21 - 06 - 2024

«بتاح حتب» فيلسوف البشرية الأول وصاحب السبق في تدوين قوانين الضمير

«بتاح حتب» فيلسوف البشرية الأول وصاحب السبق في تدوين قوانين الضمير

رحلوا عن الدنيا منذ آلاف السنين، تاركين للعالم آثارا تشهد بعظمتهم، وتحير عقول الباحثين الذين أعياهم السؤال كيف فعلوا ذلك؟ فراح بعضهم يرجم بالغيب بأن أناس من الفضاء صنعوا تلك المعجزات ثم اختفوا، أو آخرين قادمين من جزيرة أطلنطس المفقودة، أو ربما بشر سخروا الجن واستعانوا بالسحر لفعل ذلك، ولكن كل هذه الأباطيل تتهافت أمام عبقرية الإنسان المصري القديم الذي أخذ بأسباب العلم فصنع المعجزات، وفي منطقة سقارة يوجد شواهد كثيرة تدل على عظمة المصري فكريًّا وهندسيًّا، ومن كان بهذا الرقي فليس صعبًا عليه قهر المستحيل.

الفيلسوف الأول

ومن هذه الشواهد مقبرة بتاح حتب الذي يعرف بأنه أول من دون قوانين الضمير في العالم، وأول فيلسوف كذلك، لما أرساه من تعاليم وقيم إنسانية وصلت إلى العالم في ثلاث برديات، توجد واحده منها في فرنسا «بردية بريسي» واثنتين في إنجلترا، وهي برديات دونت في عصر الدولة الوسطى نقلًا عن "بتاح حتب"، وتشكل هذه البرديات أول نصوص فلسفية في العالم تحوي حكمة ورؤية عميقة للأخلاق والضمير.

وتقع مقبرة بتاح حتب بمنطقة سقارة بالجيزة، وهي مقبرة عائلية له ولابنه "آخت – حوتب"، وكان يشغل منصب وزير الفرعون جد كا رع "الشهير بـ "إيزيسي" أحد ملوك الأسرة الخامسة، حوالي 2400 قبل الميلاد.

حكم بتاح حتب

ومن أهم حكم بتاح حتب "اتبع قلبك ما دمت حيا/ كن كريما ما دمت حيا/ اجتنب الطمع، فانه آفة لا علاج لها/ لا تتحدث إلا عندما يكون لديك شيء يستحق أن تقوله/ لا تطمع فيما عند جارك ولا تمد يدك إلى ما يملك/ إذا كنت ذو منصب فاستمع إلى شكوى الناس/ اضرب للناس المثل الأعلى بأفعالك".

هندسة المقبرة

وتبدأ المقبرة بمدخل له عامودين يوصلان إلى دهليز يؤدي لأكثر من غرفة، توصل إلى صاله ذات أربعة أعمدة مربعه، منها إلي قطاع أخت حتب وغرفته وبها الباب الوهمي الخاص به، كما تشمل المقبرة على سرداب يوصل إلى غرفة بتاح حتب والتي بها الباب الوهمي الخاص به، تصميم المقبرة يوضح أقسامها المختلفة، بوصفها  مصطبة كبيرة معقدة التخطيط تحتوي على مجموعة كبيرة من الحجرات، والممرات.

مميزات المقبرة

وتتميز مقبرة بتاح حتب بالرسومات الموجودة على جدرانها التي تكشف عن العديد من عادات وسلوكيات المصريين القدماء، خاصة أنها تنتمي إلى الدولة المصرية القديمة التي أسسها مينا، ويظهر على جدران مناظر لتقديم  المصريين للنذور من طيور وأبقار والطعام، كما تكشف الرسومات عن جلسات الوزير في غرفة "التنعيم" في الصباح يستمع إلى الغناء، والغلمان يقلمون أظافره، تٌظهر مناظر المقبرة كيف أستأنس الإنسان المصري الحيوان، بالإضافة إلى ممارسته إلى أنواع رياضية مختلفة، من شد الحبل والسباحة، والوثب العالي، والجمباز، وما تزال الرسومات تحتفظ بألوان رغم مرور أكثر من 4500عام على إنشائها، ويلاحظ على جداران المقبرة أن هناك بعض الرسومات التي لم تكتمل، وتخطيط من كاهن لرسام بأن يعيد رسم إحدى الأشكال، والسبب في عدم اكتمال بعض الرسومات وهو وفاة بتاح حتب فتوقف العمل بالمقبرة.






اعلان