18 - 07 - 2024

هآرتس تكشف تحقيقات الشاباك حول انقلاب حماس على السلطة بالضفة

هآرتس تكشف تحقيقات الشاباك حول انقلاب حماس على السلطة بالضفة

كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن محاضر تحقيقات الشاباك، جهاز الأمن العام الاسرائيلي، مع "رياض ناصر" من كبار قادة حماس، والمتهم الرئيسي بالتخطيط لانقلاب على السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية بالتعاون مع "صالح العاروري" القيادي بحماس والمقيم بتركيا.

وقالت الصحيفة أن ناصر خضع للتحقيقات لمدة51 يوم متواصلة في غرفة تحقيقات الشاباك بـ"المسكوبية" في القدس، حيث خضع لتحقيق مكثف من دون نوم تقريبا، على ايدي عشرات المحققين ومن دون ان يلتقي محاميه، وأن التحقيقات وثقت عبر مئات الصفحات، وهي كمية غير عادية لم تُر من فترة طويلة في المحكمة العسكرية في عوفر.

 وكشف ناصر بالتفصيل عن وضع حماس في الضفة الغربية، وذكر أسماء نشطاء، ووضع المنظمة السياسي، وعلاقتها بالخارج، وتجهيزاتها للمستقبل، وانتهى التحقيق ينما كنت عملية "الجرف الصامد" مستمرة، وعندها سارع "الشاباك" الى اعلان أنه أُحبطت بنية تحتية أرادت "أن تنفذ انقلابا على السلطة الفلسطينية وأن تسيطر على منطقة الضفة الغربية".

وقالت الصحيفة ان عملية الشاباك مع ناصر بدأت قبل عملية اختطاف الفتية الثلاثة الاسرائيليين، بثلاثة اسابيع، وقبل عملية الجرف الصامد بكثير، إلا أنه بالنظر الى مواد التحقيق يثور سؤال حول "هل خططت حماس حقا لانقلاب حقيقي في الضفة الغربية؟".

 يقول "الشباك" إن ناصر ترأس بنية حماس التحتية في الضفة، وكان قد اعتقل وسُرح عدة مرات،  وفي ديسمبر2013 احتجز ناصر احتجازا اداريا مرة اخرى، وفي 27 مايو 2014 بعد الظهر نُقل الى المسكوبية عقب معلومة جديدة جاءت عنه، واعترف في التحقيق أنه عضو في حماس "لاسباب دينية"، وأنكر في الايام الاولى من التحقيقات اي صلة بنشاط عسكري محظور.

 في 10يونيو قال المحقق لناصر إن "الشرق الاوسط في وضع غير مستقر وإن كل عملية أو مناوشات في "جبل الهيكل"، يقصد باحة المسجد الأقصى،  قد تشعل نارا في المنطقة"، وأجاب ناصر أن "حاخاما يهوديا قال إن سبب المشكلات بين اليهود والمسلمين في الاقصى هو الشباك"، واضاف حول مستقبل الصراع إن "الحل هو هدنة لثلاثين سنة، لكن ذلك لا يتم لأن اسرائيل غير معنية به"، فرد المحقق أن اسرائيل معنية لكن الفلسطينيين يرفضون.

 وسأله المحقق "هل يجوز بحسب الشريعة الاسلامية قتل مدنيين أبرياء؟"، فقال ناصر إن "الآراء مختلفة، فهناك من يقولون إنه لا أحد بريء، وإن الاولاد سيصبحون جنودا آخر الامر، وأرى أنه لا يجوز قتل أبرياء، وأن التنظيم العسكري يفترض أن يكون لمواجهة الجيش لا المدنيين، ولم يحدث خلال السنوات الاخيرة عمليات على مدنيين، وإن حدثت فانها معدودة ينفذها اشخاص أفراد".

 وقالت الصحيفة انه في أحد التحقيقات التي لم تذكر تاريخها شرح ناصر باسهاب مخططات حماس في الضفة، موضحا أنه تلقى التوجيهات من "صلاح العاروري" قائد حماس الكبير، والذي سرحته اسرائيل من الاعتقال الاداري عام 2010 بموافقة الشاباك نفسه، شريطة سفره للاردن، ثم رحل منها الى تركيا حيث عمل على إحياء المنظمة بتركيا، وقال ناصر انه التقى العاروري على جسر اللنبي حيث تلقى هناك الاوامر من العاروري بالاستعداد لساعة الصفر، حيث قال له العاروري أن نهاية حكم السلطة بالضفة وشيكة، وسينشأ بعد ذلك فراغ، وحماس معنية بالدخول اليه بغية تولي الحكم،           فعلى حماس أن تكون مستعدة على كافة الصُعد للتمكن من ضبط الحكم، وقال ناصر حول الرؤية بعيدة المدى هي ان تحل حماس محل السلطة بالضفة، لتستكمل حماس سلطتها على ارض فلسطين.

 وحول هذه الاعترافات علق المحقق في المحضر قائلا على لسان ناصر أن الحديث يدور عن "نوع انقلاب يشبه ما حدث قبل ذلك في غزة".

وقالت الصحيفة انه بعد ذلك جاءت التفصيلات بتوسع حول مراحل الخطة، حيث كشف ناصر أن مخطط السيطرة على السلطة في الضفة مؤجل في انتظار انهيار السلطة ومن ثم العمل، وكان يفترض أن يتم الانقلاب المذكور على مراحل، من خلال اشعال انتفاضة ثالثة، ستؤدي الى موجة أحداث عنف، تشترك فيها خلايا من حماس، لتنفذ عمليات اطلاق نار، وهو السيناريو الذي سيساعد على انهيار السلطة بالضفة، ومن ثم تسيطر خلايا العاروري على الضفة.

 وقال ناصر في 9يونيو أن "احاديثي مع صلاح العاروري دارت حول فكرة تقوية حماس، بحيث تكون الحركة التي تحل محل السلطة الفلسطينية، عندما تنهار السلطة، وكان التقدير أن المسألة مسألة وقت وأن السلطة ستنهار إن عاجلا أم آجلا، وتناولت احاديثنا تهيئة وسائل قتال في المناطق المختلفة بالضفة، وعن تحويل ارقام ضحمة من الاموال للتمكين من السيطرة على اراضي الضفة"، وذكر صلاح خلال اعترافات ذات اليوم مواقع على الارض يستطيع النشطاء الحصول على المال منها، موضحا أن "تلك الخطوة ترمي الى تثبيت الحكم لا الى أن تكون اعدادا لنشاط عسكري".

 وفي 7يونيو قال ناصر في التحقيقات إن "العاروري أمر بانشاء خلايا عسكرية مستقلة لا تعرف احداها الاخرى، وتتصل اتصالا مباشرا بالخارج، وتحصل على الأوامر من الخارج مباشرة، ويكون هدف الخلايا الهجوم على اهداف اسرائيلية في المستقبل، في حال فشل المحادثات بين السلطة واسرائيل، أوحينما تنهار السلطة، ففي هذه الحال ستسيطر  حماس كليا على السلطة وعلى الضفة الغربية كلها".

وكشفت التحقيقات مع ناصر عن أن غالبية اتصالاته بالعروري تمت من مراسلات مكتوبة نقلها الى الاردن "مجدي مفارجة"، وأن الأموال وصلت لحماس بالضفة عبر الاردن بواسطة "عودة زهران"، وهو فلسطيني انتقل الى الاردن،  وقالت الصحيفة أن الشاباك حقق مع 46 شخصا بشبهة حول هذه الاشطة، وكشفت تورط 10 منهم في مسائل السلاح، أما الباقون فاشتغلوا بنشاط سياسي، خاصة خلايا طلاب جامعات الضفة،، والمشاركون الرؤساء هم "صلاح بركات"، و"محمود أبو داود"، و"محمد شريتح"، و"محمد عداوين"، و"محمد كفاية" و"يحيى عطا"، وقُدمت في جميع المشاركين لوائح اتهام سيجري استيضاحها في المحكمة العسكرية في عوفر.

##