رمضان من أكرم الشهور التى فضلها الله وميزها بنزول القرأن الكريم والصيام وليلة القدر التى هى خير من الف شهر.. ورمضان فرصة مواتية لتوثيق الأخوة فى الله وهى من أجل النعم التى ينعم بها الخالق على عباده المتقين المخلصين المتحابين فى الله (لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم)

والأخوة فى الله نعمة إلهية يقذفها الله فى قلوب المخلصين من عباده والأصفياء من أوليائه والأتقياء من خلقه (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا)

والأخوة فى الله صفة ملازمة للإيمان والمؤمنين (إنما المؤمنون أخوة)

والأخوة فى الله حثنا عليها الهادي البشير السراج المنير صلى الله عليه وسلم فقال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه

وقوله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه الا لله عز وجل

والأخوة فى الله تقود للفوز بالجنة (ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين)

والرسول الكريم بشرنا بأن الأخوة فى الله تجعلنا ممن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله : ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.

والأخوة فى الله لا تعترف بالحدود والمسافات، فالرسول صلى الله عليه وسلم علمنا أن مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. ولذلك نتألم لحرب الإبادة البشعة اللا إنسانية التى يتعرض لها إخواننا فى غزة، ونتألم لمعاناة إخواننا فى السودان الذين عانوا الأمرين من صراع مجنون ومحموم على السلطة والثروة.

اللهم اجعل الأخوة فى الله تعلو على كل مصالح ضيقة وشهوات وميول.. اللهم وفقنا لنصرة ومؤازرة إخواننا فى الله أينما كانوا.. اللهم اجعلنا من المتحابين فيك وممن تظلهم بظلك يوم لا ظل إلا ظلك.
------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج