26 - 06 - 2024

الوضع الغذائي في غزة والسودان وسوريا واليمن يثير قلقاً شديداً والجوع عربياً في أعلى مستوياته

الوضع الغذائي في غزة والسودان وسوريا واليمن يثير قلقاً شديداً والجوع عربياً في أعلى مستوياته

قال شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، إن الوضع في غزة إلى جانب الأزمات التي طال أمدها في السودان وسوريا واليمن يثير "قلقاً شديداً".

جاء ذلك في في كلمة ألقاها خلال الاجتماع الوزاري للدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا.

وضم المؤتمر الذي استضافته العاصمة الأردنية عمان وعُقد على خلفية ارتفاع مقلق في تقديرات الجوع وسوء التغذية، مسؤولين حكوميين وأكاديميين وممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني من المنطقة.

59.8 مليون شخص يعانون من سوء التغذية

وذكر تقرير أصدرته منظمة الأغذية والزراعة، مؤخراً: ووصلت معدلات الجوع في الدول العربية في عام 2022 إلى أعلى مستوياتها منذ بداية الألفية، إذ بلغ عدد الأشخاص الذين عانوا من نقص التغذية في المنطقة في ذلك العام 59.8 مليون شخص، وهو أعلى بنسبة 75.9% عن الرقم المسجل عام 2000، كما يمثل هذا الرقم ما نسبته 12.9% من إجمالي سكان المنطقة، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 9.2%.

وقالت (الفاو): منذ ذلك الحين، تفاقم الوضع في غزة ليصل إلى مرحلة حرجة، حيث يعاني السكان هناك من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الناجم عن النزاع وارتفاع خطر المجاعة.

إعادة تنشيط إنتاج الأغذية القابلة للتلف

أكد "شو" خلال كلمته أمام المؤتمر، على الدور الحاسم الذي تلعبه منظمة الأغذية والزراعة في غزة، لاسيما فيما يتعلق بتقديم الإغاثة الطارئة والمشاركة في جهود إعادة الإعمار، وتشكل المنظمة جزءاً من النداء العاجل المشترك للأمم المتحدة، وتنسق جهودها بشكل وثيق مع أسرة الأمم المتحدة الأوسع وشركائها للاستجابة بشكل مناسب وفعال بما يتماشى مع المسؤوليات المنوطة بها.

وقال شو دونيو، إن المنظمة أطلقت كذلك دعوة لجمع 20 مليون دولار أمريكي في إطار النداء العاجل المشترك بين وكالات الأمم المتحدة في نوفمبر 2023، وتخطط لإعادة تنشيط إنتاج الأغذية القابلة للتلف ذات القيمة الغذائية العالية والتي لا يمكن استيرادها كمساعدات غذائية، بما في ذلك الحليب الطازج واللحوم والخضروات.

أزمات متداخلة

وتسببت الأزمة في غزة إلى تصعيد التحديات العديدة التي تواجه المنطقة منذ فترة طويلة، بما في ذلك الآثار السلبية لأزمة المناخ، وانخفاض نصيب الفرد من المياه العذبة، وارتفاع عدد السكان والتوسع الحضري، فضلاً عن الاعتماد الكبير على الورادات الغذئية.

وتفاقمت هذه الصعوبات نتيجة الأزمات المتداخلة مثل جائحة كوفيد-19، وآثار النزاع والحروب المستمرة في أجزاء أخرى من العالم، إلى جانب التحديات الاقتصادية والمالية المتزايدة، ولاسيما الزيادة في أسعار المواد الغذائية.

وقال شو دونيو، إن كل هذه التحديات تؤثر على نظم الأغذية الزراعية العالمية، مما يؤكد الحاجة إلى إحداث تحول عاجل في تلك النظم لتصبح أكثر كفاءة وشمولاً واستدامة وقدرة على الصمود، "لهذا السبب، فإن موضوع هذا المؤتمر الإقليمي هو "تسريع" هذا التحول ولا يمكن أن يكون أكثر أهمية ومناسباً من الآن".

اتجاه مثير للقلق

وأضاف، إننا في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا على وجه الخصوص، "نشهد اتجاهاً مثيراً للقلق يتمثل في زيادة مستمرة في معدلات الجوع وسوء التغذية في السنوات الماضية".

ومع معاناة ما يقرب من 60% من سكان المنطقة من الجوع، وعدم قدرة أكثر من نصفهم على تحمل تكاليف اتباع أنماط غذائية صحية، أصبح هناك اعتماد قوي على الواردات الغذئية، مما يؤدي إلى تآكل سريع في التربة واستنفاد للموارد الزراعية.

وأكد أنه لهذا السبب "لا يمكننا إضاعة المزيد من الوقت في السيطرة على الأضرار الناجمة فنحن بحاجة ماسة إلى حماية نظم الأغذية الزراعية للأجيال الحالية والمستقبلية، وللقيام بذلك يجب أن يكون لدينا رؤية مشتركة، ونظرة استشرافية، ومسؤوليات محددة، واستراتيجية تنفيذ، واستراتيجية مشتركة، وطريق واضح يقودنا إلى ترك تأثيرات ونتائج ملموسة على المدى القصير والمتوسط والطويل".

وفي افتتاح الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر الذي ترأسه وزير الزراعة الأردني خالد موسى الحنيفات، ألقى الدكتور بشر الخصاونة، رئيس الوزراء الأردني، كلمة أعرب خلالها عن قلقه بشأن الوضع في غزة، معرباً عن شكره للمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة على حضوره، مؤكداً أن المملكة الأردنية الهاشمية تعمل بجد لتحويل نظمها الغذائية عبر سلسلة القيمة لتعزيز الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية.

أولويات المؤتمر

تمتلك منظمة الأغذية والزراعة مجموعة من الأدوات المهمة المصممة لدعم تحويل نظم الأغذية الزراعية في المنطقة والمساعدة في تحقيق خطة وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030. ومن بين هذه الأدوات الإطار الاستراتيجي للمنظمة 2022-2031، ومبادرات رئيسية مثل "يداً بيد" و"بلد واحد منتج واحد ذو أولوية"، بالإضافة إلى التركيز القوي على العلوم والابتكار والتكنولوجيا.

وقال المدير العام للمنظمة، أنه رغم ذلك فإن "علينا معاً أن نفعل المزيد وبشكل أفضل".

وسلط المدير العام الضوء على بعض المجالات الرئيسية التي يرى أنها تتطلب مزيداً من التركيز والاهتمام، ومن بينها تحسين استخدام العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وزيادة التجارة خاصة بين دول المنطقة، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية والوطنية، من القطاعين العام والخاص، وبذل المزيد من الجهود من خلال جهود مثل "مبادرات ندرة المياه" للتعامل مع الآثار السلبية لأزمة المناخ.

ومن المقرر أن يناقش المؤتمر أربع أولويات رئيسية للمنظمة تهدف إلى تنظيم دعمها وتحسين تأثيرها في بلدان منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا على مدى العامين المقبلين.

وهذه الأولويات هي: أولاً: إحداث التحول الريفي وإنشاء سلاسل القيمة الشاملة التي تعالج تحديات مثل ارتفاع معدلات البطالة في المناطق الريفية، وهجرة الشباب إلى المدن، والفقر في المناطق الريفية واتساع الفجوة بين الريف والحضر.

ثانياً: تحقيق الأمن الغذائي وتوفير الأنماط الغذائية الصحية للجميع، والذي يتضمن تقديم المنظمة دعمها للأعضاء من أجل الاستجابة بشكل أفضل للتحديات التي تفرضها الفجوة المتزايدة بين العرض والطلب على الأغذية بسبب النمو السكاني وارتفاع الدخل، في مواجهة الموارد الطبيعية المحدودة (المياه والأراضي)، ومشكلة سوء التغذية المتنامية، وسوء سلامة الأغذية وجودتها.

ثالثاً: تخضير الزراعة: معالجة ندرة المياه والعمل المناخي.

رابعاً: بناء القدرة على الصمود في مواجهة الصدمات المتعددة، وهو ما يتضمن دعم المنظمة للأعضاء في التصدي للتحديات الناشئة عن النزاعات الممتدة والصدمات والأزمات المتعددة التي تواجهها نظم الأغذية الزراعية.






اعلان