21 - 06 - 2024

الفاو: مجاعة متوقعة في غزة وكارثة غذائية ودعوة لتقديم مساعدات عاجلة

الفاو: مجاعة متوقعة في غزة وكارثة غذائية ودعوة لتقديم مساعدات عاجلة

دقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ناقوس الخطر بشأن التدهور السريع لأزمة الجوع في قطاع غزة، حيث من المتوقع أن تحدث مجاعة في أي وقت من الآن وحتى مايو 2024 في المحافظات الشمالية.

وأفاد تقرير جديد أصدرته المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي للمنظمة أن بقية قطاع غزة معرض لخطر المجاعة في المستقبل في أسوأ السيناريوهات إذا لم تتوقف الأعمال العدائية ولم تصل المساعدات الإنسانية على نطاق واسع إلى من هم في أمس الحاجة إليها.

انعدام الأمن الغذائي

وتشير البيانات الجديدة الصادرة إلى أن جميع السكان في قطاع غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد المصنف ضمن المراحل 3 (مرحلة الأزمة) أو 4 (مرحلة الطوارئ) أو 5 (مرحلة الكارثة).

ويشمل ذلك نصف السكان أو حوالي 1.11 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الكارثي (المرحلة 5 من التصنيف)، وبالمقارنة مع التحليل السابق للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر في ديسمبر 2023، فقد تفاقم انعدام الأمن الغذائي الحاد في قطاع غزة واتسع، حيث وصل عدد أكبر من الأشخاص بنسبة 79 بالمائة إلى مستويات كارثية من الجوع في الفترة الحالية للتصنيف (منتصف فبراير - منتصف مارس) ومن المتوقع أن ترتفع النسبة إلى 92 بالمائة خلال فترة التصنيف المتوقعة القادمة (منتصف مارس - يوليو).

مستويات كارثية

قالت بيث بيكدول، نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، إن هذا التحليل المحدث للتصنيف المرحلي المتكامل يؤكد صحة ما كنا نخشاه جميعاً، وهو التدهور العميق والسريع لحالة الأمن الغذائي في غزة، حيث يواجه نصف السكان مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي.

وأضافت: هذا أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق، وهو أمر لم نره من قبل. في ديسمبر، أشار التقرير السابق للتصنيف المتكامل للأمن الغذائي إلى احتمال حدوث مجاعة، وإذا لم يتم اتخاذ خطوات لوقف الأعمال العدائية وتوفير المزيد من المساعدات الإنسانية، فإن المجاعة ستكون وشيكة، وقد تكون واقعة بالفعل، وهناك حاجة إلى الوصول الفوري لتسهيل تقديم المساعدة العاجلة والحرجة على نطاق واسع.

لا وجبات يومية

وحسب أحدث بيانات التصنيف المرحلي، فإن جميع الأسر تقريباً لا تتناول وجباتها اليومية المعتادة، ويقوم البالغون بتقليل وجباتهم حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام، وأمضى ما يقرب من ثلثي الأسر في المحافظات الشمالية أياماً وليال كاملة دون تناول الطعام 10 مرات على الأقل خلال الثلاثين يوماً الماضية.

وتشير البيانات الحديثة إلى أن واحداً من كل ثلاثة أطفال تحت سن الثانية في المحافظات الشمالية يعاني من سوء التغذية الحاد.

وقد دعت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) مراراً وتكراراً إلى اتخاذ تدابير عاجلة لإنقاذ سكان غزة، وفي نوفمبر، دعا المدير العام للمنظمة "شو دونيو" إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة لتخفيف معاناة المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات العاجلة.

توقف إمدادات المياه

وكرر "شو" قلق المنظمة الشديد في بيان ألقاه خلال فعالية نظمتها الحكومة الإيطالية قائلاً: إن السلام شرط أساسي للأمن الغذائي، والحق في الغذاء هو حق أساسي من حقوق الإنسان.

وأدى تصاعد الأعمال العدائية إلى توقف إمدادات المياه والغذاء والوقود، مما تسبب في انهيار جميع القطاعات المرتبطة بالغذاء، بما في ذلك إنتاج الخضروات، وإنتاج الماشية، ومصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، وقد تعرض ما بين 60 إلى 70 بالمائة من الماشية المنتجة للحوم والألبان في غزة إما للقتل أو للذبح قبل الأوان لتلبية الاحتياجات الغذائية الماسة الناجمة عن النزاع.

خسائر كبيرة في الماشية

وتشعر منظمة الأغذية والزراعة بقلق بالغ إزاء الخسائر الكبيرة في الماشية، والتي لا غنى عنها لسبل العيش وبقاء الأسر في غزة. إن توفير العلف الحيواني ليس مجرد وسيلة للحفاظ على سبل العيش الريفية كأصل اقتصادي للأسر المعنية، بل أن الحفاظ على حيوانات الأسرة حية ومنتجة يمنحها مصدراً في متناول اليد للبروتين والتغذية والحليب، وهو أمر بالغ الأهمية بشكل خاص للأطفال.

وقال رين بولسن، مدير الطوارئ والقدرة على الصمود في "الفاو"، من المهم لنا كمنظمة الأغذية والزراعة أن نركز على كل ما يتعلق بالحفاظ على الماشية على قيد الحياة، لأن ذلك يعني توفير الحليب وخاصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو المعرضين لخطر سوء التغذية، بالإضافة إلى ذلك يحتاج الناس إلى الوصول إلى الأطعمة المغذية والخضروات.

محاولات لتوفير حد أدنى غذائي

وحشدت منظمة الأغذية والزراعة جهودها لتوفير الإمدادات الزراعية الأساسية إلى غزة بمجرد أن تسمح الظروف بذلك، والأولوية الأولى للمنظمة هي نقل الأعلاف الحيوانية، وتحديداً 1500 طن من الشعير، عبر واحد أو اثنين من المعابر الحدودية المفتوحة المتبقية حيث يتم توزيع الأغذية.

وينبغي أن تكون كمية الشعير هذه، والتي تأمل المنظمة في تسليمها، كافية لتوفير الحليب لجميع الأطفال دون سن العاشرة في غزة، حيث توفر حوالي 20% من الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.

وتقوم منظمة الأغذية والزراعة بحشد إمدادات زراعية حيوية أخرى مثل خزانات المياه وأطقم الأدوات البيطرية والوقود لنقلها إلى غزة بمجرد أن يصبح الوصول إليها ممكنا، وذلك لحماية الماشية والحفاظ على سبل العيش.






اعلان