21 - 06 - 2024

استراحة الملك فاروق .. معمار فريد على ضفاف النيل بإسنا

استراحة الملك فاروق .. معمار فريد على ضفاف النيل بإسنا

على ضفة النيل وفي مشهد جمالي مهيب آسر يقع قصر الملك فاروق بإسنا جنوب الأقصر، والذي أنشئ في فترة حكم الخديوي إسماعيل ثم استخدمه عباس حلمي الثاني وتوارثه حكام مصر من الأسرة العلوية حتى الملك فاروق، وعن سبب تسمية هذا القصر باسم الملك فاروق يقول محي سلام مفتش الآثار بالأقصر شاع هذا الاسم بين الناس بسبب زيارات الملك فاروق لإسنا المتعددة وإقامته في هذه الاستراحة.
ويضيف أن الملك فاروق أو غيره من ملوك أسرة محمد علي كانوا يأتون بالقطار الملكي ويقف عند محطة المطاعنة بقرية الحميدات شرق حيث الاستراحة المعدة لهم هناك بالقرب من شريط السكة الحديد وتحولت الآن إلى مدرسة، ثم يكمل مسيره إلى ضفة النيل الشرقية حيث تعبر بهم المعدية  ليجدوا نفسهم في القصر الموجود بالضفة الغربية للنيل مباشرة حيث يوجد على المرسى الملكي المعد لاستقبال المعدية مقياس لمياه النيل هو عبارة عن بلاطات رخامية مدرجة ومرقمة لقياس زيادة أو نقصان منسوب مياه النيل وهي تابعة لوابورات المطاعنة  التي أنشئت على الطراز الفرنسي.

ويشير محي إلى هذا القصر يقع بالقرب من وبوابورات المطاعنة التي أنشأها الخديوي إسماعيل نجل إبراهيم باشا بن محمد علي وأول من غير لقبه من "ولي" إلى خديوي حيث تم إنشاءها لري آلاف الأفدنة الموجودة بوادي الجن الواقعة ضمن الدائرة السنية التي يمتلكها الخديوي إسماعيل وقام بتوزيع أراضيها على الفلاحين الزعيم جمال عبدالناصر بعد ثورة 1952

وما يزال هذا القصر الأثري حتى الآن تابعًا للإصلاح الزراعي التي أنشئت بعد 1952 من أجل تحديد الملكية الزراعية للأفراد، وأخذ الأرض من كبار الملاك وتوزيعها على صغار الفلاحين المعدمين. حيث كان دور جمعيات الإصلاح الزراعي في ذلك الوقت تتولى عملية استلام الأرض من الملاك بعد ترك النسبة التي حددها القانون لهم، وتوزيع باقي المساحة على الفلاحين الأجراء المعدمين العاملين بنفس الأرض، ليتحولوا من أجراء لملاك. 


ويشير محي إلى أن هذا القصر خاضع لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة1983 والمعدل بقانون رقم 3 لسنة 2010 المنشور بجريدة الواقع المصرية إلى جمعية الإصلاح الزراعي بإسنا ترفض تسليمة لوزارة الآثار.

ويوضح عبدالمنصف فراج مفتش الآثار بالأقصر أن هذا القصر وهو واحد من 4 قصور خاصة بالأسرة العلوية التي حكمت مصر  بإسناحيث يوجد بها القصر الشتوي للوالي محمد علي  والذي أسس سنة 1890 وتحول إلى مدرسة ثانوية الآن بالإضافة إلى قصر الملك فاروق واستراحتين ملكيتين جميعها تقع على الضفة الغربية من النيل مشيرا إلى أن هذه الاستراحات يتبعها أكثر من 700 فدان هي من أجود الأراضي الزراعية في مصر بها شتى المزروعات من خضار وفاكهة تباع في مزاد علني تابع لوزارة الزراعة كل عام.

ولفت محمد سيد مفتش الآثار أن قصر الملك فاروق يتكون من مبنى مكون من ثلاثة طوابق ومحاط بحديقة كبيرة بها مجموعة من أشجار الزهور ذات الأنواع المختلفة وتطل مباشرة على نهر النيل، والدور الأرضي منها كان في السابق مطبخا كبيرا مجهز بكل اللوازم أما الآن فقد تحول إلى مكان لنوم الحارس الخاص بالاستراحة 

وأما الدور الأول من القصر فكان مخصصًا لاستقبال الضيوف وبه أيضًا غرفة سفرة مجهزة إلى جانب دورة مياه صغيرة ومطبخ صغير وبه أيضًا صالة ممتدة بطوال القصر مرودة بباب خلفي يطل على الحديقة الكبيرة وما زال هذا الدور محتفظا بشكله كما كان منذ القدم 

أما الدور الثاني فبه غرف نوم متعددة إلى جانب الجناح الخاص بالملك ومزود بحمام كبير وبه صور لجمال عبدالناصر أثناء زيارته للقصر وتوزيعه الأراضي على المزارعين.

أما الدور الأخير فهو سطح القصر وبه حجرة صغيرة مغلقة تحوي مقتنيات الملك فاروق وأسرة محمد علي الشخصية ويربط بين طوابق القصر سلم خشبي.






اعلان