 2006 ؛ مع استباق هذا الغزو بضربات جوية مكثفة يمكن أن تستمر لعدة أسابيع ؛ تشمل أهدافا حربية و أمنية في عمق لبنان ؛ وصولا إلى أقصى الشمال . 

و في ما يلي جانب من محضر الجلسة المتخيلة ؛ بعد تنقيته و تنقيحه بمعرفة رجال الموساد الحاذقين :   

... ... ...               

بيرنز : إن هذه الاستراتيجية الفتاكة – يا أصدقائي – ستكون ناجعة تماما في القضاء على هذا الجسم الغريب في الجسد اللبناني المستأنس سنيّا و مارونيّا ، و ستخدم مصالح و أهداف الولايات المتحدة في الإقليم ، و ستساعد الرئيس بايدن على الاستمرار في المنافسة الانتخابية ، و تحافظ على ما تبقي من لُحمة الحزب الديمقراطي ، و ستخفف الضغوط الإقليمية المطالبة بتعامل أكثر حسما معكم . و الأهم أنها ستعيد إلى جيشكم هيبته الضائعة ؛ باعتباره جيشا لا يهزم ، أو بقرة مقدسة لا تحلب و لا تؤكل ( كلمات محذوفة ) . و معها ستنال أجهزتكم الأمنية ثقة الجمهور مجددا ؛ بعد ما حدث في عيد العرش - كأننا موعودون بالهزائم في أعيادنا المباركة ! عبر زيادة عملياتها المعتمدة على المعلومات الدقيقة ؛ لاقتناص قادة تنظيم تاجر الرفات . و هي أيضا ستظهر أعداءكم الفرس في طهران عاجزين عن إنقاذه ، و ليسوا وحدهم بل معهم حلفاؤهم الروس و الصينيين الذين يريدون إرساء نظام دولي جديد ؛ تنزل فيه واشنطن و أداتها المتقدمة - يقصدونكم - من فوق التل .  

و لأن العملية البرية التي ستقومون بها هي ضد حزب الله و زعيمه الذي يصفف ذقنه التي شابت بالمشط ؛ قبل أن يظهر لمتابعيه خطيبا متحمسا ؛ فإنها ستحظى بمشاهدة ممتعة من الجمهور ؛ ليس فقط الجمهور العربي الميت على غرار البحر القريب من جلستنا هذي ؛ لكن أيضا في أوربا و أميركا التي بدأنا نفقد السيطرة على عقول الناس فيهما ؛ حتى إن المخبول آرون بوشنل أحرق نفسه مطالبا بالحرية لغزة أمام سفارتكم في واشنطن ! و نحن واثقون بأنها ستكون مشاهدة متحمسة للخلاص من هذا التنظيم الشيعي المزعج - مثلما أشعنا في الأوساط الجماهيرية لجيرانكم - الذي يعمل لصالح إيران المجرمة التي تسب الصحابة و السيدة عائشة ، و التي تهدد دول الخليج العربية و شعوبها المسالمة التي نحميها بقواعدنا المنتشرة هنا و هناك ، و نتلقى نظير وجودها مبالغ طائلة ؛ تساعد اقتصاداتنا المتعثرة في عموم العالم الغربي . و المهم - يا بنيامين - أن تكون العملية نظيفة لا تتعرض للمدنيين في لبنان ... تفهمونني يا رجال ! لئلا تفسد الاستراتيجية . تذكروا أنكم ستعملون في جنوب لبنان و ليس في غزة المستباحة ... إلا إذا صمد تاجر الرفات هذا ، و استعصى ؛ ساعتها عليكم أن تبدأوا بالمارون ثم السنّة و هكذا ، و أن تترفقوا بعض الشيء بالدروز ! و سنترك لكم حرية القرار في ما يتعلق بالبنية التحتية ؛ طبقا للاحتياجات العملياتية ، و لزوم عمليات إعادة الإعمار التي ستلى الحرب الميمونة على هذا الحزب العنيد . هذه القيود لا ينبغي أن تزعجكم ! نحن مضطرون لوضعها ؛ كونها ضرورية لجعل هذا الرجل المسكون بالشهادة في سبيل الله - مثلما يقول دائما - يفكر ألف مرة قبل أن ينفذ تهديداته المجنونة باستخدام ترسانة صواريخه الدقيقة ؛ لإعادة أرض الميعاد إلى العصر الحجري من حيفا إلى إيلات .  

إنها استراتيجية بتارة تستهدف تصحيح و ترميم الخسائر التي أبتلينا بها في غزة جراء تهوركم ! و من ناحية أخرى ؛ تدفعنا قدما على طريق تحقيق النبوءة الصهيونية الإنجيلية السعيدة . لكن انتبه - يا عزيزي - فهذا جانب واحد من الاستراتيجية ( يفغر بنيامين فاهُ متعجبا ؛ ثمّ يعلق متسائلا : أهناك جانب آخر بعد كل هذا يا سارة ! عفوا ... يا صديقي بيرنز ! ) . 

بيرنز : نعم ... و هو الجانب الأهم و الأكثر إرهاقا ، و كله تقريبا يقع على عاتقكم وحدكم ؛ فهو يتعلق بالسيطرة و التحكم و تهدئة خواطر حلفائك في الائتلاف ، و القادة الذين لا يكفون عن الاحتجاج و التحذير و التهديد ... لقد صدّعوا رءوسنا ( فقرة مشطوبة من ثلاثة أسطر ) ... باختصار و وضوح ؛ سنحتاج إلى توقف مؤقت أو تخفيف وتيرة في غزة ، و إلى تهدئة قدر الإمكان في الضفة الغربية و أورشليم - القدس ؛ خاصة في المرحلة الأولى التي نتصور أنها ستكون خلال شهر رمضان الذي يعظمونه ، و هي ستشمل إجراءات كثيرة معقدة - ستغضبك بالتأكيد - منها إنزال فتات من الطعام و اللوازم الطبية و غيرها فوق رءوس من بقي من سكان غزة المفتونين بأفكار حماس ؛ على طول الشاطئ ؛ بحيث تحمل الأمواج الكثير منها إلى عمق البحر ؛ لتعتاش عليه الأسماك المسكينة التي سنتاول منها عشاءنا الشهي بعد هذه الجلسة ؛ في أفخم مطاعم حيفا ( يضحك و يزبد و يقهقه بنيامين ) . 

اطمئن يا بِنْ !! سيكون كل شيء تحت إشرافك و تحكمك في الجانب العملياتي : حجم ما يتم إنزاله و التوقيت و المكان و المدة ؛ إلى آخره . لكنْ ؛ مرة أخرى ؛ انتبه جيدا ! يجب أن أخبرك بأن المصريين بالذات لديهم خطوط حمراء . أنا فهمت منهم ذلك ! هم لا يوافقون نهائيا - و قبل كل شيء - على أي عمليات عسكرية في رفح ، و يهددون تهديدات جادة تثير مخاوفنا ، و قد وافقوا على الانضمام إلى عمليات الإنزال بصعوبة شديدة ، و هم يرونها غير كافية على الإطلاق و محدودة الأثر و مكلفة ، و مع ذلك اعتبروها أفضل من لا شيء ؛ من حيث ستسهم في إنقاذ أرواح أشقائهم ؛ كما يقولون . لقد أرهقونا في مجادلات حامية ، و قبلوا على مضض ، و على أساس أن تكون عملية الإنزال مقدمة لإنهاء معاناة سكان غزة ، بل طلبوا تعهدات بألا تكون المعسكرات التي يبنونها في غزة لإيواء هؤلاء ليست حلا نهائيا ، و لا تصادر أو تعطل عمليات الإعمار المطلوبة سريعا ، و الأهم ألا تفسح لكم مجالا لعمليات عسكرية في رفح . هذه هي نقطة الضعف الوحيدة في الاستراتيجية التي نضعها سويا !! و أعرف أنها حاسمة في مجمل استراتيجيتنا و أهدافنا النهائية . و بالنسبة لهذا الصعلوك الذي يزعج الرئيس ؛ عليك بتجريده من صلاحياته الأمنية في القدس ، و بأسرع وقت ، و أن تعده بتحقيق الكثير من أحلامه المشروعة مقابل التزامه الصمت ، و بدون أن تكشف له عن استراتيجيتنا ؛ فهو ثرثار أحمق و متهور ؛ على شاكلة الأوكراني التافه المسمى سموتريتش .  

( تتوقف الجلسة لدقائق قليلة ؛ حيث تقتحم القاعة التي تعقد فيها مجموعةٌ من فتيات الموساد العاملات في قسم الخدمات الخاصة ؛ ليضعن أمام المجتمعين بعض المخبوزات و الحلوى الفلسطينية ! و المشروبات المثلجة و الساخنة ... تعتري بيرنز الدهشة ؛ ليعالجه دادي برنياع رئيس الجهاز بالقول : هذه تالما ( أي التل ) ... أنت محق تماما يا سيدي ! هي تبدو نسخة طبق الأصل من الوالدة الفاضلة المناضلة ليفني ؛ لكنها تفوقها براعة و تميزا ... يُهمْهِم بيرنز معلقا ؛ و قد تفحصها بخبرة الأكاديمي المرموق : سنتحقق من هذا الأمر بعد عشائنا المرتقب ، و سهرتنا الحافلة في حيفا ؛ صائحا : بوم بوم POMPOM !! ) ؛ ثم عائدا إلى وقاره : هذا الجانب - أيها الرفاق الأعزاء - سيسهم في تهدئة خواطر الأغنام الشاردة في العالم العربي ، و يمكّنكم من أن تستثمروا هذه العمليات في التحضير للعملية النهائية الرامية إلى القضاء على بقية كتائب السنوار المختبئة في رفح ؛ كونها ستعمل على تفريغ القسم الجنوبي من غزة التي وقفت عقبة أمامنا على مر التاريخ ... أنت تعرف - يا صديقي - حكاية سامسون مع الفاجرة الغزاوية دليله ( أي المرشدة ؛ بمعنى العميلة ) ... المؤكد أن الوالد المعلم قصّها عليك بالتفصيل ( يتأفف بنيامين ) . و إضافة إلى كل ما تقدم ؛ سنقوم من جانبنا بدفع حلفائنا في الغرب لمساندة مجمل هذه الاستراتيجية بطريقتنا ؛ فلا تقلق ( يتساءل بنيامين ؛ كأنه وجد التائهة : لقد نسيتم شيئا مهمّا يمكنه أن يعرقل "عكس الاتجاه" ، و هو أهالي المخطوفين الذين يقضّون مضاجعي ، و يمارسون عليّ ضغوطا هائلة ) . 

بيرنز : أبدا أبدا ... يمكنك أن تستمر في التخلص منهم بالتدريج خلال العمليات الهادئة في غزة ؛ حتى ترتاح و نرتاح نحن أيضا . و يمكننا أن نبلور لك صفقة لتحريرهم ؛ بشرط أن تكون كاسرة لشوكة حماس و السنوار . و هكذا نكون حققنا جميع أهدافنا : نحن و أنتم و حلفاؤنا ؛ باستراتيجية بارعة حازمة ، و نكون أيضا قد وجدنا حلا لمعضلتك التي أثرت بعض الشيء على علاقتك التاريخية الوطيدة بالرئيس . سيكون لديك متسع كبير جدا للاستمرار في الحرب ؛ لكن على أساس " تغيير الاتجاه " . ستذهب إلى لبنان ؛ ثم تعود بعدها مجددا إلى غزة ... نحن لم نقدمها بعد للبحر ؛ ليبتلعها بالكامل و نستريح ! اسمع مني يا بيبي ! التباطؤ في غزة أفضل كثيرا من كل الزوايا ؛ فمعه يستمر الائتلاف الذي تحكم به ، و تستمر أنت و حزبك ، و تهرب مؤقتا من ملفاتك المشينة ، و يستمر الرئيس ، و حزبنا الديمقراطي الذي يهترئ ، و نبدو جميعا أمام العالم أخلاقيين ! استراتيجيتنا في هذا الجانب متعددة الروافد : البعض يسكنون الخيام ، و البعض يرجعون إلى الشمال أو الوسط ، و هكذا تكون رفح جاهزة للعمل الذي تريده بعد أن نحتفل بالقضاء على تاجر الرفات . لكن ؛ أرجو أن تعدني - حسب توصية الرئيس - بأن تبلي بلاء حسنا في جنوب لبنان ، و لا تعقد موقفنا أكثر ؛ علما بأن كل ما تريده للتحضير لهذه العملية من أموال و أسلحة و ذخائر و غيرها ستضعه على ورقة صغيرة ؛ سأسلمها أنا للرئيس . هذه هي تعليماته . 

و بالمناسبة ! حتى صديقك الذي يضحكك كثيرا سيساهم قريبا بإمدادات عن طريق البحر . آمل ألا تعاكسه مثلما فعلت مع السفينة مرمرة ؛ فالسخط الشعبي عنده بلغ الذروة . و سأخبرك بما يخطط له جيك سوليفان ...إنه ينصح الرئيس بأن ننضم نحن أيضا إلى عمليات الإنزال مع البهلوان الفرنسي و آخرين . منذ الآن فصاعدا ؛ من الضروري أن نحول الأنظار قدر ما نستطيع عن غزة . و لا يتعين علينا أن نتحمل المزيد من التكاليف  و الخسائر ؛ و خصوصا ضغوط لاهاي الكارثية ( يتدخل بنيامين ؛ و قد عادت الحياة إلى ناظريه ) و أنا أعدك من جانبي بفتح معبر كارني شرق غزة لمساعدات شكلية . 

بيرنز : رائع !! أيها العجوز المستأسد ... لقد بدأت إبداعاتك تطفح مثل مصارف غزة ... بدأت تتفاعل إيجابيا مع الخطة . هل أفهم من ذلك أنك موافق عليها ؟ بكل تأكيد عزيزتي الأثيرة سارة ... ( يتنحنح بيرنز ... و يعتذر منه بنيامين ، و يتدخل جالانت للمرة الأولى ) : عندما يتم إنزال هذه المساعدات يمكننا بكل أريحية إطلاق النار على الجياع الذين يتقدمون للحصول عليها ؛ بل يمكننا قصفها هي ذاتها بالدانات الثقيلة من الدبابات و المدافع ، و أن نغسل يدينا من هذا العمل باتهام جرذان حماس الذين يخرجون إلينا من تحت الأرض ... إنهم يذكرونني بفترة خدمتي في المنطقة الوسطى ؛ وقت أن كنّا نحفر في القدس لتسيير القطار الخفيف ؛ حيث طلب الجنرال بوجي يعَلون إلحاقي بقيادة المنطقة ؛ للتعامل مع الجرذان التي أفسدت عملنا ( ينظر إليه بنيامين بإعجاب ! و يعلق بيرنز ) : و حينها سنصدر بيان استياء و قلق بشأن التأثير المحتمل على انهيار صفقة إخراج المخطوفين من غزة . و لا تنسى أن عمليات الإنزال هذه تتسق مع خططكم العامة لإبادة سكان غزة ، و تخفف عنّا تبعات إغلاق معبر رفح التي نلقي بها معا على أكتاف المصريين زورا ، و تسهل عليكم تنفيذ خطط اليوم التالي المتعلقة بتسليم غزة للمخاتير المدجنة . 

... ... ...

سماحة السيد ؛ استعد وتأهب ... دماء أطفال غزة و نسائها الماجدات تستصرخك ، و الكثيرون قادمون تباعا من وراء المقاومين الشجعان ... فالدائرة تتسع ، و على الباغي تدور الدوائر . و إنا لمنتصرون !
-------------------------------
بقلم– عبد المجيد إبراهيم  
[email protected]  

مقالات اخرى للكاتب

في مناسبة عيد الإعلاميين ( 5 ) :





اعلان