21 - 06 - 2024

السرابيوم لغز مصري حيَّر علماء العالم المعاصر

السرابيوم لغز مصري حيَّر علماء العالم المعاصر

في منطقة سقارة وبالقرب من مقبرة بتاح حتب توجد معجزة حيرت العالم بأثره، في طريقة بنائها المبتكرة التي لا تقل عن معجزة بناة الأهرامات كما يقول كبار مهندسي وعلماء العالم المعاصر.

ألا وهي السرابيوم وهو عبارة عن أنفاق تحت الأرض تشبه مترو الأنفاق، بطول يقترب من نصف كيلو، بارتفاع 6 أمتار وعرض 3 أمتار، اكتشفه العالم مارييت سنة 1851 حيث وجد به 24 تابوتًا من الجرانيت والبازلت يزن أثقلها أكثر من 100 طن، وكان يدفن به العجول بكامل تحنيطها كالملوك وتوضع معها أفخم المجوهرات.

وعن الأسباب التي تجعل من هذا المكان معجزة بكل المقاييس حيرت علماء وكالة ناسا للفضاء الأمريكية. أنهم عندما زاروا السرابيوم تساءلوا عن كيفية قدوم هذه الكتل الجرانيتية الضخمة جدًا من جبال أسوان إلى الجيزة، دون حدوث أي كسر أو حتى تلف في هذه الكتلة التي صنعت منها التوابيت؟ وعن كيفية عمل هذا النفق الذى يعد أول نفق في العالم منذ آلاف السنين؟ والأمر الثالث كيف وضعت التوابيت في موقعها الحالي وحسب أي معادلات هندسية تعتبر معجزة، وخصوصا أنه تم كشف النفق الموازي للتهوية.

دقة متناهية

وتشهد التوابيت الموجودة بالسرابيوم على هندسة فريدة فهي صناديق منحوتة بشكل دقيق، تتكون من 4 جوانب وقاعدة وغطاء كُلها مصنوعة من صخور عالية الصلابة "الجرانيت الأحمر – الجرانيت الأسود – البازلت – الشست – الكوارتز"، وهي صخور لا يمكن التعامل معها بالأدوات البدائية وإنما تتطلب مناشير صلب أو أدوات بسنون ماسية، أو ربما قواطع ليزر.

كما أن حفر الصندوق نفسه مُحير فالمعاول وآلات الطرق البدائية لا يُمكنها أن تُخرج مثل هذا المُنتج الهندسي الفريد، فجميع زوايا الصندوق الداخلية والخارجية عبارة عن 90 درجة كاملة، وليست 90.5 ولا 89.5.

وأيضا مُعامل التسطيح بنسبة خطأ لا تتجاوز 1 على 100 من الملليمتر، وهي درجة لا يُمكن بلوغها في العصر الحديث إلا باستخدام آلات عالية الدقة، أو تقنية بصرية ضوئية كالليزر، وذلك للحصول على التسطيح التام.

كهرباء

كما أنفاق السرابيوم في ذاتها لغز مُعضل، في الصيف تجدها باردة، وفي الشتاء دافئة، فهي أنفاق بطول 400 متر محفورة في قلب صخر هضبة سقارة، وليست وسط الرمال، يتم النزول إليها بسلم، والممر الرئيسي للنفق على استقامة واحدة، وليست لها  إلا باب واحد يُعتبر هو المدخل والمخرج، والرؤيا بداخل الأنفاق حتى مع وجود الشمس معتمة للغاية، كما أنه لا يوجد أي أثر لمواضع مشاعل على جدران النفق، بالإضافة إلى أن مشاعل نارية في ذلك العمق مع الردم والأتربة سيكون عملا شاقا وخانقا، هو الأمر الذي يعده البعض  دليلا في حد ذاته على أنه كان هناك كهرباء في مصر القديمة. 

 تابوت محطم

يوجد داخل السرابيوم 24 تابوتًا  إحداهم تم تدمير جزء منه بالبارود، وترجع قصة ذلك الصندوق كما يرويها المرشد السياحي محمد أبو رحمة إنه عندما كشف ميرييت  أنفاق السرابيوم، وجد أغطية جميع الصناديق مواربة، أو مفتوحة، وكان بمقدوره رؤية ما بداخلها إلا هذا الصندوق وجد غطاءه مطبقا تماما على الصندوق،  فضلا على أن  الغطاء وحده يزن ما لا يقل 30 طنا، أي  يحتاج إلى ما يقل عن 150 رجلا قويا يقفون في مساحة شديدة الضيق ويسحبون بالحبال ذلك الثقل، فقد رأى ميرييت أن هذا الحل لن يكون مُجديا لزحزحة الغطاء، ومن ثم فقد شرع ميرييت في نسف جزء من الغطاء بواسطة بارود البنادق، وهو ما فعله بالنهاية، ليجد فيه مومياء العجل ومعه بعض المجوهرات، ويشير أبو رحمة إلى أن المصريين القدماء كانوا يصنعون هذه التوابيت بطريقة تجعلها تقفل عن طريق الضغط، ما يصعب عملية فتحها بعد ذلك.

تابوت مزحزح

ويوجد في ممرات السرابيوم تابوت ضخم يكاد يسد ممر النفق، وبالقرب منه غطاءه، وتعود قصة هذا التابوت إلى أن الملك فاروق أراد أن يهديه إلى فرنسا، وتم إخراج الصندوق الذي يزن 100 طنا من مكانه، وتحريكه لمسافة قصيرة لا تزيد عن 50 مترا فقط، ثم قاموا بإنزال الغطاء من فوق الصندوق لتقسيم الوزن، وفي النهاية لم  يستطيعوا الخروج بالغطاء ولا بالصندوق من النفق فتركوهما.

وهو الأمر الذي يدفع إلى السؤال كيف استطاع القدماء إدخال 26 صندوقا بهذا الحجم وتسكينهم في أماكنهم في تلك الأنفاق الضيقة ؟! 

 ومن الجدير بالذكر أن السرابيوم هو اسم يطلق على كل معبد أو هيكل ديني مخصص لعبادة إله الوحدانية سيرابيس، حيث اعتقد القدماء أن العجل "أبيس" هو رمز للإله "بتاح" رب سقارة، وأنه ابن "أوزيريس" فى بعض الأحيان. وترجع عبادة هذا الحيوان فى "منف" وسقارة إلى عهد قديم جداً في التاريخ المصري، واستمر تقديسه في مصر حتى نهاية الأسرة الثلاثين.






اعلان