21 - 06 - 2024

"بيت عبدالرسول".. قبلة البعثات الأثرية بالأقصر

>> صاحبه اكتشف مقبرة توت عنخ أمون

>> استقر به كبار الفنانين المصريين من بينهم رائد فن التصوير محمد ناجى

>> مبني بالطين وأثاثه من جريد النخل

يجذب بيت عبدالرسول  بالأقصر العديد من البعثات الأثرية الأجنبية التي تعمل بالحفائر بمدينة الأقصر، بالإضافة إلى العديد من السياح الذين يحبون قضاء وقت ممتع في مكان صديق للبيئة،  يقع بيت عبدالرسول في البر الغربي، مطلًا  قرية القرنة القديمة، التي تم تهجير أهلها منها، ويتوسط المنزل معبدي الرامسيون وهابو وبالخلف منه تمثالي ممنون، وتعود شهرة آل عبد الرسول بالأقصر بوصفهم  شيوخ جبل القرنة وحاملي أسرار أثاره.

أهمية البيت 

وترجع أهمية بيت عبدالرسول أو المرسم إلى صاحبه علي عبدالرسول مكتشف المقبرة المصرية الوحيدة التي اكتشفت كاملة حتى الآن لتوت عنخ آمنو ويعود تاريخ هذه القصة عندما كان أحد أبناء عائلة عبد الرسول صبيًّا يجلب المياه كل يوم لسقاية العمال على حماره، وأثناء حفره لتثبيت قاعدة الزير في الأرض عثر على مدخل مقبرة بالقرب من مقبرة رمسيس السادس، فطار الفتى ليخبر الخواجة كارتر الذي كان يعمل في هذا الموقع منذ عدة مواسم،  وبدوره تفقد الحفرة التي قادته إلى المقبرة ومن شدة فرحه بهذا الكشف مد يده والتقط عقدا فرعونيًّا ووضعه حول عنق الطفل علي  عبد الرسول، ونادى على مصور البعثة وطلب منه أن يلتقط صورة للطفل، وهو يرتدي عقد الملك توت عنخ أمون، وقد كانت هذه الصورة فاتحة الخير على حسين الذي استخدمها كوسيلة للرزق، فقد كان لا يعمل وكان يقف حاملا هذه الصورة أمام معبد الرامسيوم ليريها للسياح، الذين كانوا ينفحونه مبلغًا لقاءها إلى أن مات عن عمر يناهز ال80 عامًا، ومازال أولاده يتباهون بهذه الصورة، أما العقد فقد استقر في المتحف المصري.

المرسم 

ويعود سبب تسمية بيت عبدالرسول بالمرسم إلى «مرسم الفنون الجميلة» الذي كان يقام بالمنزل وحيث خصص لأوائل خريجي كلية الفنون الجميلة  باقتراح من رائد فن التصوير المصري الحديث محمد ناجى عام 1941 للبعثات الشتوية لخريجى كلية الفنون الجميلة، واستمر حتى عام 1966 حيث أغلق، وكان الفنان يقضي به عامين من خلال منحة تفرغ من وزارة الثقافة المصرية في نهايتها يقدم أعماله الفنية، والتي تعرض في معرض خاص، وقد أشرف علي هذا المرسم مجموعة من كبار الفنانين أمثال حامد سعيد وعبدالقادر رزق، وصلاح طاهر، وحسن فتحي، وعباس شهدي، والحسيني فوزي، وسبب اختيار هذا المكان كي يكون مرسمًا طبيعته الفريدة حيث يطل على جبل ممنونيا، ويطالع آثار البر الغربي الرائعة ويقترب من الريف الصعيدي والأديرة، حيث يجد الفنان حوله التاريخ ومن خلفه المزارع التي تساعد الفنان على الإبداع.

وقد كان مخططًا لهذا المنزل أن يكون أول كلية للفنون الجميلة في صعيد مصر 

ولا تزال هناك رسومًا على حوائطه حتى الآن من إبداعات خريجي المرسم.

عمارة البيت

يتكون بيت عبدالرسول من 36 غرفة مزودة بكل ما يلزم لإقامة مريحة للبعثات الأجنبية التي تعمل في الكشوفات الأثرية بالأقصر، هو مبني بالطين  وما يزال محافظًا على طرازه الريفي لبيوت القرنة التي تجاوره، وكل ما في المنزل هو صديق للبيئة، فأغلب أساسات المنزل مصنوعة من جريد النخل والطين.






اعلان