20 - 10 - 2024

سفير الصين بالقاهرة يبرز أهمية الدورتين التشريعية والاستشارية السنويتين لعام 2024 في بكين

سفير الصين بالقاهرة  يبرز أهمية الدورتين التشريعية والاستشارية السنويتين لعام 2024 في بكين

في إحاطة إعلامية مميزة، ألقى السفير الصيني بالقاهرة، لياو ليتشيانج، الضوء على أهمية الدورتين السنويتين التشريعية والاستشارية السياسية السنويتين القادمتين لعام 2024 في بكين، حيث تجمعت أنظار العالم لفهم سياسة الصين ومفهوم الديمقراطية الشعبية. 

وقد أشاد السفير خلال كلمته في المؤتمر الصحفي الذي عقدته السفارة الصينية بالقاهرة، اليوم الأحد، بتغطية الصحافة الإيجابية لهذه الدورتين، معربا عن شكره الجزيل.

وأوضح السفير أن الدورتين تعتبر نافذة مهمة لفهم الديمقراطية بالنمط الصيني، حيث تتيح للشعب المشاركة الفعالة في صنع القرار وتحديد مسار التنمية.

وأشار السفير الصيني إلي أن الرئيس شي جين بينغ أكد على أن الديمقراطية الشعبية كاملة العملية هي سمة أساسية للسياسة الصينية، وأن الدورتين تشهد تطورا مستمرا وابتكارا في هذا المجال.

وعلاوة على ذلك، أشار السفير إلى أن الدورتين تعتبر نافذة أيضا لمراقبة التنمية في الصين، حيث تبني الصين استراتيجية التنمية عالية الجودة وتسعى لتقديم فرص نمو جديدة للعالم.

وأكد السفير الصيني على دور الصين كمحرك رئيسي لنمو الاقتصاد العالمي، مؤكدا على استمرارها في تعزيز الانفتاح والتعاون الدولي لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.

وحول الفرص في مجال الابتكار، قال السفير في تقرير الحكومة لعام 2024، إنه تم تحديد "بناء المنظومة الصناعية الحديثة وتسريع الوتيرة لتنمية القوة الإنتاجية النوعية" كمهمة أساسية. يهدف هذا إلى تعزيز القوة الإنتاجية المعتمدة على الابتكار العلمي، مما يلبي متطلبات التنمية عالية الجودة.

وأشار إلي أنه في السنوات الأخيرة، قادت الصين جهوداً ملموسة في مجال الابتكار العلمي، مما أدى إلى تحقيق إنجازات تاريخية، مثل الرحلات الفضائية المأهولة والتكنولوجيا الكمية والتقنيات الكهرونووية.

وأضاف أن  هذه الإنجازات جعلت الصين تصبح دولة مبتكرة بارزة، حيث تمتلك اليوم البنية التحتية الأساسية لتطوير القوة الإنتاجية الجديدة.

وفي هذا السياق، شهدت الصين زيادة استثماراتها في مجال البحث والتطوير والتكنولوجيا العالية، وتصدرت العالم في عدد طلبات براءات الاختراع وعدد شركات التكنولوجيا العالية، كما قامت بترقية صناعاتها وتوجهت نحو الطرف المتوسط والمرتفع في سلسلة القيمة.

وقال: من الملاحظ أن الصين أصبحت أكبر سوق للروبوتات في العالم، وتقود تقنيات الجيل الخامس وصناعة التصنيع. تلك الإنجازات ليست فقط محلية، بل تساهم الصين في تعزيز حياة الناس في العالم عبر توفير فرص اقتصادية وتقنيات متطورة.

وفيما يخص الفرص الخضراء، قال إنه من خلال التحول الأخضر، تعمل الصين على تعزيز نموذج التنمية المستدامة،  وتهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني، مما يسهم في تنمية مستدامة للبيئة وتوفير فرص للتنمية العالمية المنخفضة الكربون.

وأوضح أن صادرات الصين من المنتجات الصديقة للبيئة، تتجاوز 51.2 مليار دولار أمريكي في عام 2022، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية. ومن المتوقع أن تتسع حصة الصين في الأسواق العالمية للطاقة الشمسية إلى 95٪ بحلول عام 2025. وتشهد الصادرات نموًا ملحوظًا في "الثلاث الجديدة"، وهي السيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والمنتجات الكهروضوئية.

وبينما تعمل الصين على زيادة صادراتها، تزيد جهودها في زيادة الاستثمار المباشر في الطاقة المتجددة في الخارج، مما يساعد في تحقيق التحول الأخضر في تلك البلدان. وتحققت الصين إنجازًا تاريخيًا بتجاوز قدرتها على الطاقة الحرارية لأول مرة، وتشكل الصين أكثر من نصف قدرة الطاقة المتجددة المثبتة في العالم.

وأكد  السفير الصيني على أن التعاون مع الصين يعتبر فرصة حقيقية للعالم، حيث تواصل الصين تعزيز انفتاحها على الخارج، وتبني شراكات مع أكثر من 140 دولة ومنطقة. وقد تم تخفيض التعريفات الجمركية وتبسيط إجراءات الاستثمار، مما يجعل الصين شريكًا تجاريًا رئيسيًا في الساحة الدولية.

وأشار إلي أنه في العام الماضي، ازداد التعاون بين الصين ومصر، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم لتنفيذ مشاريع تنموية، إضافة إلى إصدار سندات "الباندا" ومنح قروض من البنك التنموي الصيني. التعاون الصيني المصري يمثل نموذجًا للشراكة الفاعلة بين البلدين في مجالات متعددة، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي.

وقال لياو ، إن  الصين تحتفل هذا العام بالذكرى الـ75 لتأسيسها، وفي نفس الوقت، تحتفل بالذكرى العاشرة لإقامة شراكتها الاستراتيجية الشاملة مع مصر. تعهدت الصين بمواصلة الجهود لتعزيز التحسين النوعي والنمو الكمي المستدام للاقتصاد، وتعزيز الانتعاش الاقتصادي وتقاسم الفرص مع مصر وبقية العالم، مما يساهم في تعزيز النمو العالمي.

وأضاف أن الدورتان تمثل فرصة هامة لتوضيح سياسات وإنجازات الدبلوماسية الصينية، حيث قام وزير الخارجية وانغ يي بتبادل الآراء مع وسائل الإعلام المحلية والدولية، وقد أكد وانغ يي على التزام الصين ببناء مستقبل مشترك للبشرية، ودعمها للسلام والاستقرار العالميين، مما يؤكد دور الصين كقوة دبلوماسية كبيرة.

وأشار إلي أن الصين  تؤكد دائمًا على الثقة بنفسها واعتمادها على الذات، وتلتزم بدورها كدولة كبيرة مسؤولة. تتبنى الصين سياسة خارجية سلمية مستقلة، وتحمي سيادتها والكرامة الوطنية بحزم، وتعزز التنمية بقوتها الداخلية، وتسعى إلى تحقيق تقدم الشعب الصيني، ومن خلال تبنيها للحكمة الشرقية، تقدم الصين مساهمات مهمة لتطوير البشرية، وتعمل على بناء مجتمع مشترك مستقبلي للبشرية.

وتابع: تعمل الصين بشكل فعال مع جميع الدول والمنظمات الدولية لبناء مجتمع مشترك للبشرية. من خلال مبادراتها العالمية، حيث ساهمت الصين في دعم التنمية والأمن وتعزيز التفاهم بين الشعوب. تعد الصين شريكًا موثوقًا ومسؤولًا في بناء مستقبل أفضل للبشرية.

وتابع السفير الصيني قائلا: تعكس التزامات الدائمة للصين بالانفتاح والتسامح رغبتها الثابتة في توسيع دائرة شراكاتها العالمية وتعزيز التعاون الدولي. تسعى الصين إلى بناء نموذج جديد للعلاقات الدولية تستند إلى التعاون والتنسيق بين الدول الكبرى. وفي هذا السياق، تلتزم الصين وروسيا بتعزيز التعاون الاستراتيجي الشامل، مع التركيز على حسن الجوار المستدام وتجنب الصدامات وعدم استهداف أي طرف ثالث. كما تعمل الصين بجدية على تعزيز الحوار والتواصل مع الولايات المتحدة، وتشجيع التفاهم بين البلدين عبر التواصل الدبلوماسي والشخصي.

وفيما يتعلق بالشراكة الأوروبية، قال تدعو الصين إلى جهود مشتركة لتعزيز التعددية وتعزيز الانفتاح والتنمية، وتعزيز الحوار بين الثقافات،وتؤكد الصين على أهمية فهم الأخلاق والمصالح المشتركة، وتعزيز التعاون والتضامن مع الدول النامية الكبيرة.

وأوضح بأن الصين تعمل أيضًا على تعزيز الشراكات الجنوبية-الجنوبية، حيث قامت بتوسيع عضويتها في البريكس، وتستعد لاستضافة قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي في الخريف المقبل، وتوفر الصين مساهمات مهمة في تعزيز العدالة والإنصاف في العلاقات الدولية، بالإضافة إلى دعمها للحوار السلمي وحل النزاعات.

وقال إن الصين تؤكد على أهمية التعاون والكسب المشترك في توفير فرص جديدة للعالم. تشجع الصين على تطبيق التعددية والعدالة في العلاقات الدولية، وتعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي العالمي وتسهيل التجارة والاستثمار. كما تعمل الصين مع الأطراف المعنية لتحقيق النجاح في بناء "الحزام والطريق"، وتحديث الاقتصاد العالمي بشكل مشترك.

وأضااف أنه مع اقتراب العام الجديد، تتألق الصين بثقة وحزم في تنفيذ "الخطة الخماسية الرابعة عشرة"، مما يضفي على العام 2024 أهمية بالغة. فهو يشهد الاحتفال بالذكرى السنوية الـ75 لتأسيس الصين الجديدة، والذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر، بالإضافة إلى الذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي.

ختم قائلا : تتطلع الصين إلى تعزيز التبادل الرفيع المستوى مع مصر، وتعميق التواصل والتعاون، بهدف تحقيق تقدم جديد في العلاقات الثنائية، ومن خلال هذه الشراكة الاستراتيجية الشاملة، يسعى البلدان إلى خلق عصر جديد من التعاون المثمر يعود بالفوائد على شعبيهما ويعزز العلاقات الصينية المصرية بشكل مستدام وفعّال.